تاريخ اليورو(10)...هدف ذهبي يُهدي ألمانيا اللقب الثالث في تاريخها

05 يونيو 2016
بيرهوف حقق الهدف الذهبي الأول لألمانيا تاريخياً (العربي الجديد)
+ الخط -

تترقب جماهير الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية العجوز بشغف انطلاق النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الفرنسية، خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/حزيران الجاري وحتى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل، ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذاناً بانطلاق البطولة؛ يُواصل موقع "العربي الجديد" تسليط الضوء على تاريخ البطولة القارية التي ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم.

نظام جديد
ونستعرض معكم في حلقة هذا اليوم ذكريات ما حدث في النسخة العاشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها إنجلترا في عام 1996، والتي شهدت زيادة في عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات ليصل إلى 16 منتخباً بدلاً من ثمانية، حيث جاء هذا القرار في أعقاب ازدياد عدد الدول الأوروبية بعد تفكك دول: الاتحاد السوفييتي، و تشيكوسلوفاكيا، ويوغسلافيا.

وتنافس في التصفيات 47 منتخباً تم تقسيمهم إلى 8 مجموعات ضمت 7 منها 6 منتخبات، في حين ضمت المجموعة الأخيرة 5 منتخبات فقط، على أن يصعد متصدر كل مجموعة إلى جانب أفضل 6 منتخبات من أصحاب المركز الثاني مباشرة للنهائيات، مع إقامة مباراة فاصلة في ملعب محايد بين المنتخبين الحاصلين على أقل ترتيب بين المنتخبات أصحاب المركز الثاني، ومن ثم يتم تقسيم المنتخبات الـ16 المتأهلة للنهائيات إلى أربع مجموعات،  يتأهل فيها أول وثاني كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، ومن ثم تتأهل بعد ذلك المنتخبات الأربعة المتبقية للدور نصف النهائي، ومن ثم للمباراة النهائية.

لا مفاجآت في التصفيات
وكما كان مُتوقعاً، لم تشهد مباريات دور المجموعات من التصفيات المؤهلة للنسخة العاشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم أي مفاجأة تُذكر، فقد صعد المنتخبان الروماني والفرنسي عن المجموعة الأولى بعدما احتلا المركزين الأول والثاني على التوالي، فيما تربّع المنتخب الإسباني على عرش المجموعة الثانية مُتفوقاً بفارق مريح عن منتخب الدنمارك، حامل اللقب، ليتأهلا بالتالي معاً إلى نهائيات البطولة.

وعرفت المجموعة الثالثة من التصفيات سقوطا مُدويا للمنتخب السويدي، الذي كان قد أحرز برونزية كأس العالم 1994 التي أقيمت بالولايات المتحدة الأميركية، إذ احتل منتخب الأزرق والأصفر المركز الثالث في المجموعة خلف منتخبي سويسرا وتركيا، اللذين خطفا تذكرة الصعود إلى "يورو 1996" في إنجلترا، فيما عانى منتخب إيطاليا من منافسة شرسة في المجموعة الرابعة مع نظيره الكرواتي، لكنهما تأهلا معاً في النهاية بعد  تساويهما في رصيد النقاط.

وخطف المنتخب التشيكي صدارة المجموعة الخامسة مُتفوقاً بفارق نقطة واحدة فقط على المنتخب الهولندي، الذي جاء في المركز الثاني، الذي كفل لهم مباراة فاصلة لاحقة مع إيرلندا، التي جاءت ثانية في المجموعة السادسة التي تصدرها المنتخب البرتغالي مُتفوقاً بفارق 5 نقاط عن نظيره الإيرلندي.

وحجز المنتخب الألماني تذكرة الصعود عن المجموعة السابعة بعدما احتل المركز الأول في المجموعة التي تأهل عنها أيضاً المنتخب البلغاري، بعدما حلّ في المركز الثاني، أما المنتخب الروسي، الوريث الشرعي لمنتخب الاتحاد السوفيتي، فقد صعد هو الآخر للنهائيات بعدما تصدر المجموعة الثامنة، بينما عادت اسكتلندا للظهور في المسابقة بعد احتلالها المركز الثاني في المجموعة الثامنة والأخيرة للتصفيات.

وأكمل المنتخب الهولندي عقد المنتخبات المتأهلة للنهائيات التي أقيمت في إنجلترا، وذلك بعدما نجح في تحقيق الفوز على حساب نظيره الإيرلندي بنتيجة هدفين دون مقابل، في مباراة الملحق التي جمعت بين المنتخبين، على ملعب أنفيلد بمدينة ليفربول الإنجليزية، يوم الثالث عشر من شهر ديسمبر من عام 1995.

النهائيات
بعد ذلك بأشهر قليلة وبالتحديد في يوم الثامن من شهر يونيو من عام 1996، اتجهت أنظار عُشاق الساحرة المستديرة صوب ملعب ويمبلي بالعاصمة البريطانية "لندن" وذلك من أجل متابعة مباراة افتتاح نهائيات النسخة العاشرة من بطولة أمم أوروبا، والتي جمعت بين المنتخبين الإنجليزي بنظيره السويسري، وانتهت بسقوط منتخب الأسود الثلاثة في فخ التعادل أمام ضيفه الناتي، لكن هذا السقوط لم يُؤثر كثيراً على حظوظ المنتخب الإنجليزي، الذي تصدر المجموعة برصيد 7 نقاط جمعها من فوزين على إسكتلندا و هولندا وتعادل وحيد أمام سويسرا، ليُرافق معه المنتخب الهولندي، الذي حلَّ في المركز الثاني برصيد 4 نقاط جمعها من فوز على سويسرا، وتعادل مع إسكتلندا، وخسارة من إنجلترا.

فيما تأهل المنتخبان الفرنسي والإسباني عن مجموعتهما الثانية، حيث احتل منتخب الديوك صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط جمعها من تعادل مع إسبانيا وفوزين على بلغاريا ورومانيا، بينما جاء المنتخب الإسباني في المركز الثاني برصيد 5 نقاط جمعها من فوز على رومانيا وتعادلين مع فرنسا وبلغاريا.

وودّع المنتخب الإيطالي البطولة مُبكراً بعدما احتلّ المركز الثالث في المجموعة الثالثة التي عُرفت في ذلك الوقت باسم مجموعة الموت الحديدية، إذ جاء الأتزوري في المرتبة الثالثة بالمجموعة خلف المنتخب الألماني المتصدر، ومنتخب جمهورية التشيك، صاحب المركز الثاني.

بينما تربّع المنتخب البرتغالي على عرش المجموعة الرابعة، بعدما جمع 7 نقاط من تعادل مع الدنمارك وفوزين على كرواتيا وتركيا، ولحق به منتخب كرواتيا، الذي حصد المركز الثاني في المجموعة برصيد 6 نقاط من خسارة من البرتغال وفوزين على الدنمارك وتركيا.

الدور ربع النهائي
وصل إلى الدور ربع النهائي ثمانية منتخبات تنافست فيما بينها على حجز بطاقة الصعود للمربع الذهبي، ففي المباراة الأولى من هذا الدور، واجه المنتخب الإنجليزي نظيره الإسباني، وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بينهما بالتعادل السلبي ليخوض المنتخبان شوطين إضافيين انتهيا بنفس النتيجة ليحتكما بعد ذلك إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي حسمها المنتخب الإنجليزي لمصلحته بنتيجة (4-2) ليكون بالتالي أول المتأهلين للدور نصف النهائي.

فيما لعب المنتخب الفرنسي أمام نظيره الهولندي، وانتهى الوقت الأصلي للمباراة أيضاً بنتيجة التعادل السلبي ليخوض المنتخبان شوطين إضافيين انتهيا بنفس النتيجة، ليحتكما بعد ذلك إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي حسمها منتخب فرنسا لمصلحته بنتيجة (5-4) ليُصبح منتخب الديوك ثاني المتأهلين للمربع الذهبي.

أما في المباراة الثالثة، فقد حجز المنتخب الألماني بطاقة الصعود للدور نصف النهائي بعدما حقّق الفوز على حساب المنتخب الكرواتي بنتيجة هدفين مقابل هدف، فيما أكمل المنتخب التشيكي أضلاع المربع الذهبي بعدما تأهل للدور نصف النهائي مستفيداً من فوزه على حساب نظيره البرتغالي بهدف كارل بوبورسكي.

الدور نصف النهائي
في الدور نصف النهائي، تمكن المنتخب الألماني من حسم تذكرة الصعود إلى المباراة النهائية بعدما نجح في الفوز على حساب نظيره الإنجليزي بنتيجة (6-5) بركلات الجزاء الترجيحية، وذلك بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة التي أقيمت على ملعب ويمبلي، بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لكل منتخب، ليُحطم الناسيونال مانشافت بالتالي آمال المنتخب الإنجليزي بالتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، وسط حسرة كبيرة من الجماهير الإنجليزية.

أما المنتخب التشيكي فقد صعد هو الآخر للمباراة النهائية، بعدما تمكن من الفوز على حساب نظيره الفرنسي بنتيجة (6-5) وذلك بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة، التي أقيمت على ملعب أولد ترافورد، بنتيجة التعادل السلبي.

هدف ذهبي يحسم المباراة النهائية
في المباراة النهائية، واجه المنتخب الألماني نظيره التشيكي، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي بها فريقان سبق لهما مواجهة بعضهما في النهائي عام 1976 حين كانت التشيك تُشارك باسم "تشيكوسلوفاكيا" وسبق لهما التنافس في دور مجموعات البطولة، حيث بدا المنتخب الألماني الأوفر حظاً للفوز في هذا اللقاء، لا سيّما وأنه قد سبق له الفوز على حسب منتخب التشيك بنتيجة هدفين دون مقابل خلال المباراة الافتتاحية للمجموعة الثالثة.

لكن المنتخب التشيكي الذي كان يضم في ذلك الوقت نخبة كبيرة من أبرز لاعبي كرة القدم في الملاعب الأوروبية على غرار: (كاريل بوبورسكي، وبافل نيدفيد، وباتريك بيرجر، وفلاديمير سميتشر) فاجأ الجماهير بعدما نجح في التقدم في الدقيقة الـ59 عبر قائده، باتريك بيرغر، من ركلة جزاء منحها له الحكم الإيطالي، بييرلويجي بايريتو.

بعدها بعشر دقائق أشرك مدرب المنتخب الألماني في ذلك الوقت، بيرتي فوغتس، المهاجم المخضرم، أوليفير بيرهوف، في محاولة منه لإنقاذ منتخب بلاده من الهزيمة أمام نظيره التشيكي، وبالفعل كان بيرهوف عند حسن ظن مدربه، بعدما تعادل لمنتخب بلاده بعد مُضى 4 دقائق فقط على دخوله لأرضية الميدان بديلاً لزميله، محمد شول.

ولم يكتفِ نجم كرة القدم الألمانية السابق بتسجيل هدف التعادل لمنتخب بلاده، بل نجح أيضاً في تسجيل الهدف الذهبي الذي منح منتخب ألمانيا لقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، في الدقيقة 95 من الوقت الإضافي، ليُصبح بالتالي ثالث لاعب في تاريخ بطولة أمم أوروبا يُسجل هدفين في المباراة النهائية، بعد الثنائي الألماني غيرد مولر، الذي سجّل لألمانيا هدفين في فوزها على الاتحاد السوفييتي بنتيجة 3-صفر في نهائي 1972، و هروبيش الذي أحرز هو الآخر هدفين للناسيونال مانشافت في فوزها على بلجيكا 2-1 في نهائي 1980؛ لكن ثنائية "بيرهوف" هي بالتأكيد الأكثر تميزاً، لا سيّما الهدف الثاني، الذي كان يُمثل أول هدف ذهبي لألمانيا في تاريخها، وأول هدف ذهبي في تاريخ بطولة أوروبا، وأول هدف ذهبي يحقق بطولة كبرى.

المساهمون