ترامب يزور ويسكونسن اليوم وسط اتهامه بتأجيج التوتر العرقي

01 سبتمبر 2020
يعتزم ترامب تكريم قوات الأمن (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -

يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، ولاية ويسكونسن حيث اتّهمه خصمه الديمقراطي جو بايدن بـ"تأجيج" الاضطرابات العرقية والاجتماعية التي تلت إصابة أميركي أسود بجروح بالغة برصاص شرطي أبيض.

ويعتزم الرئيس التوجه تحديداً إلى مدينة كينوشا، حيث أطلق الشرطي النار على جايكوب بليك سبع مرات عن قرب في ظهره، ما أثار موجة احتجاجات جديدة ضد العنصرية وعنف الشرطة.

وسيكرّم ترامب قوات الأمن، مردداً خطابه الأمني المتصلب، في وقت بات شعار "القانون والنظام" يتصدر حملته الانتخابية قبل شهرين بالكاد من الاستحقاق الرئاسي.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي، الإثنين، "علينا أن نعيد الكرامة والاحترام إلى شرطيينا"، مضيفاً "هناك أحياناً شرطيون سيئون (...) لكنهم أحيانا أخرى يتخذون قرارات سيئة فحسب"، في تصريحات بدت وكأنها تخفف من خطورة تجاوزات الشرطة لا بل تبررها.

وأوضح ترامب أنه لن يلتقي عائلة جايكوب بليك، موضحاً أنه رفض التعامل مع محاميهم. واكتفى بالقول "تحدثت إلى قس العائلة"، ووصفه بأنه "رجل رائع". وردّ على الذين يعتبرون أنه يصبّ الزيت على النار بزيارته، فقال إنها "قد تثير أيضاً الحماسة (...) والحب والاحترام لبلدنا".

ونفى والد جايكوب بليك كلام الرئيس، مؤكداً، لشبكة "سي إن إن"، أنه "ليس لدينا قسّ للعائلة، لا أدري من الذي تحدث إليه، وهذا لا يهمني". وقال إن عائلته تلقت تهديدات واضطرت للانتقال إلى فندق آخر.

وقال محامي العائلة بين كرامب: "لا نريد أن يُعرف مكان سكنهم"، موضحاً "إنهم يتلقون اتصالات تهديد في غرفة الفندق، علينا أن نحميهم من ذلك، لأن هذا غير مقبول".

وفي ظل اشتعال الأوضاع، يتقاذف جو بايدن ودونالد ترامب المسؤولية مع اقتراب الانتخابات في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتعرض جميع الشبكات التلفزيونية الأميركية بشكل متواصل مشاهد الحراك التاريخي ضد العنصرية وعنف الشرطة تجاه السود، والذي تتخلله أحياناً أعمال شغب، ومشاهد الفتى المسلح المناصر لترامب والمتهم بقتل شخصين في ويسكونسن، وصور قافلة من مئات السيارات تقل مؤيدين لترامب تعبر السبت في مدينة بورتلاند، المعقل التقدمي، حيث قتل أحد أنصار الرئيس بالرصاص.

ويشكل كلّ ذلك مزيجاً متفجراً في بلد يعاني من انقسام سياسي حادّ، ويقرّ في دستوره بالحق في حمل السلاح. وقال بايدن، الإثنين، خلال تجمع في بيتسبورغ في ولاية بنسلفانيا الأساسية في الانتخابات، إنّ ترامب "يعتقد ربما أن إطلاق كلمتي قانون ونظام يجعله قوياً، لكن فشله في دعوة مناصريه إلى الكف عن التصرف كمليشيا مسلحة في البلاد يظهر لكم الى أي حد هو ضعيف".

وتابع نائب الرئيس السابق في عهد باراك أوباما، أنّ ترامب "يؤجج النار"، وهو "حضور سام في بلادنا منذ أربعة أعوام"، متهماً إياه بـ"تسميم قيم" الولايات المتحدة. وأكد أن ترامب "لا يستطيع وقف العنف لأنه تسبب به طوال أعوام".

وبعد تجميد نشاطاته على الأرض، في مارس/ آذار، بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، فعّل بايدن حملته بهذه الرحلة الأولى بالطائرة، مستأنفاً زيارة الولايات الأساسية التي تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية، غير أنه اختار مبارزة ترامب في أبرز عناوين حملة الرئيس المنادي بـ"القانون والنظام"، والذي يتهم منذ أسابيع خصمه والمسؤولين الديمقراطيين بالتساهل. فحرص بايدن على التنديد بالصدامات العنيفة التي وقعت على هامش التظاهرات. وقال: "النهب ليس تظاهراً. إضرام النار ليس تظاهراً. لا شيء من كل ذلك له صلة بالتظاهرات. إنها فوضى، نقطة على السطر".

لكنه أكد أن الرئيس "لم يتمكن من حماية أميركا" التي تواجه وباءً أودى بحياة أكثر من 180 ألفاً من مواطنيها، وأزمة اقتصادية حادة نجمت عن الوضع الصحي، وموجة احتجاجات حاشدة ضد العنصرية. وتابع بايدن الذي يتقدم على ترامب في استطلاعات الرأي "والآن، إنه يحاول أن يخيف أميركا. إن كل حملته الانتخابية تختصر بكلمة واحدة: الخوف".

وردّ المرشح المعتدل البالغ من العمر 77 عاماً على الرئيس الذي يتهمه بأنه "دمية" بأيدي اليسار المتطرف، قائلاً: "تعلمون تاريخي، تاريخ عائلتي. اسألوا أنفسكم إذا: هل يبدو علي أنني اشتراكي راديكالي يؤيد من يمارسون النهب؟ بجدّ؟".

لكن هذا لم يمنع ترامب (74 عاماً) من الرد باتهام خصمه الديمقراطي باتباع "البرنامج ذاته" مثل "مثيري الشغب العنيفين"، و"باستخدام حجج المافيا بأن الغوغاء ستدعكم وشأنكم إن أعطيتموها ما تريد".

(رويترز)

المساهمون