بونجاح..إحصائيات رهيبة وأرقامٌ غير مسبوقة

10 ديسمبر 2018
بونجاح نجم نادي السد القطري (Getty)
+ الخط -
يواصل النجم الجزائري بغداد بونجاح مهاجم وهداف نادي السد القطري، صناعة الحدث بتألقه الباهر وأهدافه الغزيرة التي يسجلها سواء مع ناديه، أو مع المنتخب الجزائري.


وإذا كان بونجاح حديث الجميع في الفترة الأخيرة على المستويين العربي والأفريقي، فإن ذلك تعدى اليوم إلى الساحة الأوروبية وحتى العالمية، إذ تحول إلى هدف العديد من الأندية الأوروبية التي تريد التعاقد معه، بعد الاهتمام الشديد، الذي يلقاه من طرف وسائل الإعلام الأوروبية، التي تتابع تطور النجم العربي وغزارته التهديفية، إذ نصّب نفسه بامتياز هدافاً للعالم خلال العام الجاري، متفوقاً على العديد من النجوم على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.

لم يكن اسم بغداد بونجاح معروفاً في القارة الأوروبية مثلما الحال اليوم، إذ تغير الوضع كثيراً وأصبح اسم اللاعب متداولاً بقوة، خاصة وأن عدّاده التهديفي لا يتوقف أبداً، ما جعله نجم النجوم، سواء في فريقه أو في دوري نجوم قطر، وعلى مستوى القارة الآسيوية، فضلاً عن تحوله إلى النجم رقم واحد في المنتخب الجزائري.

بونجاح ليس موهبة شابة صاعدة، كونه احتفل مؤخراً بعيد ميلاده الـ27، وهي السن المعروفة أنها تمثل ذروة النضج الكروي للاعبي كرة القدم، لكن الأمر يتعدى ذلك بالنسبة للاعب الملقب بـ "أب النجاح"، الذي انطلق في "تفجير" موهبته التهديفية خلال العام الجاري، بأرقام وإحصائيات رهيبة، بعدما لعب 37 مباراة سجل فيها 54 هدفاً مع السد والمنتخب الجزائري بمعدل يقارب 1.5 هدف في كل مباراة.

وتمكن بونجاح ابن مدينة وهران في الغرب الجزائري، من تحطيم كل الأرقام سواء مع فريقه السد أو في دوري نجوم قطر، فقد سجل 28 هدفاً في الدوري هذا الموسم، في 14 مباراة فقط بمعدل هدفين في كل لقاء، كما خطف أيضاً لقب هداف مسابقة دوري أبطال آسيا بـ 13 هدفاً، سجلها خلال 12 مباراة.

ويتجه بغداد بونجاح، لنيل لقب هداف الدوري القطري هذا الموسم، دون أدنى شك بعدما ابتعد بصدارة الهدافين، إذ رفع رصيده إلى 28 هدفاً، حطم من خلالها الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي كليمرسون اراوغو، لاعب الغرافة السابق الذي أحرز 27 هدفاً خلال موسم واحد، كما وسّع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه يوسف العربي مهاجم الدحيل لـ 11 هدفًا، إذ سجل المغربي 17 هدفاً.

بونجاح الذي يتميز بالقوة البدنية والسرعة في اللعب، سبق له أن خطف الأضواء عندما كان لاعباً مع فريق اتحاد الحراش الجزائري الذي استقدمه من نادي "مغمور" في مدينة وهران مسقط رأسه، قبل أن يتحول إلى النجم الأول في الدوري التونسي عندما انتقل إلى نادي النجم الساحلي، وتوج معه بلقب هداف الدوري عام 2014 وكذلك كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، فضلاً عن هداف المسابقة القارية أيضاً.

ولم تتوقف المسيرة المظفرة لبونجاح عند هذا الحد، إذ امتدت إلى المنتخب الجزائري الأول، وأصبح نجماً هناك دون منازع، فسحب البساط من تحت قدمي إسلام سليماني، الذي يعد حالياً هداف المنتخب بـ25 هدفاً، لكن معدله التهديفي تراجع كثيراً منذ العام الماضي، ما فسح المجال لبونجاح لترك بصمته على مباريات المنتخب، مسجلاً 6 أهداف في آخر ثماني مباريات، ومنها أهداف حاسمة أمام غامبيا على سبيل المثال، وبنين وتوغو في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2019، ما ساهم في تأهل الجزائر إلى النهائيات القارية.

واستفاد بونجاح كثيراً من الثقة التي وضعها فيه المدير الفني للمنتخب جمال بلماضي، الذي يعرفه جيداً من خلال متابعته له، عندما كان مديراً فنياً لناديي لخويا والدحيل في دوري نجوم قطر.

ولم يمر تألق بونجاح دون أن يجلب إليه اهتمام العديد من الأندية الأوروبية، التي تريد ضمه خلال مرحلة الانتقالات الشتوية في شهر يناير المقبل، على غرار أولمبيك مرسيليا ونانت وليل ونيس الفرنسية، إضافة إلى نادي بشكتاش التركي وليدز يونايتد الإنكليزي.

وتطرق بونجاح لمستقبله الاحترافي وكذلك طموحاته، إذ قال في تصريحات صحافية مؤخراً: "وصلتني بالفعل العديد من العروض، لكن القرار الأخير يعود إلى إدارة نادي السد".

وأضاف: "أنا أرغب في اللعب في مستوى أعلى، لكنني مركّز حالياً مع فريقي في الدوري، وبعدها سنرى ما سيحصل"، وتابع النجم الأسبق لنادي النجم الساحلي التونسي واتحاد الحراش الجزائري: "هذا الأمر لا يمثل أي مشكلة بالنسبة لي، إذا وصلني عرض جيد من فريق أوروبي سأغادر بعد موافقة السد طبعاً، وإذا كان العرض من فريقٍ عاديّ فإنني أفضل البقاء مع السد.. عموماً لا أدري كيف ستسير الأمور معي، إذا فرط فيّ نادي السد سأغادر، وإلا فإنني سأواصل مشواري معه".

وفي خضم تألقه اللافت وإمكانية انتقاله إلى أحد الأندية الأوروبية، تسبب بونجاح في جدل كبير بأحد البرامج الرياضية التلفزيونية الفرنسية الشهيرة، وهو برنامج "ليكيب دو سوار" الذي يبث على قناة "ليكيب" التلفزيونية، وحضر الحلقة التي بثت يوم السبت الماضي المدير الفني الفرنسي المخضرم غي رو، المدرب الأسطوري لنادي أوكسير الفرنسي.

وشهد النقاش اختلافاً في المواقف، من إمكانية انتقال بونجاح للدوري الفرنسي وكذلك مدى تأقلمه والنجاح فيه، وتحدث مقدم البرنامج عن العروض الكثيرة التي يملكها اللاعب العربي، من أندية نيس ونانت وأولمبيك مرسيليا الفرنسية، وبشكتاش التركي وكذلك ليدز يونايتد الإنكليزي.

وتساءل بعض ضيوف البرنامج عما إذا كان بونجاح يملك القدرة على فرض نفسه في المستوى العالي، مثلما يفعل حالياً في دوري نجوم قطر الذي قضى فيه عدة سنوات، بينما دافع آخرون عنه وأشادوا بقدراته، وطالبوا بعدم الحكم مسبقاً عليه، مشيرين إلى نجاح العديد من اللاعبين في فرض أنفسهم، رغم أن مسيرتهم الكروية كانت تبدو قد انتهت على غرار النجم الجزائري السابق جمال بلماضي، الذي يُدرب المنتخب الجزائري حالياً، وكذلك الفرنسي حاتم بن عرفة، ذي الأصول التونسية الذي يفرض نفسه حالياً في الدوري الفرنسي.

وبالمقابل، تساءل ضيوف البرنامج عن السبب الذي سيدفع بونجاح للانتقال لنادٍ أوروبي، مقابل نيله أجرة سنوية أقل من تلك التي ينالها مع نادي السد، والتي أكدوا بأنها تبلغ 1.5 مليون يورو سنوياً.


ويبدو تخلي إدارة السد عن نجمها الأول صعباً جداً، بالنظر لوزنه الثقيل داخل الفريق، وقد يقوم الفريق بإعارته فقط إلى غاية نهاية الموسم الحالي في حالة وصول عرض جيد، بينما ذكرت تقارير صحافية أوروبية بأن قيمة الشرط الجزائي لكسر عقد بونجاح تتجاوز مبلغ 15 مليون يورو.

دلالات
المساهمون