عرض دمى في دير البلح للترفيه عن أطفال هجّرتهم حرب غزة

25 يوليو 2024
في خلال عرض الدمى في دير البلح وسط قطاع غزة يوم 25 يوليو 2024 (علي جاد الله/ الأناضول)
+ الخط -

على أنقاض أحد المنازل المدمّرة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يتجمّع أطفال نازحون حول الفنان الفلسطيني مهدي كريرة فيما يقدّم لهم عروض دمى. ووسط الدمار الناجم عن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر، يسعى كريرة إلى إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال، مستعيناً بعروضه الفنية التي تحاكي حياة هؤلاء وأحلامهم، ليخفّف عنهم معاناة الحرب ويمنحهم لحظات من السعادة.

وفي خلال العروض المسرحية التي يقدّمها كريرة البالغ من العمر 51 عاماً، تبدو السعادة واضحة على وجوه الأطفال الذين نالت الحرب من ابتساماتهم، إذ هم يشاهدون عروض دمى تمنحهم بعض أمل بالحياة، على الرغم من الظروف القاسية التي يعيشونها وسط العدوان الإسرائيلي منذ نحو عشرة أشهر. وتلك العروض تُعَدّ متنفّساً للأطفال بعيداً عن أصوات الطائرات والمدافع والغارات الإسرائيلية، ومشاهد القتل والدمار التي تتكرّر يومياً.

ويصنع كريرة مجسّمات الدمى من عبوات معدنية فارغة، من مخلفات مساعدات غذائية كانت قد وصلت إلى قطاع غزة، فيقدّم بها عروضاً للأطفال النازحين في دير البلح على مقربة من شاطئ البحر. وإلى جانب العبوات الفارغة، يستخدم أدوات بسيطة أخرى مثل الخيوط وقطع الكرتون، في محاولته التخفيف عن آلام الأطفال ورسم ابتسامة على وجوههم.

وتنقل الأناضول عن كريرة أنّه على الرغم من استشهاد أكثر من 60 فرداً من عائلته في خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يواصل تقديم العروض المسرحية للأطفال. ويرى الفنان الفلسطيني في ذلك "وسيلة لمنحهم لحظات ممتعة ومليئة بالبهجة في ظلّ ظروف الحرب القاسية". ويأمل بأن تساهم تلك العروض في "توفير بعض السعادة والراحة للأطفال، وأن تساعدهم لنسيان معاناة الواقع ولو لفترة قصيرة". ويقول كريرة إنّ "الأطفال يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة من جرّاء الحرب والقتل والدمار على مدى الأشهر الماضية، لذلك وجب عليّ بصفتي فناناً أن أساعدهم في تخطّي هذه الظروف الصعبة".

وكريرة نزح كما مئات آلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى الوسط، ويعيش مثل كثيرين ظروفاً إنسانية صعبة في خيمة من النايلون والقماش المهترئ. ويخبر: "نزحت مثل أيّ فلسطيني من مدينة غزة (شمال) وتوجّهت إلى جنوب القطاع، ثمّ إلى مدينة دير البلح (وسط) بحثاً عن الأمان الذي نحتاجه، ولم نجده. فالقصف والدمار في كلّ مكان". ويبيّن أنّ "في خيم النزوح، نفتقر لأدنى مقوّمات الحياة؛ فلا مياه ولا طعام جيّدا، والأطفال يعانون كذلك من أمراض مختلفة".

ولعلّ ما يقوم به كريرة يشابه تلك النشاطات التي توفّرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لأطفال في غزة، بعدما أفادت بأنّ هؤلاء الصغار "يواجهون الأهوال والصدمات يومياً"، لافتةً إلى أنّ فرقها في قطاع غزة "تواصل، على الرغم من التحديات المستمرة، تقديم دعم نفسي لأطفال غزة".

(الأناضول، العربي الجديد)