تعيين سكرتير مبارك رئيسا لمكتبة الإسكندرية يثير جدلا

12 مايو 2017
الفقي من رموز نظام مبارك (فيسبوك)
+ الخط -
أثار تعيين مصطفى الفقي، سكرتير الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك لشؤون المعلومات، رئيسا لمكتبة الإسكندرية غضبا سياسيا في الأوساط المصرية.

واستنكر أمين الإعلام بحزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، معتز الشناوي، تعيين الفقي، مطالبا بضرورة السعي لتحقيق مطالب الثورة الأساسية من العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية، قائلاً في تصريحات صحافية الخميس، إن "مصطفى الفقي سكرتير المخلوع مبارك لشؤون المعلومات، حاول الترشح لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية بعهد مبارك، فهاجمته أوساط سياسية عدة، ولم يتمكن من تحقيق حلمه، وجاء النظام الحالي ليحقق حلمه بتعيينه مديرا لمكتبة الإسكندرية".

وتابع: "تعيينه مخالف لكل القواعد المنطقية، ويعتبر ردة لزمن ما قبل الثورة، لذا نرفضه ونطالب بمحاسبته على دوره فى نظام المخلوع مبارك".

وقرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعيين مصطفى الفقي مديرا لمكتبة الإسكندرية، خلفًا لإسماعيل سراج الدين، المنتهية إدارته، فى إبريل/نيسان الماضي، حيث شغل منصب مدير المكتبة منذ افتتاحها فى عام 2002.

وأفاد بيان صادر عن مكتبة الإسكندرية، الخميس، بأن مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية المنعقد بالقاهرة، استقبل المدير الجديد للمكتبة.

ويضم مجلس أمناء مكتبة الاسكندرية، الذي سيلتقي السيسي السبت المقبل ضمن فعاليات الاجتماع السنوى الثامن عشر لمجلس الأمناء، في عضويته عدداً من الشخصيات الدولية البارزة، منهم الرؤساء السابقون لكل من فنلندا، ورومانيا، وبلغاريا، والإكوادور، وألبانيا، وكولومبيا، ولاتفيا، وبنين، ورئيسا وزراء النرويج، والبوسنة والهرسك السابقان، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة وكبار العلماء والمفكرين المصريين والأجانب.

ومؤخرا، دارت منافسة على اختيار رئيس جديد لمكتبة الإسكندرية، بين كل من مصطفى الفقي، والكاتب محمد سلماوي عضو مجلس أمناء المكتبة، والسفير عبد الرؤوف الريدي، رئيس مجلس العلاقات الخارجية المصري، حيث تم رفع أسماء الثلاثة بشكل نهائي إلى السيسي تمهيدًا لاختيار أحدهم.

وكان إسماعيل سراج الدين، الذي يرأس المكتبة منذ تأسيسها، قد طلب عدم الاستمرار في منصبه.

وكتب الفقي معلقًا على ذلك في مقال نشره مؤخرا: "أنا أتمنى على المفكر والعالم (إسماعيل سراج الدين) أن يتريث فى قرار الرحيل عن المكتبة حتى تظهر كوادر قادرة على الإمساك بدفة قيادتها، فالمكتبة تحتاج إلى مفكر كبير ومثقف مرموق وعالم متألق، لأن دورها أكبر من أن يحيط به مسؤول عادي فهي تحتاج إلى صاحب رسالة وليس إلى طالب وظيفة".

وفي عام 2002، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو"، تم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة. وتضم المكتبة أكثر من ثمانية ملايين كتاب، وست مكتبات متخصصة، وثلاثة متاحف، وسبعة مراكز بحثية، ومعرضين دائمين، وست قاعات لمعارض فنية متنوعة، وقاعة استكشاف ومركزا للمؤتمرات.

يشار إلى أن الفقي من مواليد مركز المحمودية بمحافظة البحيرة، في نوفمبر/تشرين الثاني 1944، وهو مفكر وكاتب مصري وسياسي بارز ودبلوماسي سابق، وحصل على بكالوريوس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1966، كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1977، ثم التحق بالسلك الدبلوماسي، فعمل في سفارتي مصر ببريطانيا والهند.

وشغل الفقي العديد من المناصب، منها سفير مصر بجمهورية النمسا، ومندوب مقيم لمصر لدى المنظمات الدولية في العاصمة النمساوية فيينا، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات الأمم المتحدة، وأستاذ للعلوم السياسية في أقسام الدراسات العليا بالجامعة الأميركية بالقاهرة، ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية، وهو عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس الأعلى للثقافة.

ويأتي اختيار الفقي رئيسا لمكتبة الإسكندرية ضمن استراتيجية نظام السيسي الاعتماد على رجال مبارك، الذين استعان بهم في السياسة والاقتصاد، وجاء الدور على مكتبة الإسكندرية بعد الهيئات الإعلامية والصحافية باختياره مكرم محمد أحمد رئيسا للمجلس الوطني للإعلام، وكرم جبر رئيسا للهيئة الوطنية للصحافة، وحسين زين رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام.

ويرجع مراقبون عودة رجال مبارك للمشهد السياسي من جديد وتقلدهم مناصب قيادية في الدولة، إلى عدم وجود كفاءات فنية قادرة على تولي المسؤولية في الوقت الحالي.
المساهمون