بشائر السيسي

07 يونيو 2014
+ الخط -
غناها محمد الجسمي بصوته الشجي، لتشجيع المصريين على انتخاب عبد الفتاح السيسي. أكملها أكرم حسني بطريقة ساخرة، أتساءل ما هي بشرى الخير التي جاءت مع تولي السيسي، رسمياً، رئاسة الجمهورية.
البشرى الأولى 12 مليار جنيه، ما يعادل نحو ملياري دولار، هو مقدار الخسائر التي منيت بها البورصة المصرية الخميس الأخير من شهر مايو/أيار الماضي، متزامنة مع إعلان حصول المرشح السابق، والرئيس الحالي، على 90% من أصوات الناخبين.
البشرى الثانية 1.2 بليون جنيه، ما يعادل 168 مليون دولار، هي تكلفة الانتخابات المصرية، حسب وزارة المالية المصرية، وهي الانتخابات التي أسفرت عن تنصيب والي مصر الجديد، عبد الفتاح السيسي، بنسبة 96%، ولا أعرف دواعي إنفاق هذه الملايين، إذا كانت النتائج محسومة مسبقاً.
البشرى الثالثة 25 مليون جنيه، المبلغ الإجمالي الذي أنفقه الرئيس الحالي في دعايته الانتخابية، وفق "هيومان رايتس مونيتور". ملايين من الجنيهات تصرف ببذخ من الخزانة المصرية، المعدمة أصلاً، لحفل تنصيب الزعيم. كل هذه المبالغ التي أنفقت من دماء المصريين الغلابى، في وقت طالبهم فيه الزعيم الجديد بالتقشف من أجل مصر. ولكن، يبدو أنه نسي أن يتقشف. 
البشرى الرابعة "أنضم إليكم في الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان"، المقولة جاءت على لسان المرشح السابق، في لقاء جمعه بمثقفين مصريين. لم تجف الأقلام التي كتبت هذه التصريحات، والمطابع التي طبعت الجرائد التي حملت هذه الكلمات.
قانون التظاهر الذي حمل توقيع الرئيس المؤقت السابق، عدلي منصور، يقف وراءه الإمبراطور الحاكم لمصر، وبمقتضاه حظر على المصريين الخروج في مظاهرات من دون إذن. وكان من أولى بشائره القبض على عديدين من شباب ثورة يناير، ومنهم من أيد "انقلاب" يونيو، وفي مقدمتهم "ماهينور المصري". وكذلك الضغط على قناة "إم بي سي"، بل وتهديد باسم يوسف بتعريض حياته ومن حوله للخطر، في حال استمراره في تقديم برنامج البرنامج.
البشرى الخامسة، دعونا نعود بالذاكرة، قليلاً، إلى الوراء، في أغسطس/آب 2013، عندما اقتحمت قوات من الشرطة والجيش مخيمات المعتصمين في ميدان رابعة العدوية والنهضة ثم مصطفى محمود، وأسفرت هذه المجازر عن سقوط 578 قتيلاً و4201 مصاب، طبقاً لتقديرات وزارة الصحة المصرية.
البشرى السادسة، والأخيرة، زيارة المشير، وقتما كان لا يزال وزيراً للدفاع، روسيا، والتي شغلت الرأي العام المصري كثيراً، وألهب الإعلام المصري خيال المواطنين بالتصريحات الرنانة حول نجاح الرجل فى الحصول على صفقة سلاح روسية، تمكن الجيش المصري من اجتياح إسرائيل والجزائر في أيام معدودة. لكن، ثبت أن حبيبنا السيسي لم يحضر أي شيء من روسيا، باستثناء معطف. ألم يكن أفضل أن يشتريه وزير الخارجية، الذي كان حاضراً في أثناء الجولة المسكوبية، ليتم توفير ثمن تذكرة رئيسنا الحالي، خصوصاً أنه يدعو إلى التقشف. 
يطالبنا مشيرنا الحبيب، نحن المقيمين في الخارج، بإرسال أموال إلى مصر. هل طرح سيادته هذه الفكرة العبقرية على قادة الجيش، ليصار إلى حسم جزء من مرتباتهم لصالح مصر؟ فميزانية الجيش 30.7 مليار جنيه، بالإضافة إلى مبلغ 1.1 مليار دولار من الولايات المتحدة الأميركية. 
مرتبات قادة الجيش المصري تعد سراً، بالإضافة إلى امتيازات لا حصر لها. بينما يعاني كثيرون من مصريي الخارج صعوبة الحياة وغلاءها. هل فكر والينا المبجّل في أن يقتطع جزءاً من مرتبه، ليساهم به في نهضة مصر؟ أم اكتفى بأوامره للمصريين بأن يتقشفوا، وأن يقللوا من طعامهم، وألا يستخدموا السيارات، ويكتفوا بالسير إلى أعمالهم، لتنهض مصر.
هذه بعض من بشائر خير جاءنا بها حاكمنا الجديد، ويعلم الله وحده ماذا ينتظرنا، نحن المصريين، من نعم ومنح وبشائر أخرى، يُعدّها لنا الجيش ومجلسه العسكري.      

 

avata
avata
حسام العايدي (مصر)
حسام العايدي (مصر)