تربية الحمام في مصر...هواية ممتعة وأعشاش بتصميمات خشبية مميزة

تنتشر فوق أسطح الأبنية السكنية في الأحياء الشعبية بالقاهرة، تصميمات خشبية لتربية الحمام، تتميز بأنواعها العديدة منها الحلبي والعبسي والعنبري. وكلها على اختلافها تتحول إلى مستقر لأنواع الحمام التي يتعلق بها أصحابها، ويقضون معها ساعات وأياماً إما من باب الهواية أو الاحتراف.

الشاب السيد عبد العزيز السيد، تحول إعجابه بالحمام إلى احتراف تربيته، بعد تلقيه التشجيع من خاله، حتى نشأت علاقة شديدة الخصوصية بينه وبين الحمام.

السيد يقول لكاميرا "العربي الجديد"، "لا يعتبر مربي الحمام كأي مربٍ للطيور الأخرى، لأن هناك خصوصية في العلاقة تنشأ بين طيور الحمام ومربيها، إذ لا يعتبر تربية الحمام مجرد وسيلة لكسب الرزق بل هواية، التي يصفها المصريون، أنها "غية" تفوق الهوى بمراحل وتنتقل إلى الغواية".

ويوضح، أن الحمام ارتبط بالغواية وخاصة بعض أنواع الحمام المصري، الذي يسمى "حمام الغية" كونه يعمل على إغواء الحمام الشارد، ويصحبه معه إلى حيث يعيش.

وعن الوقت الممتع الذي يقضيه في ممارسة هوايته، يؤكد السيد أنه "عندما يترك الحمام في الهواء الطلق ويتداخل مع حمام الجيران، وكل واحد بعد ذلك يقوم بإمساك حمام الآخر"، مشيراً إلى أن الأمر "تحول بعد ذلك لمعاداة عندما كثرت العشش، لأن المسافات أصبحت قريبة، ما فتح باب "الطمع" في حمام الآخرين.

وعن أنواعها يقول السيد: "تختلف أنواع الحمام بين ما هو مخصص للأكل، والذي تؤكل صغاره، وبين حمام الزينة، والحمام الزاجل، وهناك نوع آخر يصعب السيطرة على طيوره، بسبب نفوره من البشر هو الحمام البري".

ويسرد السيد: "منذ سنوات بدأ انتشار العشش الخشبية العالية، التي تسمى "غية"، وهي تقسم إلى أقفاص صغيرة، ويعيش في كل قفص منها فرد حمام أو زوج، وتبنى الغيات فوق أسطح المنازل، على ارتفاعات عالية تراوح بين 7 إلى 15 متراً، ويفضل أن تكون إلى جانب الأماكن المفتوحة".

ويشير إلى أن أسعار الحمام تتراوح على حسب نوعه وأصوله، ويبدأ سعر الفرد من 50 جنيهاً ويصل إلى آلاف الجنيهات للحمامة الواحدة أحياناً، أما ما يميز شكلها، فهو منقارها ولون العين والريش.

ويتواصل السيد مع حماماته من خلال الصفير والرايات، والتي تختلف من مرب لآخر، ويستخدمها ليشير بها إلى الحمام، لتفهم أنه حان وقت المبيت.