لا يزال الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا (1888 - 1935) يواصل حضوره في المشهد الأدبي كما لو أنّه كاتب معاصر. آخر إطلالاته على قارئ العربية هي "لستُ ذا شأن" (منشورات الجمل) بترجمة إسكندر حبش.
الكتاب يقوم على شذرات، كان بيسوا قد وضعها ضمن مصنّف أسماه "الأفكار المختصرة"، وهي تتجوّل في المواضيع الأثيرة لدى صاحب "حارس القطيع"؛ الأدب والميتافيزيقا والفن والروح، كما فعل في عمله الأبرز "كتاب اللاطمأنينة"، الذي بات يُعدّ من كلاسيكيات القرن العشرين.
بيسوا الذي يرى نفسه "لا أحد"، أو "قليل الشأن"، تحوّل إلى أسطورة مكتسية بالغموض بعد موته، ومنذ ستينيات القرن الفائت بدأ الاهتمام بحياة وأدب هذا الشاعر، ولا تمرّ سنة إلا ويصدر، عنه أو له، كتاب ما.
من المعروف أن بيسوا قام باختراع مجموعة شعراء، جعل لكل منهم مذهباً فنياً، وأسلوباً أدبياً خاصاً، وقد صيّرهم "أنداداً" أو "بدلاء" له، وأبرزهم ريكاردو رييس، وألبارودي كامبوس، وألبرتو كاييرو.
ومن الجدير ذكره أن حبش ترجم لبيسوا "حارس القطيع" و"رباعيات"، وقد صدرا عن الدار نفسها، كما ترجم قبلهما "هذيان: أيام فرناندو بيسوا الثلاثة الأخيرة"، إحدى الروايات التي كتبها الإيطالي أنطونيو تابوكي (1943 - 2012)، أحد المغرمين بأدب وسيرة المعروف بـ"متوحّد لشبونة".