رفع مشجعو الرجاء المغربي، على امتداد دقائق المباراة الودية التي جمعت النسور الخضر بالنادي الصفاقسي التونسي، شعارات تهاجم المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو"، التي استهدفها هجوم الأسبوع الماضي. وخصص أنصار النادي الأخضر أهازيج تندد برسومات الكاريكاتير التي حملتها الصحيفة، ووجهوا شتائم لرسامي الكاريكاتورات المسيئة للرسول، مرددين جملة "الشعب يقول إلاّ الرسول".
وبالعودة للمباراة الودية التي انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)، فقد عرفت إقبالاً جماهيرياً كبيراً رغم طابعها الودي، حيث امتلأ الملعب عن آخره، وشهدت سجالاً فنياً كبيراً بين لاعبي الناديين، ولم يظهر الضيوف التونسيون بمظهر الضعف، حيث قدموا عطاءً جدياً، رغم أنهم كانوا محرومين من أبرز اللاعبين الدوليين، بينما شارك الرجاء في المباراة بأبرز عناصره الأساسية.
لم تقدم الجولة الأولى ما كان منتظراً منها، لتنتهي بلا غالب ولا مغلوب، بينما عرفت الجولة الثانية حماساً جعل الجمهور يستمتع بنزال مغاربي قوي لا يمت بصلة للمباريات الودية، خاصة وأن النادي الصفاقسي كان سبّاقاً إلى التسجيل بواسطة اللاعب المغربي إبراهيم البحري إثر محاولة مضادة وخطأ في التغطية من المدافع بلمقدم، وجاء الرد الرجاوي من هفوة دفاعية وتسديدة زاحفة خدعت الحارس التونسي ومكّنت اللاعب النيجيري كريستيان من تسجيل هدف التعادل للرجاء، وإعادة المواجهة إلى نقطة البداية.
وبعيداً عن الذي ميّز المباراة بين الأشقاء، فإن مدرجات ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، شهدت "إنزالاً" أمنياً غير مسبوق في المواجهات الودية، بعد تسريب أخبار تحدثت عن وقفة رمزية مضادة للمسيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، ما كثّف من عمليات التفتيش في جميع المعابر المؤدية إلى الملعب، وسجلت اعتقالات في صفوف بعض الشباب الرجاوي الذي أصر على جعل المباراة فرصة لتصريف حجم الغضب المغربي من قضية "شارلي إيبدو".