تركيا تستبعد انقطاع غاز روسيا

02 ديسمبر 2015
+ الخط -
عادت إمكانية توقف الغاز الذي تستورده تركيا من روسيا، والذي يشكل أكثر من نصف واردات البلاد من الغاز، إلى الواجهة مرة أخرى بعد الأزمة السياسية بين البلدين.
ومن المتوقع أن تصل واردات تركيا من الغاز العام الحالي إلى 52.2 مليار متر مكعب، بزيادة 9.6% مقارنة بالعام الماضي، وذلك لتلبية الطلب المتزايد من الغاز بسبب نمو الاقتصاد والصناعة التركية وتزايد حاجة السكان.
وتعتبر روسيا المورد الأول للغاز الطبيعي إلى تركيا، ومن المخطط أن تصل الواردات من الأخيرة، هذا العام، إلى ما يقارب الثلاثين مليار متر مكعب، أي أكثر من نصف احتياجات الغاز في تركيا، حيث تتولى شركة بوتاش الحكومية للغاز استيراد 20 مليار متر مكعب من روسيا عبر خط غاز الغرب وخط السيل الأزرق الذي يربط البلدين، بينما تقوم شركات خاصة أخرى باستيراد ما يقارب الـ 10 مليار متر مكعب من روسيا.
لكن يبقى السؤال الأهم، هل تستطيع روسيا أن تقوم بقطع صادراتها من الغاز لتركيا بشكل مفاجئ، هذا ما استبعدته الخبيرة أولغو أوكوموش مديرة برنامج الطاقة في الاتحاد المتوسطي، حيث اعتبرت في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن هذا الأمر يكاد يكون غير ممكن من الناحية التقنية ومن الناحية القانونية.
وقالت أوكوموش: "من الناحية التقنية فإن الوقف التام للغاز سيؤدي إلى مشاكل كبيرة في البنى التحتية، ومن الناحية القانونية فإن تجارة الغاز الدولية محكومة بقوانين صارمة، وفي حال قامت موسكو بقطع الغاز دون أسباب ذات شأن، يحق لتركيا أن تتقدم بشكوى إلى المحاكم الدولية، مما سيجبر موسكو على دفع تعويضات كبيرة".
وأوضحت أن هناك صعوبات أخرى في ما يتعلق بعدم حصول روسيا على عائدات الغاز المتفق على توريده إلى تركيا، في حال أقدمت على خطوة كهذه، في ظل الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الروسي المتهالك أصلاً، ما يكلف موسكو خسائر كبيرة، فضلاً عن أن تصرفاً كهذا سيزيد جو عدم الثقة بالشركات الروسية، بعد قيام موسكو باستخدام الغاز كسلاح سياسي، وخاصة في ظل الاتفاقات الموقعة بهذا الشأن بين روسيا وكل من ألمانيا وبولندا، ما يعني أن موسكو ستبدأ بخسارة زبائنها.
وتضيف أوكوموش: "بما أن العلاقة في تجارة الغاز بين المستهلك والبائع تخلق نوعا من الاعتماد بين الجانبين، وبسبب ارتفاع تكاليف العناية بالبنى التحتية، لذلك فإن العقود تكون بشكل وسطي بين 20 إلى 25 سنة، بكميات معينة من الغاز يتم الاتفاق عليها، وبالتالي تكون أيضاً العقوبات التي تحتمها هذه العقود كبيرة جداً".
ورغم أن احتمالات قيام روسيا بقطع الغاز عن تركيا هي احتمالات ضعيفة للغاية، إلا أنه وفي حال حصل ذلك، في ظل الشتاء البارد الذي تعيشه المنطقة هذا العام، وفي ظل الاحتياجات التركية الشديدة للطاقة سواء لتوليد الكهرباء أو لتلبية طلبات المنازل والصناعة، فإنه على تركيا أن تبحث عن بدائل عاجلة للأمر.
وقال رئيس مجلس الصناعة والتجارة التابع للجيش التركي، أفق أونال: "إن قامت روسيا بقطع الغاز عن تركيا، فإننا سنتأثر على المدى القريب، لكن على المدى البعيد فإنه يوجد الكثير من البدائل، منها إيران وأذربيجان وشمال العراق وقطر والجزائر".

اقرأ أيضا: روسيا الخاسر الأكبر من تعليق مشروع الغاز مع تركيا
دلالات
المساهمون