جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، هجومه على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) ووصفه بأنه "المشكلة الوحيدة أمام اقتصاد الولايات المتحدة"، وذلك عقب أيام قليلة من تقارير ذكرت أن ترامب ناقش سراً مؤخراً إمكانية إطاحة رئيس المجلس جيروم باول.
الثلاثاء، جدد ترامب التأكيد أن "المركزي" يرفع أسعار الفائدة بوتيرة سريعة للغاية. وقال للصحافيين بعد حديث مع القوات الأميركية في الخارج عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "هم يرفعون أسعار الفائدة بوتيرة سريعة للغاية لأنهم يعتقدون أن الاقتصاد جيد جدا. لكنني أعتقد أنهم سيفهمون الأمر قريبا"، وذلك في إشارة إلى مجلس الاحتياطي الاتحادي.
أضاف ترامب: "لدي ثقة كبيرة جدا في شركاتنا. لدينا شركات، هي الأعظم في العالم، وتحقق أداء جيدا بالفعل. لدى هذه الشركات أرقام قياسية، ومن ثم أعتقد أن هذه فرصة كبيرة للشراء".
وكان ترامب قال في تغريدة نشرها أمس الإثنين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "المشكلة الوحيدة التي يواجهها اقتصادنا هي الاحتياطي الفيدرالي.. إنهم لا يشعرون بالسوق ولا يفهمون الحروب التجارية الضرورية أو الدولار القوي أو حتى إغلاق الديمقراطيين للحكومة بسبب الخلاف حول الحدود".
وأضاف أن "الاحتياطي الفيدرالي مثل لاعب الغولف القوي الذي ليس بإمكانه تسجيل هدف لأنه لا يمتلك المهارة"، على حد تعبيره.
Twitter Post
|
وكانت تقارير قد ذكرت مؤخراً أن ترامب ناقش سراً إمكانية إقالة باول من منصبه، في خطوة أثارت قلق المستثمرين وأسواق المال وساهمت في تهاوي مؤشرات البورصات الأميركية وتكبّد أسهمها خسائر حادة في تعاملاتها خلال الأيام الأخيرة التي سبقت إجازة عيد الميلاد.
وسعى وزير الخزانة الأميركية، ستيفن منوشين، إلى طمأنة المستثمرين بأن ترامب لن يقيل باول من منصبه، لكن ذلك لم يفلح في تهدئة مخاوف أسواق المال، كما أجرى مباحثات على انفراد مع رؤساء أكبر ستة مصارف أميركية أكدوا له وجود سيولة كافية لمواصلة العمليات بشكل طبيعي، رغم إغلاق مؤسسات الحكومة.
وأغلقت أسواق الأسهم والسندات الأميركية اليوم الثلاثاء في عطلة رسمية احتفالاً بعيد الميلاد (الكريسماس)، على أن تستأنف تداولاتها غداً الخميس.
وأنهت الأسهم في "وول ستريت" جلسة مختصرة أول من أمس عشية عيد الميلاد على انخفاض حاد، إذ تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بأكثر من 650 نقطة، وهوى المؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 15% منذ بداية الشهر عقب تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاحتياطي الفيدرالي، واستمرار المخاوف بشأن النمو العالمي، فضلاً عن حالة من عدم اليقين مع استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية وقلق المستثمرين من لقاء عقده وزير الخزانة الأميركي مع مجموعة أزمة وتطورات سياسية أخرى.
وانعكس تجدد هجوم ترامب على "باول" على سعر العملة الأميركية التي شهدت هبوطاً، بخاصة مع استمرار حالة الجدل حول قرار مجلس الاحتياطي رفع سعر الفائدة على الدولار وقرار الرئيس الأميركي إغلاق الحكومة الأميركية.
ودخلت الحكومة الأميركية في حالة إغلاق جزئي للمرة الثالثة هذا العام، وسط الخلاف بين ترامب والكونغرس حول تمويل الجدار على الحدود مع المكسيك.
وشهد الدولار في آسيا اليوم الثلاثاء، تراجعاً أمام عملتي الملاذ الآمن الين والفرنك السويسري، مع تقليل المستثمرين لانكشافهم على الأصول العالية المخاطر، في ظل الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية واستمرار المواجهة بين البيت الأبيض والبنك المركزي الأميركي.
ونزل الدولار 0.39 % إلى 110 ينات، مسجلاً أدنى مستوياته منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، واتجه نحو الهبوط أمام العملة اليابانية للجلسة الثامنة على التوالي، مع إغلاق أسواق لندن ونيويورك أمس بمناسبة عيد الميلاد.
وسجل الين أيضاً أعلى مستوياته في 16 شهراً أمام الجنيه الإسترليني، ليجرى تداوله عند 139.90 يناً للإسترليني، وصعد الين خلال تعاملات اليوم إلى أعلى مستوى في 4 أشهر، مع الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تراجع أسواق الأسهم حول العالم.
وارتفع الين، الذي يعتبر عملة ملاذ آمن يلجأ إليها المستثمرون في ظل حالات عدم اليقين الاقتصادي، مع تراجع الأسهم اليابانية والصينية عقب انخفاض وول ستريت أول من أمس إثر تصريحات ترامب بأن الاحتياطي الفيدرالي هو مشكلة الاقتصاد الأميركي الوحيدة، إلى جانب استمرار إغلاق الحكومة في الولايات المتحدة.
ومع إغلاق كثير من أسواق المال بمناسبة عيد الميلاد، كانت تحركات العملات الأخرى محدودة، ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو ليستقر عند 1.141 دولار، بعدما صعد 0.33 % أول من أمس، وواجهت العملات المرتبطة بتجارة السلع الأولية ضغوطاً جديدة مع نزول أسعار النفط أكثر من 6% أمس.
وجرى تداول العملة الكندية، اليوم، عند 1.3584 دولار كندي للدولار الأميركي، بعدما نزلت لأدنى مستوياتها في 19 شهراً عند 1.3614 أمس.