بسم الله خان

06 أكتوبر 2015
الغربة أفضل من قرية بات سكانها بلا عمل(العربي الجديد)
+ الخط -
"عندما تتحسّن الأحوال في بلادي، لن أبقى لحظة واحدة في باكستان. هناك، لديّ منزل وحديقة وأراض واسعة، أما هنا فأعيش في بيت إيجار صغير لا كهرباء فيه". هذا ما يؤكده اللاجئ الأفغاني بسم الله خان، الذي يعيش في إحدى قرى مدينة راولبندي في إقليم بنجاب (شمال شرق باكستان). ويشكو من الأحوال المتردية في بلاده، لذا يفضّل البقاء في باكستان، آملاً أن يتغيّر الوضع.

قبل ستة أشهر، قصد خان (45 عاماً) أفغانستان للاطلاع على الأوضاع في قريته في مديرية باغرامي الواقعة في إحدى ضواحي العاصمة الأفغانية كابول. هو كان ينوي العودة إلى الديار ليستقرّ في بيت ورثه عن أجداده، بعدما بدأت السلطات الباكستانية تضغط على اللاجئين، وقررت ترحيلهم نهائياً. لكن الوضع خيّب أمله. يخبر: "لمّا ذهبت إلى القرية، كنت أظنّ أن الوضع قد تحسّن، لكنني لاحظت أن الغربة أفضل ألف مرة من العيش في قرية بات أكثر سكانها بلا عمل، وتحت وطأة الخوف والذعر". يضيف أن "اللصوص وقطاع الطرق يسيطرون على أكثرية الطرقات المؤدية إلى قريته، فيصعب لأهلها التنقل بعد صلاة المغرب، حتى عند الطوارئ".

قبل ثلاثين عاماً، ترك مع والديه وأفراد أسرته الآخرين أفغانستان بعد الغزو السوفييتي، ليلجأ إلى باكستان. عاشت الأسرة الفقيرة في عدد من المخيمات الباكستانية، قبل أن تستقر بها الحال في مخيم أزاخيل. وقبل عقدين من الزمن توفي والده غولان خان ودُفن في بلاد الغربة على عكس عادة البشتون الذين ينقلون جثامين أهلهم إلى قراهم. الأوضاع الأمنية والمعيشية صعبة، لذا لم يتمكنوا من نقل جثمان والدهم إلى القرية. بعد خمس سنوات توفيت الوالدة بمرض السل، ودفنت إلى جانب شريك حياتها.

بعد وفاة الأبوَين، افترق الإخوة الأربعة ومضى كل واحد منهم في سبيله وأنشأ عائلته الخاصة. من جهته، قصد بسم الله خان مع أسرته المؤلفة من 15 فرداً إذ له ستّ بنات وستة أبناء، مدينة راولبندي ليعيش هناك في أحد مخيمات اللاجئين. وبعد قضاء السلطات الباكستانية على ذاك المخيم، سكن في منزل صغير في حي دوهك هسو في مدينة راولبندي القريبة من العاصمة الباكستانية إسلام أباد، مثل عدد كبير من أبناء قريته.

خان الذي يعمل مع اثنين من أبنائه في فندق صغير يرتاده سائقو السيارات والمارة في الغالب، يأمل في أن يرسل أولاده إلى المدرسة كما يفعل جيرانه، لكن الحال المعيشية الهشة تحول دون ذلك. لذا يكتفي بإرسال ثلاثة من أبنائه (الأصغر سناً) إلى مسجد قريب ليحفظوا القرآن ويتعلّموا المسائل الدينية.

إقرأ أيضاً: عبد الواحد يرفض العودة إلى أفغانستان
المساهمون