تحولات الحالة الأمنية في تعز والتصعيد المقبل

11 ابريل 2015
لا يدري أحد ما هو التصعيد المقبل (الأناضول)
+ الخط -

لا أمل في أن تبقى محافظة تعز، جنوبي اليمن، بعيدة عن الصراع المسلح، ما دامت مليشيات الحوثيين وقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تحاول بين الحين والآخر الزج بها بمعارك الحرب، وفرض السيطرة على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.

ولا يدري أحد ما هو التصعيد المقبل في تعز، وما السيناريو المستعدة له مليشيات الحوثيين من أجل عدم التخلّي عن السلطة التي اغتصبتها عقب اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر محلية في مدينة تعز أن تعزيزات عسكرية للحوثيين وصلت إلى المدينة عبر

ثلاثة منافذ، (المنفذ الغربي القادم من مدينة المخا، وهو مدخل رئيسي، والمنفذ الشرقي عبر مدخل وادي صالة، المرتبط في منطقة الراهدة، وهو مدخل ثانوي، والمنفذ الجنوبي عبر منفذ الضباب، وهو مدخل رئيسي).

وبحسب المصادر، فإن حشود الحوثيين بكافة سلاحهم وعتادهم يحاولون الخروج من معسكر خالد بن الوليد في مدينة المخا غربي تعز اتجاه نهاية معسكر اللواء 35 الموالي، للرئيس عبد ربه منصور هادي، وفرض حصار عليه واجتياح المدينة من المدخل الغربي. مشيرة إلى أن مجاميع مسلحة من الحوثيين يتمركزون في بعض المرتفعات في تعز استعداداً للحرب المقبلة فيها.

ويرافق تحركات الحوثيين في تعز تحولات غير مسبوقة في الحالة الأمنية، فخلال اليومين الماضين تم إخلاء المدينة من النقاط العسكرية، بما في ذلك النقاط التي كانت متواجدة في شوارع المدينة ومداخلها قبل الأحداث الأخيرة. 

وبحسب شهود عيان، فإن قوات من مختلف الوحدات العسكرية، انسحبت من مواقعها الرسمية في منافذ وشوارع مدينة تعز، وقال الباحث في القانون الدولي، محمد علي المقرعي، إن انسحاب القوات العسكرية المكلفة حماية المحافظة، من منافذ وشوارع المدينة يسهل تدفق السلاح إلى أطراف الصراع، وتحول تعز إلى ساحة حرب، وتفاقم الأوضاع الإنسانية أكثر مما هي عليه اليوم.

من جهته، أوضح مصدر في قيادة المحور بمحافظة تعز لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الأمن انسحبت من بعض المناطق الأمنية في الجزء الشمالي والشرقي من المدينة، بتوجيهات من الحوثيين لتسهيل تدفق التعزيزات العسكرية من مسلحي الحوثيين"، لافتاً إلى أن "القوات المنسحبة من مواقعها الأمنية في منافذ المدينة كانت من معسكرات موالية للحوثيين وصالح".

في المقابل، وسعت قوات عسكرية موالية للرئيس هادي، من أفراد اللواء 35 مدرع، اليوم السبت في الجزء الجنوبي والغربي من مدينة تعز.

وقال مصدر عسكري في تلك القوات لـ"العربي الجديد"، إن "تواجد قوات اللواء 35 مدرع، انتشرت في الشوارع والأماكن حماية لمعسكر اللواء 35"، مضيفة أن "اشتباكات متقطعة دارت بين جنود من أفراد اللواء 35 مع مسلحين حوثيين، أمس، عقب محاولة طاقم عسكري، تابع الحوثيين، مهاجمة نقطة عسكرية ما أدى إلى مقتل أحد الجنود من اللواء 35، وإصابة آخر، بينما أصيب 3 من مسلحي الحوثيين".

وأكد المصدر أن "تواجد جنود معسكر اللواء في أجزاء من المدينة، يأتي احتجاجاً على استمرار تعنت الحوثيين والبنك المركزي اليمني في تعز، برفض صرف مرتبات الجنود"، مشيراً إلى أن "الحوثيين كلفوا قائد اللواء المطرود العميد منصور معيجير، بصرف الرواتب في معسكر خالد في المخا، ومعسكر لبوزة في العند، وأن الحوثيين يحاولون اختراق اللواء وتوزيع أموال لبعض ضباط وقادة الكتائب، إلا أن 95 في المائة من منتسبي اللواء مع شرعية هادي، وقد رفضوا ذلك الأمر".

اقرأ أيضاً: تجدد غارات "عاصفة الحزم" في صنعاء والحديدة

المساهمون