قال فرهاد برورش، رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير)، إن الناقلة الوطنية تناقش صفقة تاريخية لشراء طائرات من "بوينغ" الأميركية قد تماثل طلبية شراء ما يزيد عن 100 طائرة من إيرباص الأوروبية.
لكن المسؤول الإيراني، أوضح أن عقبات تعترض الصفقتين، مطالباً بإزالة هذه العقبات بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده مع القوى الغربية الكبرى.
وتجري "إيران إير" أيضاً محادثات مع "بوينغ" بخصوص تقديم دعم لأسطولها المتقادم.
وقال برورش إن "الاجتماعات والمفاوضات مستمرة. نأمل في أن نتوصل في المستقبل إلى تفاهم في ما بيننا.
وأضاف: "يجب مناقشة أعداد الطائرات في المستقبل.. لكن الخطوة الأولى تتمثل في وجود تفاهم مشترك".
وكانت إيران اتفقت في يناير/كانون الثاني على شراء 118 طائرة من "إيرباص" بقيمة إجمالية تناهز 27 مليار دولار بالأسعار المعلنة. والصفقة مشروطة باستصدار تراخيص تصدير من الولايات المتحدة نظراً للمكونات الأميركية في تلك الطائرات.
وبخصوص ما إذا كانت "إيران إير" تتطلع لصفقة أكبر حجماً مع "بوينغ"، قال برورش: "لا.. ليست أكبر من صفقة "إيرباص".. ربما تكون قريبة منها، لكن ذلك يعتمد، أيضاً، على الموقف. وعلى أي حال، تحتاج إيران إلى 300 طائرة على الأقل في السنوات العشر القادمة".
وأشار إلى أن مثل هذه الصفقات تتوقف، أيضاً، "بالطبع على حكومتنا، لأننا شركة مملوكة للدولة".
وبعد عقود من فتور العلاقات، زار مسؤولون من "بوينغ" طهران لعرض بضاعتهم على "إيران إير" وبعض الناقلات الأخرى بموجب رخصة تسويق منحتها الحكومة الأميركية في فبراير/شباط الماضي.
ولإتمام الصفقة تحتاج "بوينغ" إلى ترخيص آخر لإبرام اتفاق، ثم إلى مزيد من تراخيص التصدير كتلك التي تحتاجها "إيرباص" لاستخدام تكنولوجيا أميركية.
وتتوقع بعض المصادر في قطاع الطيران إبرام صفقة مبدئية لما لا يقل عن 100 طائرة "بوينغ" في وقت قريب.
وقال فاخر داغستاني، المتحدث باسم "بوينغ" الشرق الأوسط: "نتابع عملية التراخيص التي فرضتها الحكومة الأميركية".
كما أكد برورش أن هناك "مسائل كثيرة" تحتاج إلى توضيح في المحادثات بين "إيرباص" وواشنطن حول تراخيص تصدير طائرات أوروبية بموجب الاتفاق النووي، الذي جرى التوصل إليه، العام الماضي، والمعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة".
وتابع: "يحدونا الكثير من الأمل والتفاؤل باستصدار التراخيص في المستقبل القريب. بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة، ينبغي ألا توجد أي مشاكل كبيرة أو أعذار، وعليهم أن يوضحوا أي استفسارات".
وردا على سؤال حول وضع المباحثات مع وزارة الخزانة الأميركية، قال جاستن دوبون المتحدث باسم "إيرباص": "نحرز تقدماً".
وحتى مع وجود هذه التراخيص، تواجه "إيران إير" ما تعتبرها مصادر في قطاع الطيران عقبات صعبة في تمويل أي صفقات.
وتجري شركة الطيران مباحثات مع بنوك وشركات تأجير قد تتدخل لتمويل صفقة "إيرباص" بالكامل أو جزء منها، إذ ينبغي أن تتجنب الصفقة النظام المالي الأميركي في ظل بقاء بعض العقوبات.
وفي هذا السياق، قال برورش "صفقتنا مع "إيرباص" باليورو. الممولون الذين نتباحث معهم يعكفون على إيجاد حل لدفع مستحقات "إيرباص" باليورو، ثم ندفع بعد ذلك للممولين. نعمل على ذلك".
وأضاف أن بعض البنوك مستعدة للمشاركة، لكنها تفتقر للقدرة الكافية على تمويل الصفقة بالكامل.
وتقول مصادر مالية إن بعض شركات التأجير في الشرق الأوسط والصين مستعدة على ما يبدو لتسهيل مبيعات الطائرات إلى إيران. لكن مثل هذه الصفقات ما زالت بحاجة إلى دعم من البنوك التي ينتاب كثير منها القلق بشأن مصير الأصول إذا أعيد فرض العقوبات.
وتمتلك إيران أسطولاً يضم 250 طائرة من بينها 90 طائرة خارج الخدمة بسبب الوضع الاقتصادي ونقص قطع الغيار، ويحتاج 80% من إجمالي الطائرات إلى التجديد في السنوات العشر القادمة، بحسب برورش.