أنهت القوات العراقية المشتركة، صباح الأربعاء، السيطرة على آخر المناطق المتنازع عليها التي تسيطر عليها قوات البشمركة الكردية، لتطوي بغداد الصفحة الأولى من العملية العسكرية التي أطلقت عليها "عمليات فرض الأمن"، واستهدفت المناطق التي استولت عليها القوات الكردية عقب اجتياح "داعش" الإرهابي للعراق.
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات مشتركة سيطرت على سد الموصل والمناطق المحيطة بها، بعد اشتباكات مع فصيل صغير من البشمركة رفض أوامر قادته بالانسحاب وأطلق النار على قوات الجيش و"الحشد الشعبي"".
وأسفر الحادث، وفقا للمصادر ذاتها، عن مصرع 8 من أفراد "الحشد"، من بينهم مساعد مدير استخبارات المليشيا، المدعو أحمد العبيدي، الذي يعد من أبرز قيادات "الحشد" الميدانية.
وبفرض القوات العراقية سيطرتها على المناطق المتنازع عليها، تكون بغداد قد وضعت يدها على 28 وحدة إدارية ما بين قضاء وناحية، من أبرزها كركوك والدبس وخانقين وجلولاء وسنجار ومخمور وبعشيقة والعوينات وربيعة وطوزخورماتو والملتقى وبرطلة وتل سقف وتل كيف وسد الموصل وشيخان وزمار ومكحول، ومناطق أخرى.
وقال العقيد سعد عبد الستار الخاكاني، من قيادة عمليات شرق دجلة في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن 42 ألف جندي وعنصر أمن محلي يمسكون ملف الأمن في تلك المناطق، مبينا أن القوات العراقية التابعة للجيش ستنسحب على أطرافها، للسماح بعودة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق، وترك الملف بيد الشرطة المحلية، مؤكدا أن "بعض المناطق شهدت نزوحا لعائلات، وأخرى بقيت على حالها، وعمليات العنف تكاد لا تذكر"، وفقا لقوله.
ويبلغ مجموع مساحة المناطق المتنازع عليها التي استردتها بغداد من أربيل نحو 11 ألف كم مربع على امتداد محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى شمال وشرق بغداد، تشكل أشبه ما يكون بقوس داخل الخارطة العراقية، استحدث بهذا الشكل عقب عام 2014 واجتياح "داعش" للعراق، واحتلاله مناطق شمال وغرب البلاد، قبل تمكن البشمركة من السيطرة عليها بدعم أميركي، وإطلاق عبارة "حدود الدم" على تلك المناطق ضمن مصطلح جديد يشير إلى حدود إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم شبه مستقل عن العراق منذ عام 2003.
وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة العراقية ستنشر قواتها بشكل مستمر في تلك المناطق وتمارس صلاحياتها فيها كما كانت"، مبينا أن "البشمركة عادت إلى ما يعرف بالخط الأخضر أو خط 36، وهي حدود الإقليم المقرة بالدستور".
في غضون ذلك، قالت وزارة البشمركة إنها ستعيد تنظيم نشر قواتها المنسحبة من المناطق المتنازع عليها على خطوط تماس تم التفاهم مع بغداد عليها، مؤكدة، في بيان لها، أن ترسيم خط التماس الجديد سيكون وفقا لاتفاقية سابقة موقعة عام 2016 فيما يتعلق بمناطق سهل نينوى شمال العراق، قبيل انطلاق معركة الموصل.