هوت مؤشرات البورصات الخليجية بشكل جماعي، اليوم الاثنين، لتواصل رحلة سقوط مدو نحو الهاوية، بفعل انهيار أسعار النفط الخام، واستمرار فيروس كورونا واسع الانتشار في وضع الأسواق في "الحجر الصحي" بعد قطع سبل السفر والتجارة.
وفشلت البورصة السعودية في كبح الانهيار، الذي يواصل إغراق الأسهم بلون الهبوط الأحمر منذ الأسبوع الماضي، ليغلق المؤشر الرئيسي، اليوم، على هبوط بنسبة 7.75 في المائة.
ولم ينج من الانهيار سوى سهم واحد، بينما هوت أسهم 193 شركة مدرجة في السوق، منها أرامكو، عملاق النفط السعودي، وصاحب ثاني أكبر وزن في السوق، ليواصل الهبوط دون مستوى الطرح الرئيسي، مغلقا عند مستوى 28.35 ريالاً، خاسرا 5.5 في المائة، بينما كان قد استهل التعاملات على هبوط بنسبة 10 في المائة لدى وصول سعره إلى 27 ريالاً.
ويذهب سعر أرامكو يوما تلو الأخر بعيدا عن سعر الطرح الرئيسي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الذي تحدد بنحو 32 ريالاً. وإذا انخفض سعر أرامكو أكثر، فقد يثني ذلك عن بيع المزيد من أسهم الشركة للمساعدة في تمويل صندوق الثروة السيادية.
وأصيب المستثمرون السعوديون، الذين سحبوا من مدخراتهم واقترضوا للمشاركة في طرح أرامكو، الذي وقف وراءه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بصدمة بعد الهبوط الحاد للسهم.
وشارك عدد قياسي من المستثمرين الأفراد بلغ 5.1 ملايين شخص، أغلبهم من السعوديين، في الطرح، الذي بلغ حجمه 29.4 مليار دولار وأغرتهم وعود بتوزيعات ضخمة وقروض ميسرة بشراء السهم. وكان معظم من اشترى الأسهم مستثمرون أفراد من السعودية ومؤسسات في الخليج، في حين امتنعت صناديق عالمية عن الاكتتاب في ظل مخاطر تتعلق باستقرار سوق النفط.
وقبل الطرح العام الأولي، انتشرت لوحات إعلانية على الطرق وفي مراكز التسوق، عما سيصبح أكبر طرح عام أولي حاملة عبارة "أسهم أرامكو قريبا على تداول". وتعهدت الحكومة بمنح المستثمرين سهما مجانيا مقابل كل عشرة أسهم يشترونها في حال الاحتفاظ بالسهم لمدة 180 يوماً.
وهوت القيمة السوقية لأرامكو، بنحو 330 مليار ريال (88 مليار دولار)، اليوم، ما يرفع قيمتها خسائرها خلال أخر جلستين إلى 248 مليار دولار، حيث كانت قيمتها قد تراجعت بنحو 160 مليار دولار، أمس الأحد.
وتجتمع تداعيات فيروس كورونا سريع الانتشار وانهيار أسعار النفط والاضطرابات السياسية لا سيما في السعودية، على البورصات، ليجد المستثمرون أنفسهم في موقف عجز بينما تتلاشى قيمة محافظهم المالية.
وهوت أسعار النفط بما يتجاوز 27 في المائة، اليوم، ليقترب خام برنت من 33 دولاراً للبرميل، ليسير نحو تسجيل أكبر انخفاض يومي في نحو 29 عاماً.
وفي الإمارات، هوى المؤشر الرئيسي لسوق دبي المالي بنسبة 8.29 في المائة، وتراجع المؤشر العام لبورصة أبوظبي 8 في المائة، كما انخفض المؤشر الرئيسي لبورصة الكويت بنسبة 4.24 في المائة، وتراجع مؤشر البحرين 5.8 في المائة، ومسقط 5.57 في المائة، وقطر 9.7 في المائة.
وفي وقت سابق من مارس/ آذار الجاري، حذر صندوق النقد الدولي من أنه يجب على دول الخليج، التي تعتمد بشدة على إيراداتها النفطية، القيام بإصلاحات أعمق، أو المخاطرة برؤية ثرواتها تتلاشى خلال 15 عاماً، مع تراجع الطلب العالمي على النفط وانخفاض الأسعار.