بدء تدريب معارضين سوريين بتركيا: داعش ثمّ ربما النظام

15 ابريل 2015
اختيار العناصر راعى هاجس عدم تكرار خطأ "حزم"(فرانس برس)
+ الخط -
يبدأ اليوم الأربعاء برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة على الأراضي التركية، وذلك بعد أشهر من خلافات شديدة بين أنقرة وواشنطن على تفاصيل البرنامج من حيث أسماء المقاتلين الذين سيتلقّون التدريب، ونوعية السلاح، والاستراتيجية، إذ تريد أنقرة أن يقاتل المتدربون النظام السوري إضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بينما تريد واشنطن أن يقتصر دور هذه القوات على قتال "داعش"، وذلك إضافة إلى الخلافات حول فكرة إقامة منطقة حظر طيران ومنطقة عازلة فوق الأراضي السورية.

تم حل العديد من هذه الخلافات في وقت سابق كما علمت "العربي الجديد"، وبحسب تسريبات عن الاتفاق الموقع بين الطرفين، فإنه "في المرحلة الأولى ستتولى هذه القوات قتال داعش، وفي حال أثبتت قدراتها واستطاعت أن تسيطر على مساحات واسعة على الأرض، فستتلقى دعما إضافية لتقوم بضرب النظام وتوسيع أماكن سيطرتها، وحينها سيعود الأتراك والأميركيون لمناقشة إمكانية فرض منطقة عازلة لحماية هذه القوات ولتحويلها إلى مكان يؤوي التدفق المرتقب للاجئين السوريين بعد اشتداد المعارك، لتكون المرحلة الثالثة الضغط على النظام للدخول في مفاوضات جادة" بحسب مصادر تركية وسورية متطابقة.

اقرأ أيضاً: "عاصفة حزمٍ" قريبة في سورية؟

كذلك ضمن الأتراك لأنفسهم دورا في اختيار المقاتلين وتدريبهم، حيث من المتوقع أن تشارك القوات الخاصة التركية بالتدريب، وهي التي تقوم بعمليات مشابهة لقوات الحشد الوطني التركمانية في العراق وقوات البيشمركة، وذلك بالتعاون مع 400 عسكري من الجيش الأميركي.

وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإنّ البرنامج جزء من مشروع كلفته 5 مليارات دولار خصصها "البنتاغون" لبرنامج التدريب من ميزانية الدفاع الأميركية للعام الحالي والبالغ قدرها 64 مليار دولار.
وتشير التسريبات أيضا إلى أن القوة الضاربة من القوات التي سيتم تدريبها في تركيا ستتكون من تركمان حلب ودمشق واللاذقية لضمان ولائها وعدم انفراط عقدها لصالح التنظيمات الإسلامية التي تحارب النظام كما حصل مع "حركة حزم" التي تلقت تدريبات في معسكرات التحالف الدولي ضد "داعش"، ومن ثم انفرط عقدها تحت تأثير الضربات المتوالية التي تلقتها من جبهة النصرة.
تأتي هذه المعلومات بعد أنباء كشف عنها موقع "هافينغتون بوست" الأميركي عن مشاورات على أعلى المستويات، بين كل من المملكة العربية السعودية وتركيا بوساطة قطرية، حول إمكانية إقامة حملة عسكرية كبيرة لإسقاط النظام السوري على غرار "عاصفة الحزم" في اليمن، يرافقها عدم اعتراض أميركي على الفكرة. وبحسب الصحيفة ستقوم تركيا بالعمليات البرية، في حين ستكون للسعودية ذراع جوية في الغارات على مواقع تابعة للنظام السوري.


وبحسب وكالة الأناضول، سيلتحق 500 مقاتل من قوات المعارضة السورية من أصل 2200 سيتم تدريبهم في تركيا، ومن أصل 5000 مقاتل من المفترض تخريجهم مع نهاية العام من جميع المعسكرات المتواجدة في كل الخليج والأردن وتركيا، حيث اختارت وزارة الدفاع الأميركية الدفعة الأولى من فصائل عسكرية صغيرة في شمال البلاد، بعد استبعاد مقاتلي الفصائل المؤثرة ذات الميول السلفية الجهادية، وأكد أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش السوري الحر، ذلك قائلاً: "إن ممثلي وزارة الدفاع الأميركية تواصلوا بشكل فردي مع كتائب معارضة صغيرة في شمال البلاد، لا يتجاوز تعدادها 150 مقاتلًا، اختاروا منها عددًا قليلًا من المقاتلين، أُدرجت أسماؤهم على لوائح التدريب في تركيا، وتم اختيار 50 شخصًا كحدّ أقصى من كل مجموعة"، مضيفاً: "هؤلاء سيخضعون لدورة تدريبية تناهز الشهر، يتلقون فيها تدريبات على التواصل مع طائرات التحالف وإعطائها الإحداثيات على الأرض، وتنسيق الضربات ضد تنظيم داعش بين غرف عمليات التحالف والداخل السوري".


وعلمت "العربي الجديد" أن الدفعة الأولى من المقاتلين هم جزء من 2200 اسم تحدثت عنهم في نهاية الشهر الماضي ألينا سميث المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، والذين استطاعوا تجاوز الاختبارات الدقيقة في وزارة الدفاع الأميركية ونالوا موافقة السلطات التركية.
كما تم إدراج أسماء ضباط منشقّين لا دور لهم في المعارك الحالية في شمال سورية ليشغلوا وظائف تنفيذية وإدارة عمليات، على أن تكون وظيفة هذه القوة مساندة القوات الجوية الأميركية.

ورغم تردد تقارير في الإعلام التركي عن قيام أنقرة بتدريب قوات معارضة سورية في الداخل السوري، لكن بحسب التسريبات فإن قاعدة "هيرفانلي"، المختصّة بتدريب قوات الشرطة التركية قرب مدينة كرشهير وسط الأناضول ستتولى عمليات التدريب التي ستقتصر على الأسلحة الأميركية، سواء الخفيفة أو المتوسطة أو سلاح المدفعية وصواريخ تاو الأميركية المضادة للدروع، كما أن المشاركين سيتلقون تدريبات على التواصل مع طائرات التحالف، وإعطائها الإحداثيات على الأرض، واستخدام المناظير الليلية والقناصات، وتنسيق الضربات ضد "داعش" بين غرف عمليات التحالف والداخل السوري، حيث لن تتلقى القوات أي تدريب على استخدام مضادات طيران على الأقل لحين إثبات ولائها.

يحيق بهذه القوات العديد من المخاطر التي لا تقتصر على قوات "داعش" أو طيران النظام بل أيضا قوات جبهة النصرة، التي اتبعت استراتيجية واضحة في ضرب جميع القوات التي تلقت تدريبات على يد قوات التحالف، انتهت بالقضاء على معظم كتائب الجيش السوري الحر، بدءا من جبهة ثوار سورية وانتهاء بحركة حزم.

اقرأ أيضاً: هل تتّجه تركيا إلى تغيير استراتيجيتها الناعمة في المنطقة؟

المساهمون