اعترف رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، بفشل حكومته في محاربة الفساد في بعض القطاعات، في مقدمتها القطاع الإداري، فضلاً عن الفشل في احتواء بطالة الشباب، مؤكّداً أن "الحكومة المغربية ليست قوية في كل شيء".
في المقابل، انتقد رئيس الحكومة، اليوم الثلاثاء، ضمن الجلسة الشهرية في مجلس النواب لمناقشة موضوع تصنيف المغرب في التقارير الدولية؛ "توجُّه المعارضة لتقليل أهمية كل ما حققته الحكومة الحالية من منجزات"، معتبراً أن "هناك في المغرب ثقافة تنكر كل شيء إيجابي".
وأكّد بنكيران، أنّ "المغرب بلاد محسودة، بدلالة شهادة الملك محمد السادس الذي قالها في خطاب سابق"، مشيراً إلى أنّه "لا يمكن أن تكون المملكة محسودة من دون سبب، باعتبار أن حسد الدول الأخرى للمغرب يُعزى إلى منسوب الحرية والحياة الديمقراطية في البلاد".
وخاطب رئيس الحكومة المغربية أحزاب المعارضة قائلاً إنّه "من العيب تقزيم كل ما قامت به الحكومة منذ مجيئها في يناير/كانون الثاني 2012"، مردفاً أنّه "لا يمكن إنكار ما تحقق بدليل إقرار أكثر من 700 وسيلة إعلامية بأنّ المغرب يحظى بسمعة عالية في إفريقيا والشرق الأوسط".
وفي هذا الصدد، أشار بنكيران إلى أنّه "في قطاع الصحة مثلاً الذي انتقدته المعارضة، خفضت الحكومة أثمان العشرات من الأدوية لفائدة المرضى، كما يتم التدخل عبر طائرات مروحية لإنقاذ مرضى أو نساء حوامل في المناطق الجبلية والوعرة"، على حد قوله.
وزاد رئيس السلطة التنفيذية بالقول، أمام نواب البرلمان، إن "المشكلة تتمثل في فشل الحكومة في التسويق لمنجزاتها وما حققته من مكتسبات للمغاربة"، مضيفاً أن "آثار التدابير الحكومية إيجابية على المواطنين، غير أنها ربما لم تصل بالشكل المطلوب" وفق تعبيره.
واسترسل بنكيران، أن "الإصلاحات أحياناً تكون مثل الدواء، وليس بالضرورة أن المصلحة يصفق لها الناس في الحال"، مشيراً في هذا السياق إلى أن "الدواء على سبيل المثال يبدو مُرّاً طعمه بالنسبة للمريض، لكنّ نتائجه الطيبة تظهر على المدى البعيد".
وكانت أحزاب المعارضة وجهت سهام النقد اللاذعة للحكومة، معتبرة أنها "عجزت عن محاربة الفساد الذي طالما بشرت به في برنامجها الذي قدمته أمام البرلمان عند تنصيبها"، مشيرة إلى أن "الحكومة لم تقم سوى بسن قرارات تهم ملفات اجتماعية اشتغلت عليها حكومات سابقة".