بعد إيريك زمّور... نحتاج لقانون ضد الإسلاموفوبيا

22 ديسمبر 2014
إيريك زمّور (تويتر)
+ الخط -
حالة الصحافي الفرنسي، الجزائري الأصل، والإسلاموفوبي إيريك زمّور ليست معزولة في الوسط الإعلامي والسياسي الفرنسي. فالحقيقة أنّ ثمة كوكبة أصوات تتصاعد في صحف اليمين واليمين المتطرف، من "لوفيغارو" و"فالور أكتويال" إلى صحيفة "مينوت"، لا تتوقف، عن وصم المسلمين والمهاجرين بالتطرف وصفات عنصرية عديدة، وتتمنى اختفاءهم، وأخيراً الرغبة في رؤيتهم يُشحَنون في طائرات وسفن إلى "بلادهم".

ولكن "الاستثناء" في تجربة إيريك زمّور، هو كونه، إضافةً إلى عمله في صحيفة "لوفيغارو" ومجلتها الأسبوعية، يعمل في إذاعات وقنوات تلفزيونيّة رسميّة (يمولها دافعو الضرائب، ومن بينهم عربٌ ومسلمون) وغير رسمية. ومن هنا خطورة عمله، إذ يستطيع، بسهولة أن يوصل صوته الحاقد، والتعبير لمسؤولين ووزراء، إلى أغلبية الفرنسيين.

من حسن حظ فرنسا المتعددة أن أصواتاً، من بينها وزير الداخلية ونوابٌ يساريون، ارتفعت لتدين تصريحاته الأخيرة لصحيفة إيطالية عن "فوضى" و"حرب أهلية" قادمة بين "مسلمي فرنسا" و"فرنسييها الحقيقيين". ولكن الغريب أن إيريك زمّور يردد كل هذه المغالطات، منذ فترة طويلة، ولم يقلقه أحدٌ، لا القانون ولا المنابر التي يبث فيها سمومه. بل إن كتابه "الانتحار الفرنسي"، الذي يُقبل عليه أصحاب الحنين إلى الزمن الكولونيالي الغابر، يتضمن فظاعات ومغالطات رهيبة، لم تسائله العدالة الفرنسية عنها وحولها. ألَيْس وصم الإسلام كله بالتطرف الديني، إهانة للمسلمين، وللعيش المشترك؟ ألَيْس وصف القرآن الكريم بكتاب الحرب، تَجَنّياً على المسلمين؟

في غمرة ردود الفعل الغاضبة على تصريحات زمّور العنصرية والإسلاموفوبية، قررت قناة "إي تيلي" التابعة لكنال بلوس، وضع حد للتعامل معه. كما عبّر غالبية صحافيي راديو "آر تي إيل" عن إدانتهم لتصريحاته، في حين أن إدارة الراديو عبّرت عن تبرّئها مما نُسب للصحافي.

وأخيراً، فليس من المبالغة القول إن تكريس الدولة الفرنسية لكل طاقاتها، من التصريحات المتكررة لساستها ومن ترسانة القوانين الزجرية، لمحاربة داء معاداة السامية، والتراخي أمام تنامي الإسلاموفوبيا، سهّل من انتشار هذا النوع البغيض من العنصرية، وجَعل العرب والمسلمين والمهاجرين فريسة سهلة لكل هؤلاء العنصريين الحاقدين.
المساهمون