وأوضحت مصادر سعودية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن "المملكة تهيئ المنطقة لحسم العديد من الأزمات، وقد دعت العديد من الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة إلى تجهيز تصورات لمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد".
وبحسب المصادر فإن "عاصفة الحزم بالفعل بدأت على النظام السوري بأيادٍ سورية ودعم عسكري عربي تركي، وخلال فترة قصيرة سيتم حسم الأمر".
ولفت الكاتب والمحلل السعودي جمال خاشقجي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "التغييرات تأتي تماشيا مع التحول الكبير الذي طرأ على السياسة الخارجية للمملكة، خصوصاً مع بدء عملية عاصفة الحزم لردع الحوثيين بعد انقلابهم على الرئيس الشرعي في اليمن عبد ربه منصور هادي".
كذلك تعالج التغييرات، وفق الخاشقجي، "إشكالية قديمة في الخلافة داخل المملكة وهي تتابع مجيء حكام متقدمين في السن خلال العقود الماضية، ودفعت بجيلين جديدين للحكم، وهذا ما يعني أن المملكة ستشهد نحو 40 عاما مقبلة من الاستقرار في الخلافة".
اقرأ أيضاً: السعودية: تعيينات المفارقات والسوابق
وجاءت القرارات الأخيرة للملك سلمان بن عبدالعزيز بعد موافقة مجلس العائلة، بحسب ما أكد رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة، أنور عشقي لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن "مجلس البيعة عُقد، صدّق على القرارات التي تضمنت تولي الأمير محمد بن نايف ولاية العهد خلفا للأمير مقرن بن عبد العزيز، وتولي الأمير محمد بن سلمان موقع ولي العهد".
ورأى عشقي أن "القرارات الأخيرة تمّت بشرعية عاصفة الحزم. بعد أن نجح الأميران (في إشارة إلى بن نايف ومحمد بن سلمان)، عزز ذلك إقدام العاهل السعودي على تلك الخطوة". وأضاف: "لكل مرحلة رجال، وبن سلمان وبن نايف هما رجال مرحلة ما بعد عاصفة الحزم".
وحول التوقيت المتأخر لصدور القرارات التي أعلن عنها فجراً قال عشقي: "من المتعارف عليه في المملكة أن القرارات المهمة تصدر مع الفجر مثل ما حدث مع قرار عاصفة الحزم"، موضحاً "إيماناً بقول الرسول بورك لأمتي في بكورها" نسبة إلى التبكير.