تعثر إعادة فتح سفارة لندن في طهران

29 يناير 2015
معارضون إيرانيون في لندن (غوفيان سو/باسيفك برس)
+ الخط -
في شهر يونيو/حزيران الماضي، أعلن وزير الخارجية البريطاني السابق، وليام هيغ، في بيان مكتوب، ألقاه أمام مجلس العموم، أن "الظروف قد توافرت كي تعيد بريطانيا فتح سفارتها في طهران" المقفلة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وأضاف أنّ "ثمة تفاصيل عملية يتعين تسويتها أولاً".
غادر هيغ منصبه في وزارة الخارجية البريطانية، ومضى أكثر من سبعة أشهر على ذلك الإعلان، ولم تفتح بريطانيا سفارة في طهران، والأرجح أن ما حال دون ذلك هو "تفاصيل عملية"، محورها خلاف بين وزارتي الخارجية والداخلية في الحكومة البريطانية.

وتحمّل زارة الخارجية البريطانية وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، مسؤولية المخاطر الناجمة عن التأخير في فتح السفارة البريطانية في طهران. ونقلت صحيفة "ذا تايمز" عن مصدر في الخارجية قوله إن "موقف وزيرة الداخلية يعطل خطط إعادة فتح السفارة، ولا يتناسب مع مساعي تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
وترفض وزيرة الداخلية البريطانية الاستجابة لمطالب إيران بضرورة أن يكون في السفارة البريطانية في طهران قسم خاص بالتأشيرات، وتصر ماي على موقفها بالقول "لن نفتح قسماً خاصاً بالتأشيرات حتى يغادر حوالي أربعة آلاف من اللاجئين السياسيين، والمقيمين غير الشرعيين الإيرانيين بريطانيا الى بلادهم"، وهو الأمر الذي ترفضه إيران.
وزارة الخارجية البريطانية التي تنتقد موقف وزيرة الداخلية، تعتبر أن موقف الأخيرة هو السبب الأساسي الذي يعيق المضي قدماً في إجراءات إعادة فتح السفارة البريطانية في طهران. ونقلت الصحافة البريطانية أن المسؤولين في وزارة الخارجية يشعرون بإحباط كبير بسبب موقف الوزيرة ماي.
وتسارعت مساعي إعادة العلاقات بين لندن وطهران بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني في يونيو/حزيران من العام 2013، واتفق البلدان في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام على تبادل القائمين بالأعمال غير المقيمين. وفي فبراير/شباط من العام الماضي، أعلنت إيران وبريطانيا إعادة علاقاتهما الدبلوماسية المباشرة، ورفعا بصورة رمزية علميهما الوطنيين على سفارتيهما في لندن وطهران.
وفي ردّ على الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، لإيران، خلال كلمة ألقاها في الأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، إن إيران غير مستعجلة على إعادة فتح السفارة البريطانية في طهران.  
وكانت لندن قد أغلقت سفارتها أواخر عام 2011 بعد قيام متظاهرين إيرانيين بالاعتداء على السفارة، احتجاجاً على الإعلان عن عقوبات جديدة من لندن ضد إيران، بسبب برنامجها النووي المثير للخلاف. وردّاً على ذلك، أُغلقت السفارة الإيرانية في لندن.
المساهمون