تعرض النجم الفرنسي بول بوغبا لهجوم شرس في موسم 2017-2018، ولم يقتصر الأمر على المدرب جوزيه مورينيو، بل تسلل نحو الجماهير والصحافة البريطانية التي لم ترحم لاعب خط الوسط. لكن ما يؤكد أنه مظلوم في الكثير من الأحيان هو ما يقدمه أمام الأندية الإنكليزية الستة الأوائل.
بول بوغبا لاعب صلب في خط الوسط لا يمكن الاستهانة به وبقدراته على نقل اللعب وصناعة التوازن بين خطي الدفاع والهجوم. وإن كانت المشكلة الأساسية بين مورينيو وبوغبا، تكمن في عدم لعب الأخير في مركزه، وبالتالي تأثر مردوده الفني خلال المباريات، وهو ما بدا واضحا في موسم 2017-2018 وخصوصا في المباريات التي لم يلعب فيها بوغبا في مركزه.
لكن الصحافة البريطانية دائما ما تقيّم أداء النجوم وفقا لظهورهم في المباريات الكبيرة وخصوصا ضد الأندية الستة الكبيرة. ومن هذا المنطلق، فإن بول بوغبا هو الأفضل في هذه الناحية، والذي أثبت، في هذا الموسم على الأقل، أنه اللاعب المؤثر ضد الكبار مع مانشستر يونايتد، وبالتالي يستحق أن يلعب في مركزه المفضل.
خاض بول بوغبا مع مانشستر يونايتد ست مباريات ضد الأندية الإنكليزية الكبيرة، سجل ثلاثة أهداف وصنع ثلاثة أخرى لزملائه. يضاف إلى ذلك تحقيقه جائزة أفضل لاعب في تلك المباريات مرتين والفوز في 5 من أصل 6 مواجهات في موسم 2017-2018.
رحيل وتخبطات
في مرحلة ما من الموسم الحالي خرجت الصحف البريطانية بعناوين قاسية بحق بوغبا تنتقد أداءه مع فريقه مانشستر يونايتد. وأشارت إلى أن رحيله أصبح قريبا مع نهاية الموسم، كما تحدثت بعض التقارير عن مشاكل بين مورينيو وبوغبا وأنه منح الإدارة الضوء الأخضر من أجل التخلي عنه.
وفي هذا الإطار، هاجم غاري نيفيل إدارة مانشستر يونايتد وانتقد طريقة التعامل مع بوغبا، وحذر من مغبة التفريط بهذا النجم الذي قد يكلف الفريق خسارة فرصة جذب أبرز النجوم إلى فريق "الشياطين الحمر"، وهو الأمر الذي حصل مع الأرجنتيني دي ماريا عندما غادر إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.
أما صحيفة "ميترو" البريطانية، فنشرت تقريراً تُشير فيه إلى أن جوزيه مورينيو كان يفضل تواجد فيرناندينيو في خط وسطه على بول بوغبا، وأن هذا اللاعب كان كفيلاً بمنحه دفعة معنوية وفنية أكبر، من أجل المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي في هذا الموسم.
كما أشارت بعض الصحف البريطانية إلى أن التفريط بالنجم بول بوغبا قد يُكلف الإدارة خسارة عدد كبير من اللاعبين، ويفقد الفريق فرصة جذب الأسماء الكبيرة في الموسم المقبل.
إذن، هل يستمر بوغبا مع "الشياطين الحُمر" في الموسم القادم، أم أن الأزمات ستلاحقه وخيار الرحيل سيكون الطريق الوحيد للنجاة من ألسنة النقاد؟