خلصت نتائج دراسة ألمانية حديثة، صادرة عن مؤسسة "فريدريش إيبرت" المرتبطة بالحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني، إلى تزايد انتشار المواقف السلبية، غير المسبوقة منذ عام 2011 تجاه طالبي اللجوء في المجتمع الألماني. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنّ فكرة التوجه نحو اعتبار اليمين المتطرف "أمراً عادياً" يؤمن بها سكان شرق ألمانيا أكثر من الغرب، إلى جانب انتشار الإيمان بنظرية المؤامرة وهيمنة أطراف على الحياة السياسية في البلاد، وأنّ عملية خداع تقوم بها النخب للرأي العام وتحجب عنه الحقائق.
تجري المؤسسة منذ عام 2002 قياساً للتوجهات اليمينية المتطرفة في المجتمع الألماني، من خلال أبحاث وقياس رأي سنوي ودوري.
اقــرأ أيضاً
ويتخذ أكثر من نصف الألمان مواقف سلبية ومتشككة بصحة قضايا المهاجرين. وبالأرقام، خلص الباحثون إلى زيادة من 49.6 في المائة في 2016 إلى 54.1 في المائة للعام الحالي في الموقف السلبي من طالبي اللجوء. وكانت نسبة المتشككين والسلبيين في 2014 قد وصلت إلى نحو 44 في المائة. وكان المشاركون في الدراسة المسحية، التي شملت قضايا أخرى تتعلق بالإسلام والإيمان بالديمقراطية والموقف من اليمين المتطرف واليهود، قد أجابوا على فرضية أنّ "معظم طالبي اللجوء لم يتعرضوا للاضطهاد في بلادهم الأصلية" بخيارات عدة هي: "متفق تماماً" أو "نوعاً ما" أو "غير متفق" و"غير متفق نوعا ما".
وبالرغم من الانتقادات والجدال الذي تثيره منهجية الدراسة، يتمسك الباحثون في مؤسسة "فريدريش إيبرت" بما يتوصلون إليه من نتائج. ويعتقد المنتقدون لمنهجية المسح أنّ "بعض الصياغات في الأسئلة تعرض بطريقة مطاطة (لينة) فتجعل الأدلة الظرفية مؤدية إلى كراهية الأجانب". وينتقد هؤلاء بشكل خاص سؤال طرحه المركز البحثي في المؤسسة بصيغة: "حين تقيّم الدولة طلبات اللجوء هل يجب أن تكون سخية؟" وهو ما يعتبر سؤالاً موجهاً للمستطلعين.
وبالرغم من تراجع أعداد طالبي اللجوء في ألمانيا، مقارنة بعام 2015، حين استقبلت البلاد نحو مليون شخص، والأعوام التالية، فالباحث المشارك بالدراسة والمتخصص في علم الاجتماع السياسي بجامعة "بيليفيلد"، أندرياس زيك، يعتبر أنّ "رسوخ المواقف والأحكام المسبقة عن اللاجئين يبقى كما هو بالرغم من جميع مؤشرات تراجع أعداد طالبي اللجوء".
وتشير نتائج الدراسة التي شملت ألفي مشارك ألماني من غير المهاجرين إلى انتشار فكرة أنّ "ألمانيا مخترقة من الإسلام" لدى نحو ربع المجيبين على الأسئلة. وللمرة الأولى طرح الباحثون سؤالاً لقياس إيمان الألمان بـ "نظرية المؤامرة"، فاستجاب نحو 46 في المائة معبرين عن اعتقادهم بوجود "منظمات سرية تؤثر على القرارات السياسية في البلد". وذهب نحو ربع المستجيبين لاعتبار "وسائل الإعلام والسياسيين يعملون سوية تحت السقف نفسه" إلى جانب إيمان ثلث المستطلعين بمقولة أنّ "الحكومة تخفي الحقيقة عن الرأي العام". وذهب نحو 22 في المائة للاعتقاد أنّ "الأطراف الحاكمة تخدع الشعب".
من ناحية ثانية، تثير نتائج البحث الانتباه إلى اعتبار "الشعبوية اليمينية أمراً عادياً" لدى فئات تصل إلى نحو 6 في المائة من المستطلعين في شرق ألمانيا ولم تصل النسبة إلى أكثر من 2.3 في المائة في غربها. وعبّر بالعموم نحو 2 إلى 3 في المائة عن أنفسهم بأنّهم يتبعون الخط اليميني المتشدد، وفقاً لما جاء في نتائج البحث. وخلص الباحثون في سياق قياس التطرف اليميني إلى أنّه "لم يعد هذا التطرف مقتصراً على المؤمنين بفكرة حركة بيغيدا (أوروبيون لوقف أسلمة أوروبا) بل تتحرك الفكرة نحو الطبقة الوسطى في المجتمع". ويلحظ هؤلاء انتشار التشدد اليميني في شرق البلاد أكثر من غربها، إذ عبر 63 في المائة عن ضرورة رفض طالبي اللجوء، فيما كانت النتيجة غرباً نحو 51 في المائة.
وبالرغم من أنّ الأغلبية في ألمانيا ما زالت تؤمن بالديمقراطية، فإنّ مدير الأبحاث في جامعة "بيليفيلد" أندرياس زيك، يرى "ضرورة العمل لتعزيز الديمقراطية". وتدفع النتائج التي شكلت سجالاً، خصوصاً لناحية ايمان نسبة معينة من الألمان (نحو الثلث) بضرورة "مقاومة النظام السياسي الحالي" إلى زيادة الحذر، خشية استغلال حزب البديل الشعبوي للمتغيرات التي تعتبر الشعبوية اليمينية أمراً عادياً.
تجري المؤسسة منذ عام 2002 قياساً للتوجهات اليمينية المتطرفة في المجتمع الألماني، من خلال أبحاث وقياس رأي سنوي ودوري.
ويتخذ أكثر من نصف الألمان مواقف سلبية ومتشككة بصحة قضايا المهاجرين. وبالأرقام، خلص الباحثون إلى زيادة من 49.6 في المائة في 2016 إلى 54.1 في المائة للعام الحالي في الموقف السلبي من طالبي اللجوء. وكانت نسبة المتشككين والسلبيين في 2014 قد وصلت إلى نحو 44 في المائة. وكان المشاركون في الدراسة المسحية، التي شملت قضايا أخرى تتعلق بالإسلام والإيمان بالديمقراطية والموقف من اليمين المتطرف واليهود، قد أجابوا على فرضية أنّ "معظم طالبي اللجوء لم يتعرضوا للاضطهاد في بلادهم الأصلية" بخيارات عدة هي: "متفق تماماً" أو "نوعاً ما" أو "غير متفق" و"غير متفق نوعا ما".
وبالرغم من الانتقادات والجدال الذي تثيره منهجية الدراسة، يتمسك الباحثون في مؤسسة "فريدريش إيبرت" بما يتوصلون إليه من نتائج. ويعتقد المنتقدون لمنهجية المسح أنّ "بعض الصياغات في الأسئلة تعرض بطريقة مطاطة (لينة) فتجعل الأدلة الظرفية مؤدية إلى كراهية الأجانب". وينتقد هؤلاء بشكل خاص سؤال طرحه المركز البحثي في المؤسسة بصيغة: "حين تقيّم الدولة طلبات اللجوء هل يجب أن تكون سخية؟" وهو ما يعتبر سؤالاً موجهاً للمستطلعين.
وبالرغم من تراجع أعداد طالبي اللجوء في ألمانيا، مقارنة بعام 2015، حين استقبلت البلاد نحو مليون شخص، والأعوام التالية، فالباحث المشارك بالدراسة والمتخصص في علم الاجتماع السياسي بجامعة "بيليفيلد"، أندرياس زيك، يعتبر أنّ "رسوخ المواقف والأحكام المسبقة عن اللاجئين يبقى كما هو بالرغم من جميع مؤشرات تراجع أعداد طالبي اللجوء".
وتشير نتائج الدراسة التي شملت ألفي مشارك ألماني من غير المهاجرين إلى انتشار فكرة أنّ "ألمانيا مخترقة من الإسلام" لدى نحو ربع المجيبين على الأسئلة. وللمرة الأولى طرح الباحثون سؤالاً لقياس إيمان الألمان بـ "نظرية المؤامرة"، فاستجاب نحو 46 في المائة معبرين عن اعتقادهم بوجود "منظمات سرية تؤثر على القرارات السياسية في البلد". وذهب نحو ربع المستجيبين لاعتبار "وسائل الإعلام والسياسيين يعملون سوية تحت السقف نفسه" إلى جانب إيمان ثلث المستطلعين بمقولة أنّ "الحكومة تخفي الحقيقة عن الرأي العام". وذهب نحو 22 في المائة للاعتقاد أنّ "الأطراف الحاكمة تخدع الشعب".
من ناحية ثانية، تثير نتائج البحث الانتباه إلى اعتبار "الشعبوية اليمينية أمراً عادياً" لدى فئات تصل إلى نحو 6 في المائة من المستطلعين في شرق ألمانيا ولم تصل النسبة إلى أكثر من 2.3 في المائة في غربها. وعبّر بالعموم نحو 2 إلى 3 في المائة عن أنفسهم بأنّهم يتبعون الخط اليميني المتشدد، وفقاً لما جاء في نتائج البحث. وخلص الباحثون في سياق قياس التطرف اليميني إلى أنّه "لم يعد هذا التطرف مقتصراً على المؤمنين بفكرة حركة بيغيدا (أوروبيون لوقف أسلمة أوروبا) بل تتحرك الفكرة نحو الطبقة الوسطى في المجتمع". ويلحظ هؤلاء انتشار التشدد اليميني في شرق البلاد أكثر من غربها، إذ عبر 63 في المائة عن ضرورة رفض طالبي اللجوء، فيما كانت النتيجة غرباً نحو 51 في المائة.
وبالرغم من أنّ الأغلبية في ألمانيا ما زالت تؤمن بالديمقراطية، فإنّ مدير الأبحاث في جامعة "بيليفيلد" أندرياس زيك، يرى "ضرورة العمل لتعزيز الديمقراطية". وتدفع النتائج التي شكلت سجالاً، خصوصاً لناحية ايمان نسبة معينة من الألمان (نحو الثلث) بضرورة "مقاومة النظام السياسي الحالي" إلى زيادة الحذر، خشية استغلال حزب البديل الشعبوي للمتغيرات التي تعتبر الشعبوية اليمينية أمراً عادياً.
بدورها، ترد البروفيسورة في جامعة "نايدرهاين"، بييت كوبر، زيادة التشدد ضد المهاجرين في شرق ألمانيا بالذات، إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة وشعور الناس هناك بـ"التهميش". تتابع: "بناء على ذلك يمكن فهم لماذا أضحت فكرة اليمين الشعبوي مقبولة أكثر، فالشعبوية هناك ربما تعوض النماذج التقليدية القائمة".