ترامب يمنع استقبال متضرّرين بإعصار "دوريان" من البهاما: "أفراد عصابات"

10 سبتمبر 2019
أهالي الضحايا والمفقودين بجزيرة أوديسي المنكوبة (براندن سميالوسكي/فرانس برس)
+ الخط -


أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات عنصرية، أنه لن يسمح للناجين من إعصار "دوريان" في البهاما من دخول الولايات المتحدة، إلا لمن يحمل منهم وثائق قانونية، رافضاً الدعوات إلى تخفيف القيود ومصرحاً بأن الجزر مليئة بـ"أعضاء العصابات السيئين جداً". في حين يحتاج نحو 70 ألف شخص من الناجين لمساعدات إغاثية فورية، وللمأوى بعد تدمير هائل للمنازل والبنية التحتية.

وطردت السلطات الأميركية أكثر من 130 لاجئاً على متن قارب إنقاذ أثناء محاولتهم الفرار من فريبورت في جزيرة البهاما الكبرى إلى فلوريدا يوم الأحد الماضي بعد أن ضرب الإعصار الجزر وأودى بحياة 46 شخصًا على الأقل، بحسب صحيفة "ذي صن". ونقلت الصحيفة عن عدد من ركاب القارب بأنهم تبلغوا أن سجل الشرطة يكفي لدخولهم الأراضي الأميركية، لكنهم فوجئوا بإجبارهم على العودة ومنع دخولهم، لأنهم لا يحملون وثائق تتيح لهم الحصول على التأشيرة.

وسبق لسفينة "كروز غراند سيليبريشن" أن نقلت يوم الجمعة الماضي ما يصل إلى ألف ناج من الإعصار إلى فلوريدا من دون أي قيود على التأشيرة.

وقال المرشح الديمقراطي للرئاسة بيتو أورورك، الذي ظهر كأحد أشد المنتقدين للرئيس بشأن قضايا الهجرة، إن الحادث يمثل "ذروة القسوة".

ونقل موقع "سي أن أن" عن المتحدث باسم وكالة الجمارك والحدود الأميركية، مايكل سيلفا، قوله "إن مشغل العبارات لم تنسق بشكل صحيح جهود الإخلاء مع السفارة الأميركية، وحكومة جزر البهاما والوكالة الأميركية للتنمية الدولية".


وحث السيناتوران الجمهوريان عن فلوريدا، ماركو روبيو، وريك سكوت، الرئيس ترامب على التنازل عن قيود التأشيرة، لكن الأخير أصر على أن "الأجزاء الكبيرة" من جزر البهاما "لم يضربها الإعصار".

وأجمعت التقارير الصحافية على أن ترامب لا يملك أدلة على ادعاءاته، ونقلت تصريحه في حديقة البيت الأبيض أمس الثلاثاء، قائلاً: "لا أريد السماح لأشخاص لم يكن من المفترض أن يكونوا في جزر البهاما بالدخول إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك بعض الأشخاص السيئين جداً، وبعض أعضاء العصابات السيئين جداً وبعض تجار المخدرات السيئين جداً".


وأضاف "يجب أن نكون حذرين جدا. الجميع بحاجة إلى وثائق مناسبة تمامًا"، مكرراً القول "واجهت جزر البهاما بعض المشاكل الهائلة مع أشخاص ذهبوا إليها لم يكن من المفترض أن يكونوا هناك".

تداعيات الإعصار في البهاما

لا يزال الأهالي في البهاما يبحثون عن ملجأ، وعثر بعض المحظوظين منهم على أحبائهم، ولكن مصير عدد من المفقودين لا يزال مجهولا. وحذر رئيس الوزراء هوبرت مينيس، من أن حصيلة الضحايا 44 قتيلاً وقد ترتفع "بشكل كبير".


وتستمر عمليات إجلاء المئات من المناطق المدمرة والمتضررة في الجزر. ونقل مئات الناجين من جزيرة أباكو المنكوبة إلى العاصمة ناساو والبر الأميركي. وقالت قوة خفر السواحل إن جميع مرافئ الباهاما أعيد فتحها الآن. وكثيرون ممن ينتظرون المغادرة هم من العمال الهايتيين. والمنطقة التي كانوا يقيمون فيها، سويت بالأرض تقريبا بعد مرور "دوريان". والهايتيون الذين وصلوا إلى ناساو اتهموا الحكومة بإعطاء المواطنين المولودين في الباهاما الأولوية في عمليات الإجلاء.

وقال أهالي البهاما إن الأوضاع على الجزر المنكوبة كارثية ورائحة الجثث المطمورة تحت أكوام النفايات خانقة، وتشكل خطرا على الصحة العامة. ولا يزال مئات الأشخاص أو حتى الآلاف في عداد المفقودين، بحسب المسؤولين، فيما تواصل فرق الإغاثة عمليات البحث.


تداعيات "دوريان" في كندا

وتسبب الإعصار "دوريان" بأضرار جسيمة في المقاطعات البحرية في شرق كندا والتي تضم نوفاسكوتيا ونيو برونسويك وجزيرة الأمير إدوارد، وفق ما ذكر مركز الأعاصير الكندي. وكان الإعصار يعبر فوق بحر لابرادور باتجاه أوروبا أمس الاثنين، وفق مركز الأعاصير الذي نفى تسجيل إصابات خطيرة أو وفيات.

وحرم أكثر من 500 ألف مشترك من الكهرباء في أنحاء منطقة المقاطعات البحرية، وفق المركز. وقال إن "الأضرار تشمل اقتلاع العديد من الأشجار وسقوط أعمدة كهرباء ومخلفات متطايرة" مضيفا أن رافعة تحطمت على مبنى قبل وقت قصير من وصول العاصفة اليابسة.

(العربي الجديد، فرانس برس)