برلين ليست مدينة للفرح

29 أكتوبر 2016
لا يتعلق الأمر بالمهرجانات فقط (سيباستيان رويتر/ Getty)
+ الخط -

تجري شركة البريد الألمانية مسحاً سنوياً في جميع أنحاء البلاد للوصول إلى أكثر المدن سعادة. ليست العاصمة برلين في مرتبة متقدمة بل تفوقها مدن تعتمد الصيد والزراعة كنشاط أبرز.

العاصمة الألمانية برلين ليست أسعد مدن البلاد، بحسب مسح أجرته شركة البريد في ألمانيا. هذه الحقيقة ربما لا تفاجئ أهل برلين أنفسهم، الذين طالما كرروا الجملة الشهيرة لعمدة برلين السابق كلاوس فوفيرايت: "برلين مغرية لكنها فقيرة".

تكشف الإحصائيات التي اعتمدها المسح، أنّ النسبة الأكبر للعاطلين من العمل في ألمانيا (10.7 في المائة)، تتركز في برلين.

على صعيد البلاد ككلّ، فإنّه بالرغم من كل ما تظهره الأخبار من أزمات تمر فيها، بما في ذلك أزمة اللاجئين التي تعتبر الأشد والأقسى على المجتمع، إلّا أنّ نتائج المسح خلصت إلى أنّ ألمانيا عام 2016 أكثر سعادة من ألمانيا عام 2001. ومستوى السعادة الألمانية بالمجمل حقق 7.11 نقاط من 10 على مقياس السعادة.

يعزو المسح السبب الرئيسي في التحسن الذي طرأ على مستوى السعادة في ألمانيا، إلى انخفاض مستوى البطالة. كذلك، ارتفاع معدل دخل الفرد الألماني بصورة عامة. أيضاً هناك عدة أسباب رئيسية يحددها المسح تجعل الناس أكثر سعادة، وهي تحسن الصحة والحياة الاجتماعية والوضع المالي.

بالإضافة إلى الاختلافات الإقليمية في السعادة ومستوى الرضا، بحسب نتائج المسح لعام 2016، فقد تضمن المسح أيضاً فحص تأثير التنوع الثقافي على مقدار سعادة الألمان. واعتبر التنوع الثقافي نقطة محورية في المسح، فقد ظهر أنّ الأشخاص الأكثر رضا وارتياحاً هم الأكثر انفتاحاً ثقافياً، وأكثر تسامحاً وتأييداً لمبدأ الاتصال الشخصي بين الثقافات.

وتبيّن أنّ نسبة 38 في المائة من المشاركين الذين شملهم المسح تقع ضمن فئة "المتسامحين جداً"، وكان مقياس الرضا والقيم العليا لديها مرتفعاً. في المقابل، شكلت فئة "المتسامحين قليلاً" 16 في المائة فقط، من بينهم 54 في المائة رجال.




كذلك، رأى 79 في المائة من المستطلعين ألمانيا باعتبارها دولة عالمية ومتسامحة. 19 في المائة فقط قالوا إنّ ألمانيا ليست كذلك. وأشار 86 في المائة إلى أنّ الألمان والمهاجرين يمكن أن يتعلموا الكثير بعضهم من بعض، بينما رأى 62 في المائة أنّ التعايش بين الألمان والمهاجرين يعود بالفائدة أكثر من الضرر. وتبين أنّ المشاركين من أصول مهاجرة أو الذين لديهم أصدقاء أو أقارب مهاجرون أظهروا مواقف أكثر تسامحاً من غيرهم.

الجدير بالذكر أنّ شركة البريد الألمانية تجري هذا المسح الذي يتضمن الأسئلة نفسها تقريباً سنوياً. وفي هذا العام أضيف إلى محور الاسئلة، قسم التنوع الثقافي.

احتلت مقاطعة شليسفيش هولشتاين المركز الأول، بحسب المسح، في نسبة السعادة والرضا. تقع هذه المقاطعة في أقصى شمال ألمانيا وتحدّها الدنمارك من الشمال. وتشكل الأراضي السهلية معظم أراضي المقاطعة، وتضمّ العديد من البحيرات، وأكبر مدنها وعاصمتها كيل. ويعتمد سكانها على الصيد والزراعة بصورة أساسية في العمل. يتمتع أهل هذه المقاطعة بأفضل وقت فراغ وأفضل مساكن ودخل أسري.

تأتي منطقة فرنكن، في ولاية بافاريا، في المرتبة الثانية. وفي المرتبة الثالثة مقاطعة سكسونيا السفلى، عاصمتها ومقر حكومتها المحلية هانوفر. لكنّ هانوفر وحدها كمدينة لم تسجل في القائمة كمدينة سعيدة. وتتخذ مصانع فولكسفاغن من فولفسبورغ في مقاطعة سكسونيا السفلى مقراً لها. ومن أهم الصناعات فيها الحديد والصلب. كذلك، فالزراعة من أهم نشاطاتها الاقتصادية.

احتلت مقاطعة بادن المرتبة الرابعة، وبذلك سجلت تراجعاً عن العام الماضي بمرتبتين. تقع أسفل الغابة السوداء الألمانية وتُعرف بمدينة الاستشفاء ومركز تنظيم المؤتمرات، وفيها حمامات حرارية. وهو ما دفع النبلاء وأشهر الفنانين في القرن التاسع عشر إلى اختيار مدينة بادن بادن في المقاطعة كحمام عصري ومدينة للنقاهة.

من اللافت أنّ المسح قسم منطقة النورد راين إلى منطقتين بحسب وقوع كلّ منهما على جانب من نهر الراين. المنطقة التي تضم مدينة دوسلدورف حصلت على المرتبة 12، وهي مرتبة متأخرة، مقارنة بجارتها التي تقع فيها مدينة كولونيا التي احتلت المرتبة السابعة.

أما ذيل قائمة السعادة فجاءت فيه مقاطعة مكلنبورغ - فوربومرن، وهي المقاطعة التي أمضت فيها المستشارة أنجيلا ميركل سنوات من حياتها. مع ذلك، فإنّ حزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" مني بهزيمة كبيرة أمام حزب البديل اليميني المتطرف في آخر انتخابات جرت قبل أشهر في مكلنبورغ - فوربومرن.