تحدّيات معركة الأنبار: الحكومة تتفرّج والعشائر تتولى المهمة

03 نوفمبر 2015
عشائر الأنبار تشكو ضعف الدعم الحكومي (فرانس برس)
+ الخط -

يواجه أهالي الأنبار تحديّا كبيراً في حسم معركة تحرير محافظتهم من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش). ففي الوقت الذي يعدّ الدعم الحكومي للقوات المقاتلة في المحافظة ضعيفاً جدا، تتحمّل عشائر المحافظة مسؤولية المعركة، وتستمر في تطويع أبنائها لدعم القوات المقاتلة، وتغطية النقص الذي حصل بسبب عدم إرسال تعزيزات من قبل حكومة بغداد.

ويرى مراقبون أنّ التطوع ليس أساسا في حسم المعركة، لأنّ وجود المتطوعين من دون توفير المستلزمات والتجهيزات العسكريّة لهم لا جدوى منه، فالمتطوعون بحاجة إلى إعداد كامل بعد تلقيهم التدريب للانضمام إلى المعركة.

اقرأ أيضا: وصول قوات أميركية إضافية إلى الأنبار غرب العراق

وقال عضو مجلس عشائر الأنبار، الشيخ عبدالله الذيابي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنيّة المقاتلة في المحافظة، بحاجة إلى دعم وإسناد كبير لحسم المعركة وإحراز تقدم فيها"، مبينا أنّ "أبناء العشائر أخذوا على عاتقهم مسؤوليّة سد النقص الحاصل في القوات الأمنيّة، ودعوا أبناءهم من الشباب إلى التطوع في صفوف القوات المقاتلة.

وأوضح أنّه "حتى يوم أمس تطوع 1000 شاب من أبناء المحافظة للقتال في المعارك"، مبينا أنّ "المتطوعين سيتلقون التدريبات المطلوبة لمدّة شهر على يد الخبراء الأميركيين، وسيحصلون على سلاح ليباشروا القتال".

من جهته، اعتبر عضو تحالف القوى العراقيّة، أحمد سلمان، أنّ "الحكومة اليوم متخليّة عن دورها في معركة الأنبار، وأنّها لم تدعم القوات العراقيّة المقاتلة ولم ترسل التعزيزات المطلوبة للمعركة، الأمر الذي حمّل أهالي وعشائر الأنبار مسؤوليّة تغطية النقص الحاصل وتعزيز القوات العراقيّة بالعشائر".

وقال سلمان لـ"العربي الجديد" إنّ "أهالي المحافظة يواجهون اليوم تحديا كبيرا في تحرير محافظتهم، فهم يعانون نقصا في التجهيزات والمعدات، كما أنّ هناك جهات سياسيّة تحاول إفشال معارك التحرير، ولا تريد أن يكون هناك أيّ دور للعشائر في حسم المعركة".

كما أشار إلى أنّ "فشل العشائر والقوات العراقيّة في إحراز تقدم بالمعركة يعني عودة الحشد الشعبي إليها، وهذا الأمر لا تريده محافظة الأنبار ولا تقبل بعودة الانتهاكات والخروقات التي ترتكبها مليشيات الحشد".

من جهته، رأى الخبير العسكري عبدالعظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، أنّ "وجود المقاتلين واستمرار التطوّع من قبل أبناء المحافظة خطوة مهمة لاستمرار زخم معركة التحرير، لكنّ الأهمّ من ذلك هو تجهيزهم وتسليحهم".

وقال الشمري لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة اليوم تقف موقف المتفرّج على ما يحصل في الأنبار، وتنتظر خسارة المعركة لتزج بمليشيات الحشد في المحافظة من جديد، الأمر الذي يتطلب جهدا مضاعفا من قبل العشائر وتنسيقا كبيرا مع قوات التحالف الدولي لإدارة دفّة المعركة".

وأكّد أنّ "معركة الأنبار طويلة الأمد، ولن تحسم بسهولة، فهي ليست معركة عسكريّة فقط، بل هي معركة سياسيّة قبل أن تكون عسكريّة"، مبينا أنّ "تحكّم قادة مليشيات الحشد المنتمين إلى التحالف الوطني الحاكم بالقرار السياسي، تسبب في تضييق كبير على القوات المقاتلة في الأنبار".

اقرأ أيضا: مخيمات النازحين تغرقها السيول والفيضانات بالعراق

كما أوضح أنّ "القوات المقاتلة تعمل اليوم على جانبين، الأول ميداني، والثاني سياسي، وهو محاولة إقناع بغداد بتوفير الدعم اللازم لأبناء العشائر، وتوفير التعزيزات العسكريّة المطلوبة"، مبينا أنّ "كل ذلك يعقّد المعركة في الأنبار".

يشار إلى أنّ معارك تحرير الأنبار استؤنفت أمس الأحد، بعد توقف دام لثلاثة أيّام، بسبب عدم الحصول على تعزيزات عسكريّة من قبل بغداد المنشغلة بمعارك صلاح الدين.