بيرديكاريس..فيلا تاريخية لصناعة أفلام الرعب

29 فبراير 2016
تاج محل في الهند (Getty)
+ الخط -


تشبه حكاية فيلا "بيرديكاريس" التاريخية حكاية "تاج محل" في الهند، ولكنّها بنسخة أميركيّة لقصة حب جمعت بين أميركي وزوجته، فقاما ببناء الفيلا لأسباب تختلف عن قصة الحب التي جمعت بين الملك شاه جهان الإمبراطور المغولي وزوجته أرجمند بانوبيكم (ممتاز محل).

في وسط غابة من الأوكالبتوس والبلوط والأرز، وفي وسط طبيعي أخّاذ لا حدّ فيه للبصر، يلتقي فيه المتوسط مع المحيط الأطلسي، ومن خلفهما جبال طريفة والبرتغال، قام يوناني الأصل، غريغوري بيرديكاريس، ببناء شرفة لزوجته المريضة على هذا المنظر البانورامي الهادئ والساحر، حتى تُشْفى من مرضها حسب الرواية الأولى، أو ليمنحها إياها كهديّة حسب الرواية الثانية.

تعدّدت الروايات نتيجة للطابع الشفوي الذي تناقلته الرواية، رواية أخرى، تقول إن غريغوري بيرديكاريس هاجر من اليونان إلى ولاية كارولينا الجنوبية سعياً وراء الثروة والسمعة، ثم عاد إلى اليونان وأصبح قنصلاً أميركيًا معتمدًا فيها، ورزق بابنه "إيون" عام 1840م.

بعد مرور سنوات، عادت عائلة بيرديكاريس من جديد إلى ولاية نيوجيرسي في أميركا، سعياً وراء المزيد من المال، لكن ارتفاع الضرائب والمحاسبة لاحقت غريغوري، وأفقدته ثروته، وبات مهددًا بفقدان جنسيّته الأميركيّة، لتهرُّبه من الضرائب، وبدلاً من العودة إلى اليونان، حوّل مسار رحلته إلى طنجة.

وهناك، في غابة "الرميلات"، كما يُطْلَق عليها حاليًا، بنى بيريكاريس فيلاته وأحاطها بأنواع من الأشجار والنباتات التي جاء بها من مختلف مناطق العالم، كما بنى لزوجته أحواضًا من الأسماك.

من تلك الفيلا، انطلقت أشهر قصص الاختطاف، إذ قام المتمرّد، أحمد الريسوني، بخطف زوجة بيرديكاريس عام 1904، بسبب حاجته للمال لدعم حركته التمرديّة، وطلب مقابل إرجاعها سبعين ألف قطعة ذهبيَّة، مما جعل القنصل يستنجد بالسلطان، مولاي عبد العزيز، بالولايات المتحدة في عهد روزفيلت وفرانكلين لإنقاذ زوجته.

وظلت تلك القصة محلّ إثارة لبعض مخرجي الأفلام، وتحوّلت فيما بعد إلى فيلم بعنوان "العاصفة والأسد"، التي أظهرت تعاطف زوجة بيرديكاريس مع الريسوني، وحبها له لأخلاقه ونبله وكرمه، وقت اختطافها مع ابنها "إيون".

تخضع الفيلا حالياً لإصلاحات بغية تحويلها إلى مزار تاريخي- سياحي، بعد أن تحوّلت إلى خربة اختفت فيها مظاهر العمارة الإسبانية في الأبواب والنوافذ والشرفات، وواجهت عمليات الإصلاح انتقادات واسعة من قبل مؤسسات المجتمع المدني، التي وجدت تدخّلاً إنسانيّاً كبيراً على نحو أساء لطبيعة المكان نتيجة الشوارع والإصلاحات الإسمنتية التي دخلت الغابة.

بعد أسبوعين من الآن، سيبدأ تصوير فيلم "The house of the frontier" في أنحاء الفيلا، من إخراج خافيير رول، وسيناريو لماريا كوستا. وتنتجِهُ الشركتان الإسبانيّتان "مونترو إنترتاينمنت"، و"نوكتامبلو سينما". وقد صرَّح المخرج رول بأن "الفيلم سيكون مرعبا إلى أقصى حد".

إقرأ أيضاً: البيت الفلسطيني..شاهد على الحضارة

المساهمون