ولم يبث التلفزيون الحكومي، الذي تتحكم به الرئاسة، في نشرة الأخبار الرئيسة، مساء الأحد، إعلان جمال ولد عباس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ــ حزب الرئيس، عن ترشيح الحزب لبوتفليقة في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وقال مسؤول في هيئة تحرير التلفزيون لـ"العربي الجديد"، إن "هيئة التحرير تلقت تعليمات بعدم بث هذا التصريح السياسي"، دون أن يعطي تفاصيل أكثر.
وهذا ليس مؤشرا على رفض الرئاسة الجزائرية ومحيط الرئيس بوتفليقة للتسرع في التعامل مع ملف حساس كالترشح لولاية خامسة فقط، ورغبتهما، بحسب مسؤولين عملوا مع الرئيس بوتفليقة قبل عام 2016، تجنب الإعلان المبكر عن الترشح، ولكنه بحسب المصادر نفسها، محاولة من الرئاسة لحصر مسألة الترشح بالرئيس نفسه، واستبعاد أي تشويش أو ضغوط قد تمارسها أحزاب الموالاة بهذا الشأن. بحيث يرغب الرئيس بوتفليقة منذ أول ترشح له عام 1999 بأن يكون مرشح إجماع أكثر منه مرشح حزب سياسي، واختيار الظرف السياسي المناسب لإعلان الموقف من الترشح.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك يأتي بوقت تشهد الجزائر حالة من الجدل السياسي رافق التغييرات العميقة التي أحدثها الرئيس بوتفليقة في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية ورئاسة البرلمان، وكل ذلك أدى لمزيد من الغموض.
إلى حد بعيد يتقارب المشهد السياسي عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة مع ذلك الذي خيم على الجزائر في انتخابات الرئاسة لعام 2014، ففي الانتخابات الماضية ظل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يصنع حالة من الترقب بشأن ترشحه لولاية رابعة. وما زاد الغموض حينها تعرضه لوعكة صحية استدعت بقاءه في مستشفى باريسي لمدة 81 يوما حتى يوليو/ تموز 2013، وفي الوقت الذي كانت التوقعات تشير إلى إمكانية أن تدفع تطورات الوضع الصحي الرئيس بوتفليقة إلى إعفاء نفسه من الترشح، اختار الأخير آخر يوم للآجال القانونية للترشح، لإعلان ترشحه وإيداع ملفه لدى المحكمة الدستورية.
وعلى بعد أربعة أشهر من موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في بداية شهر مارس/آذار المقبل، على أن تجري الانتخابات في شهر إبريل المقبل، فإن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لم يعلن حتى الآن عن قرار رسمي بالترشح لولاية رئاسية خامسة.
كما لم تطلق الرئاسة الجزائرية أي مؤشر في هذا الاتجاه، وفيما لا يجزم أي من المراقبين السياسيين بإمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمه، فإن التصريحات المترددة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، تعكس بوضوح غموض الموقف الرئاسي بهذا الشأن.
ففيما جدد ولد عباس، الأحد الماضي، ترشيح الحزب لبوتفليقة لولاية خامسة، عاد ليؤكد في تصريح لاحق، أن "رئيس الجمهورية بوتفليقة لم يرد لحد الساعة على مطالبتنا له بالترشح للانتخابات الرئاسية 2019"، وقال إن الحزب "أرسل لائحة لدعوته للترشح، وتمت مراسلة رئيس الجمهورية باسم 700 ألف مناضل من أجل الاستمرار في تنمية البلاد، ونحن بانتظار قرار الرئيس".