بث ناشطون عراقيون، اليوم الأحد، تسجيلاً مسرباً يظهر عمليات قطع آذان معتقلين عراقيين، بواسطة سكاكين، وعمليات ضرب وتعذيب مختلفة، تسببت في أزمة جديدة بالشارع العراقي، وإحراج لرئيس الوزراء حيدر العبادي.
ويظهر الفيديو، الذي سرعان ما تناقلته محطات تلفزيون محلية عراقية، معتقلين بملابس عربية، تطغى على سكان غرب العراق، وهم داخل شاحنة صغيرة مكشوفة معصوبي الأعين ومقيدين، يتعرضون للضرب، بينما يقوم أحد عناصر المليشيا بقطع أذن أحد المعتقلين، ويهتف "هذه أذنه اليمنى"، بينما يطلب آخر قطع التصوير.
وشكل التسجيل صدمة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لدى إعلاميين وناشطين ومواطنين، ممن طالبوا المنظمات الإنسانية بالتدخل لإنهاء جرائم مليشيات "الحشد الشعبي"، التي اعتبروها مشابهة لجرائم "داعش".
وطالب رئيس منظمة السلام العراقية، محمد علي، رئيس الوزراء العراقي، بتفسير سكوته عن تلك الجرائم، وطالبه بالتدخل لوقفها.
وأضاف علي، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل، أن "جرائم مليشيات الحشد باتت وجها ثانيا لجرائم (داعش)، ويجب على المنظمات الأممية التدخل، فالإرهاب واحد، ولا يمكن التمييز فيه"، وفقاً لقوله.
اقرأ أيضاً: العراق: مطالب بتدخّل دولي للقضاء على الفساد في البلاد
وأوضح المتحدث ذاته، أن "هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب، وقد رفعنا المئات من تلك التسجيلات للمحاكم الدولية، موثقة بمعلومات عن تلك المليشيات، وأسماء قادتها وعناصرها بالتفصيل، للحصول على قرار دولي بحظرها واعتبارها منظمات إرهابية".
وتابع علي، "هذه التسجيلات دلائل دامغة وكافية لمحاكمة رئيس الحكومة حيدر العبادي، وقادة المليشيات، فهي تتم بعلمهم جميعاً، خاصة أنها منضوية في الحشد الشعبي الذي اعتبرته الحكومة هيئة شبه رسمية".
اقرأ أيضاً: خطر الطائفية على الأمن الدولي
وقال الناشط العراقي في مجال حقوق الإنسان، عثمان الفلاحي، إن التسجيل المذكور، واحد من مئات التسجيلات المسربة التي تظهر مليشيات الحشد الشعبي وهي تمارس أبشع أنواع التعذيب، بحق مدنيين تختطفهم على أسس طائفية، من المناطق التي تدخلها، بعد معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
وبين الفلاحي لـ"العربي الجديد"، أنه، "واضح تماماً من ملابس ولهجة المتحدثين أنهم مليشيا الحشد، خاصة أن من بينهم المدعو كمال حسين، أحد قادة الحشد المعروفين".
واعتبر متتبعون، أن تسريب تسجيلات لهذه الجرائم متعمد، بهدف إرهاب الناس ضمن مسلسل التغيير الديموغرافي الذي تنفذه المليشيات في العراق.
اقرأ أيضاً: العثور على مقبرة تضم عشرات الجثث في تكريت
فيما أبدى النائب في البرلمان العراقي، محمد الجاف، مخاوفه من استمرار جرائم المليشيات، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تلك الجرائم البشعة بحق المدنيين على أسس طائفية، لا تصب في صالح الحرب على الإرهاب، وتهيئ لفتنة كبيرة لن يكون فيها رابح".
ووصف النائب العراقي، الجريمة بـ"أنها واحدة من عشرات الجرائم، والحكومة سكتت عنها، وكذلك رجال الدين الذين يباركون تلك المليشيات"، على حد تعبيره.
وتتصاعد المطالبات الشعبية بضرورة منع مليشيات "الحشد الشعبي" من دخول المناطق "السنية"، لكن الحكومة لجأت إلى حيلة أخرى، بعد منع القوات الأميركية للمليشيات من المشاركة في معارك الرمادي الأخيرة، حيث زجت بها ضمن قوات الشرطة الاتحادية وزودتهم بسيارات عسكرية لعدم كشفهم.
اقرأ أيضاً: صراع المالكي والعبادي يشق "الحشد": تقاسم المناطق وتلويح بالصدام