تأييد حذر للمعارضة حيال الاتفاق الأميركي الروسي بسورية

10 سبتمبر 2016
المعارضة ترغب بهدنة كاملة (إيمين سنسار/ الأناضول)
+ الخط -
أبدت المعارضة السورية، اليوم السبت، تأييداً حذراً للهدنة التي توصل إليها الجانبان الأميركي والروسي لوقف إطلاق النار في  عموم سورية، في الثاني عشر من الشهر الجاري، مشيرة إلى أنها ترغب في هدنة كاملة، في وقت رفضت "حركة أحرار الشام الإسلامية"، البند المتعلق باستهداف "جبهة فتح الشام".

وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض عقاب يحيى لـ"العربي الجديد"، "نحن مع هدنة دائمة توفر بيئة مناسبة لحل سياسي حقيقي"، مضيفاً أنّ "المحادثات جوبهت بكثير من التعقيدات خاصة من الطرف الروسي الذي كان يصر على جعلها هدناً منفصلة، وصعوبات كذلك حول المناطق الآمنة لمرور المساعدات".

وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، قد اتفقا على وقف لإطلاق النار في سورية لمدة 48 ساعة، بدءاً من يوم الأحد القادم، بالإضافة إلى منع طائرات النظام السوري من استهداف مناطق المعارضة، وتشكيل مركز روسي أميركي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وجبهة "فتح الشام".

وأوضح يحيى أنّ "تنفيذ الهدنة يبقى هو المقياس"، آملاً أن "تكون الهدنة كاملة وأن يفك الحصار عن المناطق ويسمح بمرور قوافل الإغاثة، أما في الجانب السياسي فيبدو أنّهما لم يتوصلا لتصور أو خطة مشتركة".

وحول حديث الجانبين الروسي والأميركي عن ترتيبات لإحراز تغيير جوهري في سورية، يجبر رئيس النظام بشار الأسد والمعارضة على تنفيذ الالتزامات، قال يحيى إنّ هذا الأمر "من الممهدات الضرورية لمباشرة المفاوضات التي يبدو أنّ ظروفها لم تنضج بعد"، معقّباً بالقول "نحن دوماً نخاف من ترتيبات الأمر الواقع".

ورداً على سؤال عن كيفية الفصل بين "المعارضة المعتدلة والإرهابيين"، كما ورد في الاتفاق، قال يحيى إنّ هناك شيئاً من هذا لا سيما فيما يتعلّق بـ "فتح الشام" لكن الأمر ليس سهلاً"، مشيراً في المقابل إلى أنّ "الاتفاق لم يأت بذكر على المليشيات الطائفية المساندة للنظام وأفعالها الإرهابية".

وفي سياق مواز، قال رئيس الائتلاف السابق خالد خوجة إنّه "لا مفاجأة في جنيف، فاختزال اتفاق كيري -لافروف مع استهداف فتح الشام، وإعلان الاتفاق والفصائل ما تزال نائية عن الاندماج كان متوقعاً".

وفي أول ردٍّ لفصائل المعارضة المسلحة، رفضت "حركة أحرار الشام الإسلامية" كبرى الفصائل السورية، وأحد أهم مكونات جيش الفتح، البند الخاص بقصف جبهة "فتح الشام" (النصرة) سابقاً، من قبل موسكو وواشنطن.

وقال مصدر في الحركة لـ"العربي الجديد" "إنّنا نرفض مبدئياً استهداف جبهة "فتح الشام" من قبل الطائرات الأميركية والروسية"، مشيراً إلى أنّ "الحركة ستصدر بياناً مفصلاً حول الاتفاق".

يشار إلى أنّ الاتفاق الروسي الأميركي لم يلفت مطلقاً إلى استهداف المليشيات الأجنبية والعربية التي تقاتل إلى جانب النظام، ومازالت تتوافد إلى سورية، بالآلاف من إيران والعراق ولبنان.

كما يتوقع مراقبون أن يثير الاتفاق الروسي الأميركي خلافات كبيرة بين الفصائل العسكرية، حيث ستنقسم بين مؤيد لبنوده ومعارض، فضلاً عن أنه أغفل مسألة فك الحصار عن المناطق المحاصرة، مكتفياً بإدخال المساعدات فقط.

وتشهد الجبهات السورية بين النظام والمعارضة هدوءاً نسبياً خصوصاً في مدينة حلب، غير أنّ قوات النظام واصلت حملتها العسكرية على ريف حماة الشمالي، حيث "استهدفت طائرات حربية بعدة ضربات أماكن في مدن وبلدات وقرى طيبة الإمام ومورك وحلفايا واللطامنة وصوران ومعردس والزوار ومحيط قرية الاسكندرية بريف حماة الشمالي"، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المرصد أنّ "قوات النظام قصفت عدة أماكن في المناطق ذاتها، من دون معلومات عن حجم الإصابات حتى اللحظة".