تربية الأطفال بأخطاء أقلّ

"كلّ ما يمكننا فعله هو محاولة تربية شخص سعيد يعرف كيف يكسب لقمة عيشه. كيف؟ من خلال إعطائه التوجيهات الصحيحة"، تقول أستاذة علم النفس مارينا ميليا. يرتكب الأهل أخطاء كثيرة خلال تربية أبنائهم. ربما يظنون أنهم يفعلون الأفضل لهم حين يريدونهم أن يكونوا سعداء وأغنياء. في هذا الإطار، يتحدث موقع "برايت سايد" عن بعض الأخطاء التي يرتكبها الأهل.
هناك استراتيجيتان خطيرتان حين يتعلق الأمر بالتربية:
- الأبطال المهووسون أو العصابيون. عادة ما يكبرون في عائلات حقق فيها الآباء نجاحات معينة، وأرادوا لأطفالهم أن يحذوا حذوهم، أو في عائلة حلم فيها الأب أو الأم بشيء ما ولم يتمكنوا من تحقيقه، ويريدون لأطفالهم تحقيق هذا الحلم من أجلهم. أبطال المستقبل يقضون أيامهم في التدريب والدراسة، وليس لديهم الوقت الكافي للعيش. الضغط عليهم كبير ويعتقدون أنهم لن يكونوا سعداء إلا عندما يصلون إلى هدفهم.
- تعدّ تربية التلميذ المثالي استراتيجية شائعة، لكنها خطرة. في الوقت الحاضر، يبدأ الأهل في تعليم أطفالهم كل شيء في عمر مبكر جداً. ليس هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله لأنه يرهق الأطفال، وهذا يعني أن الأهل لا يسمحون لأطفالهم بارتكاب الأخطاء، ويريدونهم أن يكونوا الأفضل دائماً. 
من جهة أخرى، من المهم عدم فرض جداول زمنية صارمة، إذ سيؤدي الأمر إلى تربية شخص غير سعيد في طفولته. امنح أطفالك بعض أوقات الفراغ من دون أن يكونوا مضطرين إلى القيام بأي شيء على الإطلاق، وذلك لا يقل أهمية عن الدراسة، بل هو الوقت المناسب لمشاهدة السماء والرقص والعيش. هكذا يولد الإبداع.
في الوقت الحالي، يدفع بعض الأهل المال لأطفالهم في مقابل تنظيف غرفهم أو حصولهم على درجات جيدة في المدرسة أو أمور أخرى. هذا خطأ. الرشوة ليست أفضل طريقة لتربية الأطفال. إذا ما دفع الأهل للأطفال في مقابل نجاحاتهم، فإنهم يدفعون الأطفال إلى عدم تقييم نجاحاتهم الفعلية. العائلة ليست مؤسسة تجارية، بل علاقة تقوم على الحب والرعاية. 
في هذا الإطار، الأفضل إعطاء الأطفال مصروف جيب. هكذا تُظهر لهم أنك تثق في قراراتهم المالية. هذا عنصر من عناصر الحرية الشخصية. 

صحة

التحديثات الحية

وضع الحدود يساعد في بناء علاقات صحية

كذلك، دع الأطفال يقررون بأنفسهم كيفية إنفاق أموالهم. يمكن للوالدين توجيه أطفالهم، لكن القرار النهائي يجب أن يكون في أيديهم. نعم، قد يرتكبون الأخطاء لكن يجب أن يدعهم الأهل يخوضون تجربتهم.