باتت المشاورات في جنيف التي تجريها الأمم المتحدة، عبر مبعوثها إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مع وفدي الحكومة اليمنية وحلفائها من جهة، والحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وحلفائهم من جهة ثانية، أمام ساعات مصيرية، بعدما فشلت في تحقيق أي اختراق يتيح نقل المشاورات من خانة الفشل إلى خانة النجاح، وخصوصاً لجهة إقناع الطرفين بالتوصل إلى هدنة في شهر رمضان، في ظل أوضاع إنسانية متردية بشكل غير مسبوق، وصفتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها "كارثية".
وعلى الرغم من وصول وفد المليشيات إلى جنيف منذ يوم الثلاثاء، إلا أنّ مسلسل العراقيل يستمر من قبلهم، إن لجهة رفضهم تحديد متحدث باسمهم في المحادثات أو تقليص عدد وفدهم إلى سبعة على غرار وفد الشرعية، فضلاً عن مواصلة تعنتهم في الموافقة على إجراء مشاورات مباشرة مع وفد الحكومة التي لا يعترفون بها، مكتفين بلقاء المبعوث الأممي، فيما كان مسلحوهم في مدينة ذمار يعمدون إلى تفجير منزل عبد العزيز جباري، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وأحد أعضاء وفد الحكومة اليمنية المشاركين في مباحثات جنيف.
اقرأ أيضاً دوّامة جنيف: يوم ثانٍ ضائع والحوثيون يطلبون مفاوضة السعودية
تطورات جعلت الوفد الحكومي يهدد، أمس الأربعاء، بالانسحاب من المشاورات والعودة إلى الرياض، قبل أن يتراجع عن هذا القرار، بعد اتصالات أجراها بعض أعضاء في الوفد بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بحسب ما علمت "العربي الجديد". وبعد أن كان رئيس الوفد اليمني وزير الخارجية، رياض ياسين، قد دعا إلى مؤتمر صحافي خرج في المؤتمر بأقصر جملة، قائلاً "حرصاً منا على نجاح المشاورات قررنا تأجيل المؤتمر"، فيما أكد ياسين لوكالة "رويترز" أنّ المحادثات بشأن هدنة محتملة في الحرب اليمنية لم تحقق أي تقدم "نظراً لعدم حضور وفد الحوثيين إلى الأمم المتحدة في جنيف، حيث تعقد المحادثات"، على عكس وفد الحكومة الشرعية الذي تبين أن رئيس حزب الرشاد السلفي، عبد الوهاب الحميقاني، المدرج على لائحة الخزانة الأميركية السوداء للجهات التي يشتبه في تمويلها القاعدة، يشارك فيه.
وأضاف ياسين أنه "كان من المفترض أن نتوصل اليوم إلى شيء إيجابي. يكتفون هم بالجلوس في فندقهم يطلقون كل أنواع الشائعات، مؤكداً أنهم "لم يحضروا قط". ورداً على سؤال حول ما إذا كان وفده يعتزم مغادرة المحادثات، قال الوزير "أمامنا 48 ساعة".
وكان ياسين، الذي يرأس وفد الحكومة في المنفى، قد كرر أمس أمام الصحافيين المطالبة "بانسحاب (المتمردين) من جميع المحافظات، لإبرام وقف لإطلاق النار أو هدنة، عملاً بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216".
في المقابل، يطالب الحوثيون بأن يشمل الحوار الأطراف السياسية اليمنية كافة، ويعتبرون أنّ وفدهم يمثل شريحة واسعة من هذه الأطراف، وليس جماعة الحوثيين وصالح فحسب. كما يعتبرون الحكومة غير شرعية لأنها "مستقيلة"، ويطالبون بحوار جديد بين الأحزاب السياسية.
وأكدت مصادر في الوفدين لـ "العربي الجديد" أنّ هناك اتفاقاً بين الطرفين على الفشل، لكن كل طرف يريد الهروب من تحمل مسؤولية الفشل، فيما دخل أمس سفراء مجموعة الـ16 لدى اليمن الموجودون حالياً في جنيف على خط الأزمة، في محاولة تحقيق ما عجزت عنه منظمة الأمم المتحدة، بإقناع فريقي التفاوض اليمنيين في القبول بهدنة إنسانية.
وبدا العضو البارز في وفد الحوثيين والرئيس المخلوع، محمد علي أبو لحوم، متفائلاً. وقال أبو لحوم لـ "العربي الجديد" إن "تقدماً كبيراً تم إحرازه في مشاورات الأربعاء، لكنه رفض الإفصاح عن التفاصيل".
وفي السياق، علمت "العربي الجديد" أن عقدة رئيسية لا تزال تقف حائلاً أمام إنجاز وقف إطلاق النار تتعلق بالانسحاب من المدن، وهل سيشمل وحدات الجيش اليمني الموالية لصالح أم تقتصر على مليشيات الحوثي. كذلك لا يزال الحوثيون يعارضون أي رقابة دولية على وقف إطلاق النار داخل اليمن، لكنهم أبدوا مرونة في ما يتعلق بتطبيق القرارات الدولية.
وجاء استمرار التصعيد من قبل الحوثيين متزامناً مع الانتقادات التي وجهها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، مساء الثلاثاء للحكومة اليمنية، متهماً إياها بأنها تحاول "فرض أجندتها" على الأمم المتحدة والمحادثات في جنيف. وقال الحوثي "تعاملوا مع الأمم المتحدة ومبعوثها الجديد كأداة بأيديهم يقدمون له أجندة، يصدرون له أوامر ويقدمون له التوجيهات".
وأضاف الحوثي "وافقوا من جديد على الحوار، بعد أن قللوا من مستواه ومن أهميته، فحولوه إلى اجتماع تشاوري وليس حواراً جاداً يوصل إلى الحل؛ لأن المطلوب بالنسبة لهم ليس الحل". واتهم الحوثي الحكومة بأنها تستخدم "أسلوب الترغيب والترهيب" مع المبعوث الأممي إلى اليمن "من أجل تطويعه كي يعمل لهم ما يريدون".
اقرأ أيضاً: الحرب اليمنية بموازاة المفاوضات... الجوف وتعز في الصدارة
في المقابل، دافع الرئيس اليمني، أمس الأربعاء، في خطاب وجهه للجيش اليمني لمناسبة حلول شهر رمضان عن أداء المسؤولين اليمنيين في الآونة الأخيرة، قائلاً "إنهم لم يتركوا وسيلة إلا وسلكوها بغية تجنيب البلاد ويلات العنف"، مشيراً إلى أنهم "مدّوا أيديهم مرات ومرات، وقدموا التنازلات الكبيرة؛ لأنهم يدركون العواقب الوخيمة والنتائج الكارثية للأعمال الانقلابية، والتصرفات الانقلابية التي تقوم بها مليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح".
وتطرق هادي إلى مشاورات جنيف، قائلاً "ها نحن اليوم نذهب إلى جنيف في محطة أخرى من محطات تعاطينا المسؤول تجاه وطننا وأبناء شعبنا، وذهبنا لنعلن بكل وضوح رغبتنا الصادقة في وضع الأمور في مسارها الصحيح، بحثاً عن التزام الانقلابين بما توافق عليه اليمنيون جميعاً في المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وما تطابق عليه العالم معنا ومن آخر ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2216". ودعا هادي "المجتمع الدولي إلى إلزام المتمردين بالقرار 2216 وبما جاء في بنوده، بدون انتقاص أو مماطلة أو انتقائية".
في موازاة ذلك، يواصل نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، جولاته الإقليمية لبحث الأزمة اليمنية. وقد شكلت القاهرة، أمس الأربعاء، أحدث محطاته بعدما وصلها لحضور الاجتماع التشاوري على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، لبحث تطورات الأزمة اليمنية.
وسيلتقي نائب الرئيس اليمني، خلال زيارته إلى مصر التي تمتد لأربعة أيام، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية والأمين العام للجامعة العربية. وبحسب مصدر حكومي يمني، تحدث لوكالة "الأناضول"، فإن زيارة بحاح للقاهرة، ستتناول الدور الذي تؤديه مصر ضمن التحالف العشري. كما ستبحث الزيارة، بحسب المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، السبل الكفيلة بتأمين إقامة اليمنيين في مصر، خصوصاً بعد فرض القاهرة تأشيرات دخول على الرعايا اليمنيين، على عكس ما كان معتمداً.
اقرأ أيضاً: جنيف اليمني: إلغاء "الشرعية" وابتكار بدائل تفاوضية
وعلى الرغم من وصول وفد المليشيات إلى جنيف منذ يوم الثلاثاء، إلا أنّ مسلسل العراقيل يستمر من قبلهم، إن لجهة رفضهم تحديد متحدث باسمهم في المحادثات أو تقليص عدد وفدهم إلى سبعة على غرار وفد الشرعية، فضلاً عن مواصلة تعنتهم في الموافقة على إجراء مشاورات مباشرة مع وفد الحكومة التي لا يعترفون بها، مكتفين بلقاء المبعوث الأممي، فيما كان مسلحوهم في مدينة ذمار يعمدون إلى تفجير منزل عبد العزيز جباري، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وأحد أعضاء وفد الحكومة اليمنية المشاركين في مباحثات جنيف.
اقرأ أيضاً دوّامة جنيف: يوم ثانٍ ضائع والحوثيون يطلبون مفاوضة السعودية
وأضاف ياسين أنه "كان من المفترض أن نتوصل اليوم إلى شيء إيجابي. يكتفون هم بالجلوس في فندقهم يطلقون كل أنواع الشائعات، مؤكداً أنهم "لم يحضروا قط". ورداً على سؤال حول ما إذا كان وفده يعتزم مغادرة المحادثات، قال الوزير "أمامنا 48 ساعة".
وكان ياسين، الذي يرأس وفد الحكومة في المنفى، قد كرر أمس أمام الصحافيين المطالبة "بانسحاب (المتمردين) من جميع المحافظات، لإبرام وقف لإطلاق النار أو هدنة، عملاً بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216".
في المقابل، يطالب الحوثيون بأن يشمل الحوار الأطراف السياسية اليمنية كافة، ويعتبرون أنّ وفدهم يمثل شريحة واسعة من هذه الأطراف، وليس جماعة الحوثيين وصالح فحسب. كما يعتبرون الحكومة غير شرعية لأنها "مستقيلة"، ويطالبون بحوار جديد بين الأحزاب السياسية.
وأكدت مصادر في الوفدين لـ "العربي الجديد" أنّ هناك اتفاقاً بين الطرفين على الفشل، لكن كل طرف يريد الهروب من تحمل مسؤولية الفشل، فيما دخل أمس سفراء مجموعة الـ16 لدى اليمن الموجودون حالياً في جنيف على خط الأزمة، في محاولة تحقيق ما عجزت عنه منظمة الأمم المتحدة، بإقناع فريقي التفاوض اليمنيين في القبول بهدنة إنسانية.
وبدا العضو البارز في وفد الحوثيين والرئيس المخلوع، محمد علي أبو لحوم، متفائلاً. وقال أبو لحوم لـ "العربي الجديد" إن "تقدماً كبيراً تم إحرازه في مشاورات الأربعاء، لكنه رفض الإفصاح عن التفاصيل".
وفي السياق، علمت "العربي الجديد" أن عقدة رئيسية لا تزال تقف حائلاً أمام إنجاز وقف إطلاق النار تتعلق بالانسحاب من المدن، وهل سيشمل وحدات الجيش اليمني الموالية لصالح أم تقتصر على مليشيات الحوثي. كذلك لا يزال الحوثيون يعارضون أي رقابة دولية على وقف إطلاق النار داخل اليمن، لكنهم أبدوا مرونة في ما يتعلق بتطبيق القرارات الدولية.
وجاء استمرار التصعيد من قبل الحوثيين متزامناً مع الانتقادات التي وجهها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، مساء الثلاثاء للحكومة اليمنية، متهماً إياها بأنها تحاول "فرض أجندتها" على الأمم المتحدة والمحادثات في جنيف. وقال الحوثي "تعاملوا مع الأمم المتحدة ومبعوثها الجديد كأداة بأيديهم يقدمون له أجندة، يصدرون له أوامر ويقدمون له التوجيهات".
وأضاف الحوثي "وافقوا من جديد على الحوار، بعد أن قللوا من مستواه ومن أهميته، فحولوه إلى اجتماع تشاوري وليس حواراً جاداً يوصل إلى الحل؛ لأن المطلوب بالنسبة لهم ليس الحل". واتهم الحوثي الحكومة بأنها تستخدم "أسلوب الترغيب والترهيب" مع المبعوث الأممي إلى اليمن "من أجل تطويعه كي يعمل لهم ما يريدون".
اقرأ أيضاً: الحرب اليمنية بموازاة المفاوضات... الجوف وتعز في الصدارة
في المقابل، دافع الرئيس اليمني، أمس الأربعاء، في خطاب وجهه للجيش اليمني لمناسبة حلول شهر رمضان عن أداء المسؤولين اليمنيين في الآونة الأخيرة، قائلاً "إنهم لم يتركوا وسيلة إلا وسلكوها بغية تجنيب البلاد ويلات العنف"، مشيراً إلى أنهم "مدّوا أيديهم مرات ومرات، وقدموا التنازلات الكبيرة؛ لأنهم يدركون العواقب الوخيمة والنتائج الكارثية للأعمال الانقلابية، والتصرفات الانقلابية التي تقوم بها مليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح".
في موازاة ذلك، يواصل نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، جولاته الإقليمية لبحث الأزمة اليمنية. وقد شكلت القاهرة، أمس الأربعاء، أحدث محطاته بعدما وصلها لحضور الاجتماع التشاوري على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، لبحث تطورات الأزمة اليمنية.
وسيلتقي نائب الرئيس اليمني، خلال زيارته إلى مصر التي تمتد لأربعة أيام، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية والأمين العام للجامعة العربية. وبحسب مصدر حكومي يمني، تحدث لوكالة "الأناضول"، فإن زيارة بحاح للقاهرة، ستتناول الدور الذي تؤديه مصر ضمن التحالف العشري. كما ستبحث الزيارة، بحسب المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، السبل الكفيلة بتأمين إقامة اليمنيين في مصر، خصوصاً بعد فرض القاهرة تأشيرات دخول على الرعايا اليمنيين، على عكس ما كان معتمداً.
اقرأ أيضاً: جنيف اليمني: إلغاء "الشرعية" وابتكار بدائل تفاوضية