اقتصرت الأناشيد الخاصة بشهر رمضان بداية على حلقات الذكر داخل المساجد. يُعتبر عبد الغني الكوش أوّل من صدح بالأناشيد الرمضانية مطلع القرن العشرين عبر المآذن الممتدة من منطقة البسطة البيروتية حتى وسط البلد. طوّر عبد الغني الحلقات الصوفية التي كانت تُعقد في رمضان إلى حلقات إنشاد. صوت الشيخ الكوش مكّنه من شرف رفع الآذان في الحرم المكي عام 1914. عاد الكوش إلى لبنان ليؤسس أول فرقة أناشيد في بيروت باسم "جمعية الإنشاد النبوي الشريف" التي ذاع صيتها في المناسبات الدينية والخاصة لاسيما بشهر رمضان.
تواصلت عادة إحياء الإنشاد الديني الرمضاني في بيروت مع ديب صبرا، جد الأخوين فليفل الشهيرين. كان صبرا يقيم حلقات الإنشاد الديني في رمضان داخل المسجد العمري الكبير منتصف القرن الماضي. شاعت الأناشيد وسط المجتمعات البيروتية إذ كان عدد من العائلات يقصد شاطئ الرملة البيضاء وغيره من الواجهات البحرية في تقليد "سيبانة رمضان". كانت السيبانة عبارة عن نزهة عائلية مجهزة بالزوادات وتقام قبيل استبيان الشهر الفضيل، تجلس السيدات خلالها في حلقات ويرددن الأناشيد الرمضانية مثل "رمضان تجلى وابتسم" وغيرها من المدائح.
كما في الكثير من البلدان العربية اجتاحت أنشودة "رمضان جانا" البيوت البيروتية. صوت الفنان الراحل عبد المطلب مازال حاضراً حتى اليوم في الكثير من الطرقات البيروتية. وما هي إلا سنوات معدودة حتى اجتاحت ظاهرة ابتهالات الشيخ المصري "السيد النقشبندي" بيروت.
كان صوت النقشبندي يصدح على إذاعة القاهرة عقب الإفطار. مازال النقشبندي حتى اليوم حاضراً في الأوساط الشعبية البيروتية بابتهالات رمضان وصوته في أنشودة الأسماء الحسنى.
إقرأ أيضاً: خارطة البرامج التلفزيونية في رمضان
تطورت الأناشيد الرمضانية في بيروت مع فرقة الحاج محمود شعر الذي نشط أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات حيث ردد مدائح النقشبندي في شوارع بيروت واشتهر بإذاعة "صوت لبنان العربي". كانت التلفزيونات المحلية تبث أناشيده مع حلول موعد الإفطار.
وفي نهاية حقبة الثمانينيات، شهدت بيروت ظاهرة "فرقة المشاريع الإنشادية" وهي جزء من جمعية المشاريع في لبنان أو ما يُعرف بـ"الأحباش". شهرة الفرقة ذاعت بعد تحويلها أغاني شهيرة رائجة إلى أناشيد دينية ورمضانية. صوتان احتلّا مكانة بأُذن المستمع اللبناني وهما: الحاج "محمد خير" الطرابلسي ومحمد معروف قرانوح. كما اشتهر في الحقبة نفسها المنشد أحمد الرفاعي.
ومع نهاية الثمانينيات وحلول التسعينيات سطع نجم أطفال دار الأيتام الإسلامية. وكانت الحقبة الموسيقية التي قادها الفنان أحمد قعبور نقطة تحوّل كبير في أوساط البيارتة. تغيرٌ تمثّل بالتحوّل من الإنشاد الديني في رمضان إلى عالم الأغنية. تربعت أغنية "علوا البيارق" على عرش الأناشيد الرمضانية. لا يمكن لأي زائر لبيروت في رمضان إلا أن يسمع الأغنية تتعالى من منزل أو محل تجاري. أضاف قعبور النكهة الرمضانية على أغنية أخرى وهي "بيروت يا بيروت" لاسيما في مقطع "رمضان ع بابك والأعياد ع جنابك".
تواصلت عادة إحياء الإنشاد الديني الرمضاني في بيروت مع ديب صبرا، جد الأخوين فليفل الشهيرين. كان صبرا يقيم حلقات الإنشاد الديني في رمضان داخل المسجد العمري الكبير منتصف القرن الماضي. شاعت الأناشيد وسط المجتمعات البيروتية إذ كان عدد من العائلات يقصد شاطئ الرملة البيضاء وغيره من الواجهات البحرية في تقليد "سيبانة رمضان". كانت السيبانة عبارة عن نزهة عائلية مجهزة بالزوادات وتقام قبيل استبيان الشهر الفضيل، تجلس السيدات خلالها في حلقات ويرددن الأناشيد الرمضانية مثل "رمضان تجلى وابتسم" وغيرها من المدائح.
كما في الكثير من البلدان العربية اجتاحت أنشودة "رمضان جانا" البيوت البيروتية. صوت الفنان الراحل عبد المطلب مازال حاضراً حتى اليوم في الكثير من الطرقات البيروتية. وما هي إلا سنوات معدودة حتى اجتاحت ظاهرة ابتهالات الشيخ المصري "السيد النقشبندي" بيروت.
كان صوت النقشبندي يصدح على إذاعة القاهرة عقب الإفطار. مازال النقشبندي حتى اليوم حاضراً في الأوساط الشعبية البيروتية بابتهالات رمضان وصوته في أنشودة الأسماء الحسنى.
إقرأ أيضاً: خارطة البرامج التلفزيونية في رمضان
تطورت الأناشيد الرمضانية في بيروت مع فرقة الحاج محمود شعر الذي نشط أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات حيث ردد مدائح النقشبندي في شوارع بيروت واشتهر بإذاعة "صوت لبنان العربي". كانت التلفزيونات المحلية تبث أناشيده مع حلول موعد الإفطار.
وفي نهاية حقبة الثمانينيات، شهدت بيروت ظاهرة "فرقة المشاريع الإنشادية" وهي جزء من جمعية المشاريع في لبنان أو ما يُعرف بـ"الأحباش". شهرة الفرقة ذاعت بعد تحويلها أغاني شهيرة رائجة إلى أناشيد دينية ورمضانية. صوتان احتلّا مكانة بأُذن المستمع اللبناني وهما: الحاج "محمد خير" الطرابلسي ومحمد معروف قرانوح. كما اشتهر في الحقبة نفسها المنشد أحمد الرفاعي.
ومع نهاية الثمانينيات وحلول التسعينيات سطع نجم أطفال دار الأيتام الإسلامية. وكانت الحقبة الموسيقية التي قادها الفنان أحمد قعبور نقطة تحوّل كبير في أوساط البيارتة. تغيرٌ تمثّل بالتحوّل من الإنشاد الديني في رمضان إلى عالم الأغنية. تربعت أغنية "علوا البيارق" على عرش الأناشيد الرمضانية. لا يمكن لأي زائر لبيروت في رمضان إلا أن يسمع الأغنية تتعالى من منزل أو محل تجاري. أضاف قعبور النكهة الرمضانية على أغنية أخرى وهي "بيروت يا بيروت" لاسيما في مقطع "رمضان ع بابك والأعياد ع جنابك".