بريجيت ماكرون

10 مايو 2017
"فضيحة أخلاقيّة"... (مصطفى يالتشين/ الأناضول)
+ الخط -

... وأصبح للجمهوريّة الفرنسيّة رئيس جديد. مبروك! بدلاً من التهنئة، قد يصحّ هنا قول الحمد لله على السلامة، إذ مرّ "القطوع" على خير. منافسته مارين لوبان خسرت في وجهه. هل يُعَدّ الأمر بالفعل، هزيمة للتطرّف؟ سؤال من بين أسئلة أخرى كثيرة سوف يجتهد في الإجابة عنها محلّلون سياسيّون وآخرون تختلف صفاتهم، خلال الساعات والأيام المقبلة. في الواقع، بدأ الاجتهاد مذ أُعلِنت النتائج مساء الأحد الماضي.

الخبراء ليسوا وحدهم المشغولين في التحليل والاجتهاد. يبدو أنّ الجميع بات معنياً بالحدث الأبرز على الساحتَين السياسيّتَين، الأوروبيّة والدوليّة. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأسطر لا تأتي في هذا السياق. هي لا تدّعي التعليق على نتائج الانتخابات التي أوصلت الرئيس الأصغر سنّاً في تاريخ الجمهوريّة الفرنسيّة إلى قصر الإيليزيه، وإن كان ما يجري في فرنسا يستدعي بعض اهتمام. لا يمكن لأيّ كان تجاهُل موقع باريس الدوليّ ولا دورها التاريخيّ في منطقتنا أو خارجها.

***

بريجيت ماكرون. اسم للتداول في السنوات الخمس المقبلة، وربّما في السنوات الخمس التالية كذلك. بريجيت المولودة ترونيو، تضطّلع بمهامها كسيّدة فرنسا الأولى ابتداءً من الرابع عشر من مايو/ أيّار الجاري، تاريخ تسلّم وتسليم الرئاسة الفرنسيّة بين زوجها إيمانيول ماكرون وبين الرئيس الفرنسيّ المنتهية ولايته فرانسوا هولاند. في الواقع، اسمها متداوَل منذ أشهر، وبطريقة يمكن وصفها بالعدائيّة.

اسمها متداوَل ليس لأنّها متورّطة في صفقة من شأنها أن تزعزع موقع زوجها الرئيس العتيد، أو ما إلى ذلك. اسمها متداوَل في الصحافة الفرنسيّة كما الأجنبيّة - العربيّة من ضمنها - لسبب "أكثر خطورة". ثمّة "فضيحة" هنا، وتأتي مكشوفة.. "على عينك يا تاجر". الأمر لم يعد سرّاً. في الأساس، لم يكن كذلك. ويصرّ الإعلام على تسليط الضوء على تلك "الفضيحة الشنعاء". بريجيت تكبر إيمانويل - مع حفظ الألقاب - بنحو خمسة وعشرين عاماً. تلك "فضيحة أخلاقيّة" تُحمَّل بريجيت مسؤوليّتها. لا شكّ في أنّها استدرجت الفتى عندما كان تلميذاً لها. كان قاصراً، فاستغلّت "براءته". ويذهب بعض المحللين إلى الاجتهاد، فيُقال إنّ إيمانويل المراهق لم يكن قد تحرّر من عقدة أوديب، بالتالي وقع في شباك تلك المرأة التي أصبحت اليوم عجوزاً فيما هو يتمتّع بشباب يُحسَد عليه.

تتوالى عناوين الأخبار التي تعرّف عنه كأصغر رئيس للجمهوريّة الفرنسيّة. وتتوالى الأخبار مُرفقة بصور تظهره إلى جانب سيّدة أولى حفرت التجاعيد وجهها. يبدو أنّ الرئيس والسيّدة الأولى في مواجهة مع تطرّف من نوع آخر.


المساهمون