استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل الدولية والمحلية**: دعا مادورو إلى سجن غونزاليس أوروتيا وزعيمة المعارضة، بينما أطلقت المعارضة موقعاً يظهر فوز غونزاليس أوروتيا. اعترفت عدة دول بغونزاليس أوروتيا كفائز.
- **الوضع السياسي والاقتصادي**: شهدت فنزويلا تراجعاً اقتصادياً كبيراً وهجرة ملايين الفنزويليين، مع اتهامات لمادورو بالاستبداد وسجن المعارضين. رفضت دول عديدة إعادة انتخاب مادورو عام 2018.
أعلن المعارض إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي يصرّ على أنه الفائز بالانتخابات الرئاسية في فنزويلا، أمس الأربعاء، أنه لن يستجيب لاستدعاء المحكمة العليا له بشأن النتيجة المتنازع عليها. فقد أعلنت السلطات الانتخابية فوز الرئيس نيكولاس مادورو بانتخابات 28 يوليو/ تموز الماضي، ما دفع المعارضة للتنديد بما اعتبرتها نتائج مزورة وأشعل تظاهرات أسفرت الأسبوع الماضي عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، وفق ما أعلنت مجموعات حقوقية.
واعترفت عدة بلدان، بينها الولايات المتحدة وعدد من دول أميركا اللاتينية، بغونزاليس أوروتيا على أنه الفائز ودعت فنزويلا لنشر بيانات الانتخابات. ورفع مادورو، الذي دعا إلى سجن غونزاليس أوروتيا وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، القضية إلى المحكمة العليا وإن كانت المعارضة والمراقبون على حد سواء يعتبرون أن السلطات الانتخابية والمحكمة العليا مجرّد هيئات تابعة للحكومة. وأفادت السلطات الانتخابية بأنها سلّمت المحكمة محاضر الاقتراع.
وقال غونزاليس أوروتيا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "إذا ذهبت" إلى المحكمة العليا، "فلن أعرّض حريّتي فحسب للخطر، بل الأهم هو أنني سأعرّض الإرادة التي عبّر عنها الشعب الفنزويلي في 28 يوليو للخطر" أيضا. ولم يظهر غونزاليس أوروتيا، الدبلوماسي المتقاعد البالغ من العمر 74 عاماً، علنا منذ أكثر من أسبوع.
وقال "أعلن المواطن نيكولاس مادورو.. أنني إن لم أمثل فسأكون عرضة للمساءلة القانونية، وإذا مثلت وقدّمت نسخا" لمحاضر التصويت، "فستكون هناك أيضا مسؤوليات جنائية خطيرة"، وتساءل "هل هذه عملية محايدة تحترم القانون؟ هل أنا مدان سلفا؟"، علماً أنه استُدعي للمثول صباح الأربعاء. وأطلقت المعارضة موقعاً على الإنترنت نشرت فيه نسخ 84% من الأصوات التي تم الإدلاء بها تظهر فوز غونزاليس أوروتيا بفارق كبير. لكن الحكومة تشدد على أن هذه النسخ مزوّرة.
"حملة ترهيب" في فنزويلا
قال رئيس تشيلي غابريال بوريك، الأربعاء، إن فشل حكومة مادورو في عرض بيانات الانتخابات علناً يؤكد على نية التزوير لديها، وأفاد بأنه "لا شك لدي بأن نظام مادورو حاول ارتكاب عملية تزوير. لو لم يكن الأمر كذلك، لعرضوا الأصوات. لماذا لم يفعلوا؟ لو أنهم فازوا، بوضوح، لكانوا قد عرضوا بطاقات الاقتراع". وأعلنت المحكمة العليا التي استدعت جميع المرشحين أن توصلها إلى قرار سيستغرق 15 يوماً.
ولم يكن غونزاليس أوروتيا معروفا كثيراً إلى أن وافق على الحلول مكان ماتشادو التي تحظى بشعبية واسعة كمرشح للمعارضة في اللحظة الأخيرة، بعدما مُنعت هي من الترشح. وماتشادو متوارية أيضا، إذ تشير إلى أنها "تخشى" على حياتها ولم تظهر سوى لمدة وجيزة، السبت، خلال تظاهرة حاشدة للمعارضة. وأعلن مادورو تنفيذ أكثر من ألفي عملية توقيف منذ إجراء الانتخابات. وقتل جنديان في الاحتجاجات.
والثلاثاء، نددت ماتشادو بما وصفتها بأنها "حملة ترهيب" في البلاد، وقالت "يريدون ترهيبنا حتى لا نتواصل لأننا سنكون أكثر ضعفاً بكثير إذا تم عزلنا. لن يحدث ذلك. لن يتسبب الخوف في شللنا ولن نغادر الشوارع". وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن "تحدّث الأربعاء مع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس"، مؤكّداً أنّ الرجلين "عبّرا بشكل خاص عن قلقهما بشأن أمن ورفاهية زعماء المعارضة".
ويرأس مادورو الدولة الغنية بالنفط منذ العام 2013 وتراجع إجمالي الناتج الداخلي في عهده بنسبة 80%، ما دفع أكثر من سبعة ملايين من مواطني فنزويلا البالغ عددهم 30 مليوناً للهجرة. وهو متّهم بسجن معارضيه ومضايقتهم في ظل مناخ من الاستبداد المتزايد. ورفضت عشرات من بلدان أميركا اللاتينية وغيرها، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، إعادة انتخاب مادورو عام 2018 لاعتبارها حينذاك أن الاقتراع مزور أيضاً.
(فرانس برس)