بداية متعثرة لمفاوضات السلام السودانية: تشبث بالمواقف القديمة

11 اغسطس 2016
الوساطة الأفريقية مستمرة في جهودها لتقريب وجهات النظر(تولاني امبيلي/Getty)
+ الخط -
بدأت المفاوضات المباشرة بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية - قطاع الشمال" والحركات الدارفورية، بشكل منفصل، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، أمس الأربعاء، بداية متعثرة، حيث تمسك كل طرف بمواقفة السابقة بشأن الترتيبات الأمنية.

وتبادلت أطراف المفاوضات، خاصة "الحركة الشعبية" والحكومة، الانتقادات، حيث غلبت لغة التشكيك وعدم الثقة، ما يمثل مؤشراً على صعوبة إحداث اختراق في الجولة الحالية.

ووصف الوفد الحكومي رئيس وفد "الحركة الشعبية"، ياسر عرمان، بـ"الصوت النشاز داخل الحركة"، وحمله مسؤولية طول المفاوضات، ملمحاً إلى إمكانية تجاوز الحركة والاستمرار في التفاوض مع "أبناء منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، بالنظر إلى رغبة أهالي تلك المناطق في السلام".

وبحسب التسريبات، فإن الحكومة رفضت اعتماد الوثيقة الإطار كأساس للتفاوض، وهي الوثيقة ذاتها التي ظل الطرفان يتفاوضان بشأنها لنحو ثلاثة أعوام، في مقابل تمسك الحركة بها، ما دفع الوساطة الأفريقية، بقيادة ثامبو امبيكي، إلى عقد اجتماع منفصل للجنة العسكرية، برئاسة رئيسي هيئة الأركان في الجيش الحكومي، عماد عدوي، و"الحركة الشعبية"، جقود مكاو.

كما عقدت الوساطة الأفريقية عدة اجتماعات ضمت الأطراف الأربعة الموقعة على خارطة الطريق، أي "الحركة الشعبية" و"حركة العدل والمساواة" و"حركة تحرير السودان" و"حزب الأمة"، للتباحث حول القضايا الإجرائية المتصلة باستئناف التفاوض لوقف الأعمال العدائية بمناطق الحرب، وإيصال المساعدات الإنسانية.

وذكرت مصادر أن الأطراف الأربعة أبدت استعداداً أمام الوساطة للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها تمسكت بتزامن الخطوة في كل مناطق العمليات بدارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، فضلاً عن تشديدها على شمولية الحل، مشيرة إلى أنها طرحت رؤية شاملة بشأن وقف الأعمال العدائية وتقديم المساعدات للمتضررين كأولوية.

وعقب اجتماع الأربعة، جمعت الوساطة الأفريقية وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية" في لقاء مباشر، قبل أن يرفع بسبب خلافات أظهرت تباعد وجهات نظر الطرفين، لتعود وتستدعي الأطراف لاجتماع آخر بعد فتح المجال أمام القادة العسكريين من الطرفين للوصول لنقاط اتفاق.

وعقدت الوساطة، أيضاً، اجتماعاً جمع وفد الحكومة لمفاوضات دارفور مع "حركة العدل والمساواة"، وسط تبادل للاتهامات، وإصرار الحكومة على عدم فتح التفاوض حول "وثيقة دارفور".

إلى ذلك، قال عضو الوفد الحكومي، حسين كرشوم، إن الجولة الحالية مفصلية، مؤكداً أن "الحركة في حال تعنتها ستضع نفسها على الرصيف كمتفرج، لأن أصحاب المصلحة يريدون السلام في مناطقهم"، مشدداً: "اكتسبنا مناعة من المراوغة ومن اللعب بالأوراق"

وخاطب كرشوم "الحركة الشعبية" بقوله: "إذا لم تمضوا مع الشعب السوداني في طريقه فسينساكم"، موضحاً أن "كافة المؤشرات تقود إلى مواقف جديدة، استناداً للحراك في البلاد، ومواقف المجتمع الدولي التي تدفع في اتجاه انفراج الأوضاع"، معبراً عن تفاؤله بـ"المضي سريعاً نحو تفاوض يفضي إلى سلام واستقرار، وإلى وثيقة وطنية من خلال الحوار".



المساهمون