خرجت، أخيراً، مقترحات سياسات لجنة العمل المشتركة التي سيتم رفعها إلى المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي الأميركي، الشهر المقبل، والتي كانت خلاصة اجتماعات لجان عمل مشتركة ضمت ممثلين عن المرشح الرئاسي جو بايدن ومنافسه السابق في الانتخابات التمهيدية السيناتور بيرني ساندرز، عاكسةً تسوية بين الطرفين تُبقي الحزب الديمقراطي في يسار الوسط فيما خص القضايا الداخلية، ما يترجم امتداداً لإرث الرئيس السابق باراك أوباما.
حرص فريق بايدن على أن يخرج الحزب الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية بخطاب معتدل يحول دون قول الرئيس دونالد ترامب إن منافسه الديمقراطي هو رهينة الحركة اليسارية. لم تشمل التوصيات مقترحات يسارية مثيرة للجدل مثل نظام "الرعاية الصحية للجميع" وإصلاحات جذرية في السياسة البيئية التي قد تثير انتقادات المحافظين، ما يعني أن القيادات اليسارية متساهلة مع بايدن ليعزز فرص حظوظه الرئاسية، لكن ليس واضحاً بعد كيف ستتقبل القاعدة اليسارية هذه التوصيات التي قد تعتبر أنها ليست تقدمية ما يكفي.
بايدن حاول أخذ مسافة من المقترحات والقول إنه سيراجع وثيقة المقترحات فيما يبدو أنها محاولة كي لا تؤثر التوصيات على المرشح الرئاسي الديمقراطي، لا سيما بين الناخبين المعتدلين المترددين. هذه التوصيات سترفع إلى اللجنة الحزبية للمؤتمر القومي للديمقراطيين في مدينة ميلووكي في 17 أغسطس/آب المقبل.
I commend the Task Forces for their service and for helping build a bold, transformative platform for our party and for our country. And I am deeply grateful to @BernieSanders for working with us to unite our party and deliver real, lasting change for generations to come. https://t.co/J2LN6cKBhT
— Joe Biden (@JoeBiden) July 8, 2020
الوثيقة التي تقع في 110 صفحات خرجت عن ستة لجان عمل، هي التغير المناخي وإصلاح العدالة الجنائية والاقتصاد والتربية والرعاية الصحية والهجرة، وهي لجان عمل تم تشكيلها في شهر مايو/أيار الماضي بعد الاتفاق بين بايدن وساندرز وكانت نتيجة اجتماعات عبر الهاتف و"الفيديو كول" دامت لأسابيع. اللافت كان غياب السياسة الخارجية حتى الآن في لجان العمل، ما يثير تساؤلات كيف سينعكس تحالف بايدن ـ ساندرز على توصيات السياسة الخارجية، لا سيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط. وتضم لجان العمل قيادات بارزة في الحزب الديمقراطي، لا سيما وزير الخارجية الأسبق جون كيري ووزير العدل الأسبق إريك هولدر والنائبة اليسارية ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز.
I look forward to working with Vice President Biden to help him win this campaign and to move this country forward toward economic, racial, social, and environmental justice. 3/3
— Bernie Sanders (@BernieSanders) July 8, 2020
فكرة لجان العمل المشتركة ولدت من سعي الحزب الديمقراطي لتفادي المشاكل التي شهدها المؤتمر القومي للحزب عام 2016 بين ساندرز والمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون. التوصيات تعبر عن مقترحات عامة هي محل إجماع بين الليبراليين من دون الدخول في تفاصيل قد تفتح باب الخلافات، وكانت هناك تسوية حول السياسات الاقتصادية والبيئية والهجرة مقابل تباعد حول إصلاح العدالة الجنائية، لا سيما فيما يتعلق بحصانة الشرطة عند قمع المتظاهرين أو استخدام العنف المفرط مع الأميركيين من أصل أفريقي.
بايدن وضع الوثيقة تحت شعار الانتعاش الاقتصادي للطبقة العاملة بعد "استجابة الرئيس ترامب الفاشلة" في التعامل مع فيروس كورونا، محاولاً التركيز على وحدة الحزب في الانتخابات الرئاسية فيما قال ساندرز "على الرغم من أن النتيجة النهائية ليست كما كتبناها أنا ومؤيدوي. لقد أوجدت لجان العمل مخططا جيدا لسياسة من شأنها أن تحرك هذا البلد في اتجاه تقدمي"، كما دعا إلى الوحدة بين الجناحين اليساري والوسطي لإلجاق الهزيمة بترامب. واعتبر أن بايدن قد يكون "الرئيس الأكثر تقدمية" منذ فرانكلين روزفلت في وقت تبنى فيه بايدن وجهة نظرة ساندرز حول الاستثمارات الكبيرة في البنى التحتية لإنعاش الاقتصاد الأميركي.
Though the end result isn't what I or my supporters would've written alone, the task forces have created a good policy blueprint that will move this country in a much-needed progressive direction and substantially improve the lives of working families throughout our country. 2/3
— Bernie Sanders (@BernieSanders) July 8, 2020
التغير المناخي كان شعاراً لوحدة الليبراليين في المعركة الرئاسية ضد ترامب، لا سيما أنه يشمل قضايا داخلية وخارجية مترابطة، منها سعي الديمقراطيين لإعادة واشنطن إلى اتفاق باريس للمناخ وإيجاد فرص عمل صديقة للبيئة والتشجيع على المساواة العرقية. تشمل التوصيات الدعوة للإصلاح نظام العدالة الجنائية، وهذا مطلب رئيسي بين الليبراليين، لا سيما الأميركيين من أصول أفريقية الذين يشكلون 12 بالمئة من السكان الأميركيين لكن 33 بالمئة من سكان السجون الأميركية، والأميركيين من أصل لاتيني الذين يشكلون 16 بالمئة من الأميركيين لكن 23 بالمئة من سكان السجون. يدعو الحزب في هذه التوصية إلى إنهاء "الحرب على المخدرات" التي تدعمها إدارة ترامب، كما تدعو الوثيقة إلى "بناء اقتصاد أكثر قوة وعدالة" مع التركيز على المساواة في الدخل بين النساء والرجال.