بسام فتّوح: وجوهنا تحتاج أن ترى بيروت القديمة

18 ديسمبر 2014
نجوى كرم تتزين بماكياج بسام فتّوح (العربي الجديد)
+ الخط -
بعد أكثر من عشرين عاماً في عالم التجميل وإنتاج مستحضرات باسمه، تحضّر خبير التجميل اللبناني، بسام فتّوح، إلى حدث كبير حمل إضافة إلى خبرته ثلاثة أنواع من أقلام الماكياج تعود بنا إلى أزمنة الستينيات والسبعينيات.

حكايات فتوح، حنين ابن مدينة بيروت إلى الزمن الجميل، رسمتها ريما سلام، المنتجة الفنية العالمية التي تعيش في العاصمة البريطانية لندن، وعملت مع أكبر نجوم العالم ودور الأزياء العالمية، فحاولت تنفيذ فكرة فتوح في حفل جمع حكايات الزمن الجميل، لمدينة عرفت التألق والنجاح قبل فترة الحرب، إضافة إلى رؤى جديدة بقيت حتى يومنا هذا، أشياء تحمل في داخلنا الحنين إلى الزمن الجميل.

وزير الثقافة اللبناني، روني عريجي، الذي شارك في حفل الاطلاق، أكّد أنّ مشاركته تركزت على كون فتّوح وضع صوراً من بيروت القديمة على ثلاثة أقلام خاصة بالتجميل تحاكي تلك الحقبة، فأتى حضوره ليشكر فتوح على مبادرته التي يجب أن تُسمّى تراثية.

ريما سلام، مصمّمة الحملة، التي تركزت على حنين الشرق، وأخذت العاصمة اللبنانية قاعدة للانطلاق، قالت، في حديث لـ"العربي الجديد": "بيروت هي البحر والجبل اللذان لا يفترقان. أردتُ من خلال شهرة بسام فتوح أن أعيد حلم طفولة يراودنا جميعاً ولو فرّقتنا الغربة، حملنا إلى ذلك كل موجودات الزمن الجميل من مأكولات ومشروبات ووضعناها في قالبها القديم، فاختصرنا ما كان يباع على كورنيش البحر من "فستق" و"غزل البنات" و"كعك عصرية"، فضلاً عن حلوى غندور، "الطربوش"، والبونجيس وغيرها، وقدّمناها في قالب كي لا ننسى قديمنا".

وأضافت: "تلك المحاولة أو الفكرة التي تلقّفها بسام فتّوح وشاركت في إعدادها، صنعت جديداً من مجموعة مستحضرات التجميل التي تحمل اسمه ثلاثة أقلام تمثّل في ألوانها الزرقاء والحمراء بيروت البحر والجبل، أحمر الشفاه الفاقع، والكحل الشرقي العربي الأصيل الذي تحمله كل النساء أو تفضّلنه، إضافة إلى قلم خاص ببعض النتوءات التي تمسح بقليل من الحبوب على الوجه، كلّها وضعت في قالب استثنائي كي تعرّف الناس عليها".

أمّا بسام فتّوح، الذي أطلق في عام 2010 أوّل مجموعة له من مستحضرات التجميل، فصرّح في حديثه لـ"العربي الجديد": "من المهم جدّاً الالتفاف حول مدينتي الأم التي ولدت وعشت فيها". وأكّد فتّوح أنّ هذه المدينة أعطته الكثير، "لم أصل إلى بلد من بلدان العالم التي زرتها إلاّ وسُئِلت عن بيروت وحالها وأحوالها". وجد فتّوح أنّ اسم بيروت التاريخي يسكن في حنين وخفايا الذاكرة العربية والعالمية، لذلك قرّر أن يقوم بهذه المبادرة التي تبعده هذه المرة عن شهرته، عن طريق الفنانات اللواتي زيّنهنّ في وقت سابق. فسابق الزمن للخروج بنتيجة حملت ثلاثة ألوان من أهم الألوان التي تعود إلى الزمن الجميل، وهذا كان عنوان الجملة التي يجب أن يتعلمها الجيل الجديد الذي تربّى على وسائل الاتصال الحديث من هواتف و"آي باد". وبالتالي، هم محرومون من التعرف على مدينة حملت كل هذا التاريخ الجميل على الرغم من كل ما مرّت به، وعلى الرغم من سنوات الحرب الطويلة التي عاشتها. وتابع فتّوح: "قررت اليوم الابتعاد عن الحروب والواقع اليومي الذي نعيشه عبر مجموعة جديدة حملت اسم "نوستالجي دوريون" (حنين إلى الشرق).

وحول الحضور السياسي في الحفل، قال بسام: "نظراً لأهمية الموضوع، لبّى وزيرا السياحة، ميشال فرعون، والثقافة، روني عريجي، الدعوة. وقد همس لي فرعون، أنّ الحدث مشجع جدّاً للسياحة، وخصوصاً أنّه يحمل معالم بيروت القديمة كصور على المنتجات الجديدة".

وعن غياب مشاركة نجوم الغناء الذين تعاون معهم بسام فتوح في مسيرته الطويلة، عن هذا الحفل، قال: "في الحقيقة، لم أدع الفنانات تحديداً، بل عمّم مكتبي على الجميع أنّ هناك حفلاً لإطلاق مجموعة جديدة. لم أرتبط، يوماً، بفنانة على الصعيد الشخصي، بل كان تعاوننا الدائم من أجل العمل فقط". وتابع: "لا أنكر الصداقة التي جمعتني بفنانات عدة، وما زالت، لا بل وأصرّ عليها، لكن لم يعد هدفي الفنانات بالدرجة الأولى. هناك شكل جديد يجب أن يظهر وأن لا يبتعد عن الضوء الذي تمثله النجمة في علاقتها مع خبير التجميل. أعني أنّ لخبير التجميل، أيضاً، آراءً وأفكاراً يجب أن ينفّذها أو يخرجها كما هذا الحدث بعيداً عن الضوء الذي تزيد النجمة على أعماله وألوانه".

وعن الثورة التجميلية التي تغزو العالم وتحديداً العالم العربي، قال بسام: "عندما اخترت فكرة هذا الحدث، كنت على ثقة تامة بأنّ تلك الحقبة من تاريخ العالم العربي كانت طبيعية مئة بالمئة، ولم تصبح كارثية كما هو حالنا اليوم. نحن من خلال الحقبات التي زينتها أو اخترتها، لم أجد فيها تشويه التجميل الذي يحصل، اليوم، في عالمنا العربي. ومع النساء، على العكس تماماً، كانت الطبيعية والبساطة تسيطران على العالم العربي، لذلك أسمّيها بالفترة الماسية في كل شيء، وحتى الوجوه السياسية النسائية كان لها أثرها في المجتمع العربي والعالمي نظراً لبساطتها وإتقانها القيمة والمستوى الذي يجب أن تكون عليه".

وأشار إلى أنّ القيمة لا تترتب على الرتبة السياسية أو النفوذ أو السلطة التي تحكمها، بل على العكس تماماً، كانت المرأة في السياسة أو الجمال تشكل هالة نفتقدها اليوم. وعاد فتّوح بالذاكرة قائلاً: "أذكر مثلاً جورجينا رزق التي كانت وبقيت أجمل جميلات العرب، وما زالت هالتها، حتى اليوم، تجعلها وهي في الستينيات من عمرها من أجمل جميلات العرب، لكن البعض لا يريد لهذه الحقبة أن تبقى، على العكس، يحاول تقليدها عبر التشوهات التي يطلقها من خلال استغلاله وسائل الدعاية والإعلان".

وأنهى بسام حديثه: "نعم، نحن نعاني. ورسالة بيروت القديمة وزمن الحنين اليوم، رسالة إلى كل طبيب تجميل أو مزين أو خبير تجميل للعودة إلى الطبيعية والبساطة والسهولة في إبراز جمال وشكل المرأة، فضلاً عن أنّ هذا هو تاريخنا الجميل وعلينا دائماً التذكير به".
دلالات
المساهمون