10 نوفمبر 2024
ترامب فضيحة في كتاب
"ذهبتُ إلى أفضل الجامعات، وكنتُ تلميذاً نجيباً، ثم صنعت المليارات، وكنت على قمة رجال الأعمال في العالم، وترشحتُ للرئاسة مرة واحدة، وفزت، ثم تبين لي بأن شخصاً كهذا لا يعرفني، لا يعرفني على الإطلاق".. هكذا ردّ دونالد ترامب على مؤلفٍ نشرَ أخيرا كتاباً يتعرّض فيه لشخص ترامب، ويقول إنه رئيس غير مؤهل وعشوائي. من الواضح أن ما جاء في الكتاب أثّر بالرئيس بشكل شخصي، حتى خصص وقتاً للرد عليه، وخطاباً إعلامياً ليتحدّث عن نفسه وثقافته ونجاحاته، أي عن الصفات عينها التي استهدفها الكاتب، حين شكك في أهلية ترامب للجلوس في المكتب البيضاوي، فقد قال عنه إنه لا يقرأ ولا يسمع، وهو شخص مرتبك، وقد فاز مصادفةً، ويعرف مساعدوه عنه هذا، ولذلك البيت الأبيض مشبع بالأكاذيب.
يتحدث هذا الكتاب عن رئيس أعظم دولة، ويصور الشخص الذي يشغل هذا المركز على أنه مجرد كراكوز، ساخراً، في الوقت نفسه، من ملايين الناخبين، ومن النظام الأميركي كله، حين مر عبره مثل هذا المرشح.
قد يكون المؤلف مجرد موتور، أو مدفوع، ليورد مجموعة الاتهامات تلك، مستفيداً من قدرته الأدبية، ومن قوانين النشر التي لا تمنع شيئاً. لكنه، في كل الأحوال، يقدّم هذا النوع من الألاعيب مادة عالية الدسم للإعلام، فالكتاب قفز خلال يوم إلى قائمة أفضل المبيعات، وتصدر اسما ناشره وكاتبه قوائم أخرى، ورابطَ الجمهور المتعطش للفضائح أمام أبواب المكتبات ليلاً، للحصول على نسخة مبكرة. على الرغم من كل تلك الضجة، من غير المتوقع أن تؤثر هذه المنشورات على وضعية ترامب الرئاسية، لكنها قد تزيد من معدل منشوراته على "تويتر"، وهو يحاول الدفاع عن نفسه، والتقليل من خصومه، فالكتاب دخل من باب النكايات السياسية التي تأتي على شكل فضيحة من الداخل. ويقول الكاتب إنه قابل ترامب مرات، وترامب ينفي، لكن الكاتب "دقيق الملاحظة"، يرصد تعليقاتٍ صدرت عن أفراد عائلة ترامب، عند إذاعة خبر فوز الرئيس، وتعليقات الدائرة المقربة على أحداثٍ بعينها. ويروي ردود أفعال كثيرة من الرئيس ومقربيه تجاه أحداث أخرى، مثل ردود الفعل على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، أو تغيير ولي العهد السعودي، مع التركيز على الأداء الضعيف للرئيس، وسخرية مقربيه، أو غضبهم، منه.
لن نحكم على ترامب من خلال هذا الكتاب وإذا تمت قراءته، فباعتباره كتاباً للطرائف، ولن يستطيع الكاتب أن يثبت كثيرا مما ورد فيه، وقد لا يستطيع ترامب أن ينفي أياً مما جاء فيه أيضاً. ولكن يمكن متابعة ترامب، وما يصدر عنه من قرارات، فالرجل اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما رد بحياء شديد لم يتكرّر على استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. أما أن يقول أحد المقرّبين من ترامب "إننا وضعنا رَجُلنا في المركز الأول في السعودية"، في إشارة منه إلى تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في العربية السعودية فهذه عبارة مبهمة، فرجال أميركا في السعودية كثيرون، وقد يكون أي رجل في العائلة المالكة مؤهلاً للقب رجل أميركا، خصوصا أن الصفقة الشهيرة والتي تعد بمليارات الدولارات قد عقدت في زمن ولي العهد السابق.
قد لا يكون حال ترامب مطابقاً لما يصفه الكتاب به، فبالتأكيد هو ليس ذلك الشخص العصامي الذي بدأ من الصفر، لأنه ولد غنياً، لكنه حافظ على مستواه المالي، وعمل على مستواه الاجتماعي، وعندما رشّح نفسه للرئاسة فاز حقاً. وهذا بالضبط ما قاله عن نفسه في عريضة دفاعٍ دامغة. هي لا تكفي بالطبع، لكنها كانت مقنعةً، ليتم قبوله مرشحاً وكافية ليطيح منافسين أقوياء من حزبه الجمهوري، ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. لذلك يمكن تصنيف الكتاب بأنه مجرد منشور دعائي، يؤمِّن دخلاً للناشر والكاتب، ويوفر بعض المعلومات، ويتيح لمستهلك الفضائح الفضولي وجبة جيدة.
يتحدث هذا الكتاب عن رئيس أعظم دولة، ويصور الشخص الذي يشغل هذا المركز على أنه مجرد كراكوز، ساخراً، في الوقت نفسه، من ملايين الناخبين، ومن النظام الأميركي كله، حين مر عبره مثل هذا المرشح.
قد يكون المؤلف مجرد موتور، أو مدفوع، ليورد مجموعة الاتهامات تلك، مستفيداً من قدرته الأدبية، ومن قوانين النشر التي لا تمنع شيئاً. لكنه، في كل الأحوال، يقدّم هذا النوع من الألاعيب مادة عالية الدسم للإعلام، فالكتاب قفز خلال يوم إلى قائمة أفضل المبيعات، وتصدر اسما ناشره وكاتبه قوائم أخرى، ورابطَ الجمهور المتعطش للفضائح أمام أبواب المكتبات ليلاً، للحصول على نسخة مبكرة. على الرغم من كل تلك الضجة، من غير المتوقع أن تؤثر هذه المنشورات على وضعية ترامب الرئاسية، لكنها قد تزيد من معدل منشوراته على "تويتر"، وهو يحاول الدفاع عن نفسه، والتقليل من خصومه، فالكتاب دخل من باب النكايات السياسية التي تأتي على شكل فضيحة من الداخل. ويقول الكاتب إنه قابل ترامب مرات، وترامب ينفي، لكن الكاتب "دقيق الملاحظة"، يرصد تعليقاتٍ صدرت عن أفراد عائلة ترامب، عند إذاعة خبر فوز الرئيس، وتعليقات الدائرة المقربة على أحداثٍ بعينها. ويروي ردود أفعال كثيرة من الرئيس ومقربيه تجاه أحداث أخرى، مثل ردود الفعل على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، أو تغيير ولي العهد السعودي، مع التركيز على الأداء الضعيف للرئيس، وسخرية مقربيه، أو غضبهم، منه.
لن نحكم على ترامب من خلال هذا الكتاب وإذا تمت قراءته، فباعتباره كتاباً للطرائف، ولن يستطيع الكاتب أن يثبت كثيرا مما ورد فيه، وقد لا يستطيع ترامب أن ينفي أياً مما جاء فيه أيضاً. ولكن يمكن متابعة ترامب، وما يصدر عنه من قرارات، فالرجل اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما رد بحياء شديد لم يتكرّر على استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. أما أن يقول أحد المقرّبين من ترامب "إننا وضعنا رَجُلنا في المركز الأول في السعودية"، في إشارة منه إلى تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في العربية السعودية فهذه عبارة مبهمة، فرجال أميركا في السعودية كثيرون، وقد يكون أي رجل في العائلة المالكة مؤهلاً للقب رجل أميركا، خصوصا أن الصفقة الشهيرة والتي تعد بمليارات الدولارات قد عقدت في زمن ولي العهد السابق.
قد لا يكون حال ترامب مطابقاً لما يصفه الكتاب به، فبالتأكيد هو ليس ذلك الشخص العصامي الذي بدأ من الصفر، لأنه ولد غنياً، لكنه حافظ على مستواه المالي، وعمل على مستواه الاجتماعي، وعندما رشّح نفسه للرئاسة فاز حقاً. وهذا بالضبط ما قاله عن نفسه في عريضة دفاعٍ دامغة. هي لا تكفي بالطبع، لكنها كانت مقنعةً، ليتم قبوله مرشحاً وكافية ليطيح منافسين أقوياء من حزبه الجمهوري، ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. لذلك يمكن تصنيف الكتاب بأنه مجرد منشور دعائي، يؤمِّن دخلاً للناشر والكاتب، ويوفر بعض المعلومات، ويتيح لمستهلك الفضائح الفضولي وجبة جيدة.