نظم مئات الإيرانيين من الأتراك الأذريين وقفات احتجاجية في كل من تبريز، أردبيل، أرومية، زنجان وقزوين احتجاجًا على ما بثته قناة الأطفال الثانية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية خلال برنامج "فيتيله" يوم الجمعة الفائت، مرددين في شعاراتهم أن العبارات التي كررها مقدمو البرنامج كفكاهة، تهين الأذريين الأتراك ولهجتهم كما تسخر من عاداتهم.
وجاب هؤلاء المحتجون الشوارع كما اعتصموا في بعض ساحات هذه المدن التي يتمركزون فيها، ونظموا احتجاجات في الجامعات، حاملين لافتات تطالب بمحاسبة القائمين على هذا البرنامج، ومعتبرين أن الكلام الذي قيل ما هو إلا عنصرية ضدهم.
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية صباح اليوم الثلاثاء عن قائد الشرطة الإيرانية العميد حسين أشتري قوله بأن قوات من الشرطة تواجدت في أماكن الاحتجاجات لأداء وظيفتها، إلا أنه أكد أن المحتجين لم يثيروا الشغب وتركوا أماكن التجمع بعد الساعة التي حددت لوقفاتهم الاحتجاجية، ما يعني أنه لم يقع أي مناوشات بين الشرطة والمحتجين.
لكن أشتري أضاف أن البعض يريدون استغلال ما يجري، عبر زيادة وتيرة الاحتجاجات لتحقيق أهداف أخرى حسب تعبيره، قائلا إن هؤلاء تم التعامل معهم، واصفا الوضع في المدن التي شهدت الوقفات الاحتجاجية بالهادئ فعليا.
كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا عن مسؤول في وزارة الداخلية الإيرانية لم تذكر اسمه قوله بأن مجلس الأمن القومي وجه رسالة تحذيرية لهيئة الإذاعة والتلفزيون، داعيا المسؤولين فيها لضرورة احتواء ما جرى عبر تقديم اعتذار رسمي للمواطنين الناطقين بالتركية من الإيرانيين الأذريين.
وفي ذات السياق، قال النائب عن مدينة أردبيل منصور حقيقت بور بأنه تم تقديم شكوى ضد البرنامج، كما رفعت دعوى في محكمة طهران ضد القائمين عليه، واصفا البرنامج التلفزيوني بالقبيح والعنصري.
في المقابل أعلن مسؤولون في الإذاعة والتلفزيون عن وقف البرنامج والبدء بمحاسبة القائمين عليه، معتبرين أن ما جرى مجرد سقطة إعلامية فردية لا تعبر عن سياسات هذه المؤسسة ولا توجهاتها.
الجدير بالذكر أن الأقلية الأذرية تعد من أكبر الأقليات العرقية في إيران حيث يشكلون نسبة 24 بالمئة من عدد الإيرانيين البالغ 78 مليونا، ويتمركزون في الشمال والشمال الغربي من البلاد كما يسكنون مناطق من الوسط، وتعد مدينة تبريز القريبة من الحدود الإيرانية التركية عاصمتهم.
اقرأ أيضاً: مصر: "حرية الإعلام غير مسبوقة"
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
