ترامب وعام النساء

12 نوفمبر 2018
أميركيات ضد ترامب (برندان سيميالوفسكي/ فرانس برس)
+ الخط -
"النساء سمينات، قبيحات، غبيات، مجنونات، متلاعبات بطبيعتهن". هذه بعض تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تعكس مواقفه التمييزية الصارخة بحق النساء، قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. سجلّه حافل بالتعليقات والمواقف والسلوكيات المهينة للنساء ولقضاياهن.

يعتقد ترامب بحسب إحدى تغريداته في العام 2013 أن التحرش الجنسي هو نتيجة طبيعية لوجود النساء والرجال في مكان عمل مشترك. يختزل ترامب النساء بأجسادهن، واستعمل هذه المواقف التمييزية في معركته الانتخابية بوجه النساء المرشحات. يعتقد الرئيس أن النساء يجب أن يعاقبن بسبب الإجهاض. تطول لائحة مواقف الرئيس التمييزية بحق النساء، هذا دون التطرق إلى مواقفه التمييزية بحق المجموعات والأقليات في أميركا.

حصلت الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، ووصل عدد غير مسبوق من النساء إلى مجلس النواب. لم تصدر بعد كافة نتائج الانتخابات، لكن عدد النساء اللواتي ترشحن لشغر منصب في مجلس النواب ارتفع من 167 في العام 2016 إلى 237 هذا العام، لتصل أكثر من 100 امرأة بقليل إلى مجلس النواب، ما قد يرفع النسبة من 20 في المائة إلى 22 في المائة. الأرقام وحدها ليست مهمة إذا لم يتم النظر إلى نوعية المشاركة النسائية، إن من حيث التنوّع الديني والعرقي والحقوقي والنسوي.

إن الوصول غير المسبوق للنساء إلى مجلس النواب ليس مفصولاً أبداً عن الحراك النسوي والنسائي الذي عاد إلى الواجهة منذ عامين، مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. لا تزال التظاهرة العالمية النسوية في يناير/كانون الثاني 2017 بوجه ترامب حاضرة في الأذهان إبان تسلمه الرئاسة، والتي اعتبرت أكبر تظاهرة نسوية بتاريخ أميركا حيث نزل نصف مليون شخص إلى واشنطن، في حين وصل عدد المشاركين والمشاركات في التظاهرات من حول الولايات المتحدة إلى أكثر من 5 ملايين شخص.




مواقف النساء الرافضة لسياسة دونالد ترامب ولمواقفه وتصريحاته وسلوكياته التمييزية والمهينة بحق النساء، تُرجمت بفعل سياسي في الانتخابات الأخيرة. وصول ترامب للسلطة كان الحافز ربما على تشجيع النساء على المشاركة السياسية. بقراءة بعض نماذج هذه المشاركة، نجد أنه على مستوى الولايات مثلاً، تضاعف عدد النساء المرشحات، حيث ارتفع مثلاً في ولاية جورجيا من 75 امرأة عام 2016 إلى 121 مرشحة عام 2018، كذلك في ولايات كنتاكي وميزوري وبنسلفانيا، حيث ارتفعت من 37 إلى 71، ومن 73 إلى 123، ومن 77 إلى 118 على التوالي.

تشير العديد من التقارير والتحليلات الصحافية إلى أن الوجه القيادي لأميركا سيتحول بشكل كبير مع وصول النساء إلى الحكم، وإن كانت المساواة التامة لا تزال بعيدة المنال.

*ناشطة نسوية
المساهمون