تزايد عدد المدخنين في السعودية خلال الأعوام الماضية، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية وتقارير وزارة الصحة السعودية، خصوصاً بين المراهقين. لتحتل البلاد المرتبة 17 عالمياً بالمدخنين الصغار. وبحسب أرقام الهيئة العامة للإحصاء لعام 2015، فإنّ في السعودية نحو 3.6 ملايين مدخن في سن المراهقة. ويبلغ متوسط أعمار المدخنين فيها نحو 13.8 عاماً، وهو الأصغر بين دول الخليج.
أيضاً، أكدت دراسة لجمعية "نقاء للإقلاع عن التدخين" أنّ 53 في المائة من التلاميذ في المرحلتين الثانوية والمتوسطة مدخنون، أو سبق لهم اختبار التدخين، وأنّ من هؤلاء 24 في المائة من المدخنين باستمرار. كذلك، أكدت دراسة مماثلة أجراها باحثون تابعون لوزارة الصحة على مدارس في الدمام والظهران والخبر أنّ نسبة التدخين في المرحلة الابتدائية وصلت إلى 27 في المائة، والمتوسطة 53 في المائة، والثانوية 20 في المائة، كما أكدت الدراسة أنّ نحو 51 في المائة من الأهل يعلمون أنّ أبناءهم من المدخنين.
إجراءات جديدة
يأمل المتخصصون أن تساهم الإجراءات الجديدة مثل رفع أسعار السجائر ومنع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة وفرض غرامة 200 ريال سعودي (53 دولاراً أميركياً) على المخالفين، في الحد من انتشار التدخين الواسع في البلاد التي يسكنها نحو 30 مليون نسمة، خصوصاً بين تلاميذ المدارس.
ويتوقع مدير المركز السعودي لمكافحة التدخين سامي اليوسف أن يسهم تطبيق النظام بصرامة في انحسار ظاهرة التدخين، خصوصاً مع بدء سريان رفع الضرائب على التبغ ومشتقاته. يقول: "التنظيم مثالي، لكن يحتاج إلى التطبيق بصرامة كي يحدّ من انتشار التدخين خصوصاً بين صغار السن وتلاميذ المدارس". ويضيف :"التدخين يتسبّب في ارتفاع المدفوعات المرتبطة بمخاطره مثل التأمين الصحي، والرعاية الصحية، والأدوية".
ويعترف نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "نقاء" الدكتور محمد اليماني أنّ عدد المدخنين المراهقين أكبر من المعتاد: "لا يمكن الاستهانة بأضرار التدخين الصحية على السكان، وهي تنعكس بشكل مباشر على فاتورة الصحة لعلاجهم من أمراض ذات صلة وثيقة به".
اقــرأ أيضاً
وتحتل السعودية المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك التبغ مقارنة بعدد السكان، ويموت 22 ألف مدخن سنوياً في البلاد بسبب أمراض لها علاقة بالتدخين. ويكشف مدير المراكز الصحية في الدمام مبارك بن علي الحارثي أنّ هناك 2.5 حالة وفاة في الساعة الواحدة في السعودية بسبب التدخين، بخلاف المصابين بأمراض السرطان نتيجة التدخين أيضاً. والغريب أنّ تقارير جمعية "نقاء" تؤكد أنّ 44 في المائة من الأطباء و17 في المائة من الطبيبات من المدخنين.
من جانبه، يكشف مدير الشؤون الصحية في الأحساء عبد المحسن الملحم أنّ غالبية الحالات التي تراجع المستشفيات لها أعراض إما بتدخين الشخص أو باستنشاقه الدخان، كما أنّ 80 في المائة من المصابين بسرطان الرئة والحنجرة هم من المدخنين.
جهود غير كافية
حاولت مدن سعودية الحد من انتشار التدخين فيها، بتشجيع الشباب على ترك التدخين، وإعلانها مدناً نظيفة، فكانت البداية بتدشين القويعية حملة "محافظة بلا تدخين" قبل نحو عامين، بالتعاون مع الجمعية الخيرية "كفى"، كما نظمت وزارة الصحة حملة وطنية في مدينة أبها للتوعية بأضرار التدخين تحت شعار "صيفنا بلا تدخين أبهى"، تشمل منطقة عسير كاملة. وشملت الحملات مدن الرياض، وجدة، والعقيق، وينبع، والزلفي، وحريملاء، والدرعية، والخرج، غير أنّ هذه الجهود لم تكن كافية للحد من انتشار التدخين.
ويحمّل المتخصص في مكافحة التدخين الدكتور ماجد البشري وزارة التجارة مسؤولية تفشي التدخين بين الصغار، لتهاونها في مراقبة تطبيق منع بيع السجائر على من هم دون الثامنة عشرة. يقول لـ"العربي الجديد": "كثير من الباعة يبيعون السجائر للصغار بالحبة، وهذه مخالفة صريحة لأنظمة التجارة في البلاد، فأصحاب المحلات يعرفون أنّ الصغار لا يستطيعون شراء علبة سجائر كاملة، ولهذا يبيعونها بالمفرّق". يشدد البشري على أنّ المشكلة لا تكمن في التدخين فقط فهو بوابة لما هو أخطر: "تكشف الدراسات الرسمية لمستشفيات الأمل للصحة النفسية والتعافي من الإدمان أنّ 99 في المائة من المدمنين كانت بداية انحرافهم عن طريق التدخين".
من جهته، يؤكد استشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد الخيبري على أنّ تدخين المراهقين بات منتشراً بشكل ينذر بالخطر، ويقول لـ"العربي الجديد": "كان الصغار يتعاطون التدخين في السابق سراً، خوفاً من ردة فعل الأهل، أما اليوم فباتوا يدخنون علناً بسبب غياب التوعية الكافية بأضرار التدخين الصحية والاجتماعية، خصوصاً عندما يكون أحد الآباء مدخناً".
اقــرأ أيضاً
أيضاً، أكدت دراسة لجمعية "نقاء للإقلاع عن التدخين" أنّ 53 في المائة من التلاميذ في المرحلتين الثانوية والمتوسطة مدخنون، أو سبق لهم اختبار التدخين، وأنّ من هؤلاء 24 في المائة من المدخنين باستمرار. كذلك، أكدت دراسة مماثلة أجراها باحثون تابعون لوزارة الصحة على مدارس في الدمام والظهران والخبر أنّ نسبة التدخين في المرحلة الابتدائية وصلت إلى 27 في المائة، والمتوسطة 53 في المائة، والثانوية 20 في المائة، كما أكدت الدراسة أنّ نحو 51 في المائة من الأهل يعلمون أنّ أبناءهم من المدخنين.
إجراءات جديدة
يأمل المتخصصون أن تساهم الإجراءات الجديدة مثل رفع أسعار السجائر ومنع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة وفرض غرامة 200 ريال سعودي (53 دولاراً أميركياً) على المخالفين، في الحد من انتشار التدخين الواسع في البلاد التي يسكنها نحو 30 مليون نسمة، خصوصاً بين تلاميذ المدارس.
ويتوقع مدير المركز السعودي لمكافحة التدخين سامي اليوسف أن يسهم تطبيق النظام بصرامة في انحسار ظاهرة التدخين، خصوصاً مع بدء سريان رفع الضرائب على التبغ ومشتقاته. يقول: "التنظيم مثالي، لكن يحتاج إلى التطبيق بصرامة كي يحدّ من انتشار التدخين خصوصاً بين صغار السن وتلاميذ المدارس". ويضيف :"التدخين يتسبّب في ارتفاع المدفوعات المرتبطة بمخاطره مثل التأمين الصحي، والرعاية الصحية، والأدوية".
ويعترف نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "نقاء" الدكتور محمد اليماني أنّ عدد المدخنين المراهقين أكبر من المعتاد: "لا يمكن الاستهانة بأضرار التدخين الصحية على السكان، وهي تنعكس بشكل مباشر على فاتورة الصحة لعلاجهم من أمراض ذات صلة وثيقة به".
وتحتل السعودية المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك التبغ مقارنة بعدد السكان، ويموت 22 ألف مدخن سنوياً في البلاد بسبب أمراض لها علاقة بالتدخين. ويكشف مدير المراكز الصحية في الدمام مبارك بن علي الحارثي أنّ هناك 2.5 حالة وفاة في الساعة الواحدة في السعودية بسبب التدخين، بخلاف المصابين بأمراض السرطان نتيجة التدخين أيضاً. والغريب أنّ تقارير جمعية "نقاء" تؤكد أنّ 44 في المائة من الأطباء و17 في المائة من الطبيبات من المدخنين.
من جانبه، يكشف مدير الشؤون الصحية في الأحساء عبد المحسن الملحم أنّ غالبية الحالات التي تراجع المستشفيات لها أعراض إما بتدخين الشخص أو باستنشاقه الدخان، كما أنّ 80 في المائة من المصابين بسرطان الرئة والحنجرة هم من المدخنين.
جهود غير كافية
حاولت مدن سعودية الحد من انتشار التدخين فيها، بتشجيع الشباب على ترك التدخين، وإعلانها مدناً نظيفة، فكانت البداية بتدشين القويعية حملة "محافظة بلا تدخين" قبل نحو عامين، بالتعاون مع الجمعية الخيرية "كفى"، كما نظمت وزارة الصحة حملة وطنية في مدينة أبها للتوعية بأضرار التدخين تحت شعار "صيفنا بلا تدخين أبهى"، تشمل منطقة عسير كاملة. وشملت الحملات مدن الرياض، وجدة، والعقيق، وينبع، والزلفي، وحريملاء، والدرعية، والخرج، غير أنّ هذه الجهود لم تكن كافية للحد من انتشار التدخين.
ويحمّل المتخصص في مكافحة التدخين الدكتور ماجد البشري وزارة التجارة مسؤولية تفشي التدخين بين الصغار، لتهاونها في مراقبة تطبيق منع بيع السجائر على من هم دون الثامنة عشرة. يقول لـ"العربي الجديد": "كثير من الباعة يبيعون السجائر للصغار بالحبة، وهذه مخالفة صريحة لأنظمة التجارة في البلاد، فأصحاب المحلات يعرفون أنّ الصغار لا يستطيعون شراء علبة سجائر كاملة، ولهذا يبيعونها بالمفرّق". يشدد البشري على أنّ المشكلة لا تكمن في التدخين فقط فهو بوابة لما هو أخطر: "تكشف الدراسات الرسمية لمستشفيات الأمل للصحة النفسية والتعافي من الإدمان أنّ 99 في المائة من المدمنين كانت بداية انحرافهم عن طريق التدخين".
من جهته، يؤكد استشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد الخيبري على أنّ تدخين المراهقين بات منتشراً بشكل ينذر بالخطر، ويقول لـ"العربي الجديد": "كان الصغار يتعاطون التدخين في السابق سراً، خوفاً من ردة فعل الأهل، أما اليوم فباتوا يدخنون علناً بسبب غياب التوعية الكافية بأضرار التدخين الصحية والاجتماعية، خصوصاً عندما يكون أحد الآباء مدخناً".