باكستان: الحملة على "طالبان" تتقدّم نحو خيبر

22 يونيو 2014
حملة عسكرية في وزيرستان (عامر قريشي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
يواصل الجيش الباكستاني للأسبوع الثاني على التوالي عمليته العسكرية "ضرب الغضب" ضدّ حركة "طالبان"، في قطاع شمال وزيرستان القبلي المحاذي لأفغانستان، بموازاة تدفق النازحين من القطاع نحو مناطق الشمال الغربي من البلاد، ومناطق حدودية من أفغانستان.

وأكدت مصادر أمنية محلية أن عملية "ضرب الغضب"، وصلت إلى مقاطعة خيبر القبلية، فيما قصفت الطائرات الحربية التابعة للجيش الباكستاني مواقع لحركة "طالبان" في المقاطعة.

وأضافت المصادر نفسها، أنّ العملية أسفرت عن مقتل 30 مسلحاً، وتدمير 6 مواقع للحركة، ليصل بذلك عدد القتلى منذ بداية العملية في 15 الشهر الحالي إلى 300 من مقاتلي "طالبان" ومسلحين أزبك، مقابل مقتل 8 من جنود الجيش الباكستاني.

في المقابل، أعلنت حركة "طالبان" مقتل العشرات من الجنود في وزيرستان، متوعدةً في بيانات لها بنقل الحرب إلى المدن الباكستانية، كما لفتت إلى أن القصف الجوي للجيش يقتل الأبرياء ويستهدف القرى والأحياء، الأمر الذي أكدته مصادر قبلية تحدثت عن مقتل مدنيين في القصف الجوي.

وكان الجيش قد أعلن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد "طالبان" ومقاتلين أجانب في وزيرستان، في منتصف الشهر الجاري، وذلك بعد فشل عملية السلام بين الحكومة وحركة "طالبان"، وبعدما تزايدت ضغوط الأحزاب السياسية على الحكومة ورئيس وزرائها نوازشريف، للجوء إلى عمل عسكري ضد الحركة والجماعات المسلحة الموالية لها.

وكان رئيس الوزراء نواز شريف قد أجرى أخيراً زيارة إلى مدينة بيشاور المحاذية للمناطق القبلية، وترأس هناك اجتماعاً شارك فيه قائد الجيش. وأكد شريف أن حكومته مصممة على القضاء على الجماعات المسلحة كلياً، وأنها تعتزم مواصلة الحرب ضد التطرف والعنف، لافتاً إلى أن الحكومة توفر للجيش الدعم الذي يحتاج إليه في سبيل مواجهة
"طالبان"، والجماعات المسلحة.

وفي السياق، أطلقت قوات الأمن صباح اليوم حملة أمنية موسعة في مقاطعة وادي سوات، مسقط رأس زعيم حركة طالبان، المولوي فضل الله، وفرضت حظراً للتجوال في معظم مناطقها. كما شنّت القوات عملية بحث وتفتيش في ضواحي مدينة بيشاور، وبالتحديد في حي حياة آباد المجاور لمقاطعة خيبر القبلية، واعتقلت نحو 100 شخص معظمهم من نازحي وزيرستان، ويشتبه في أن يكونوا على صلة بحركة "طالبان" أو بجماعات مسلحة موالية لها.
كذلك أعلن الجيش نشر قواته في مدينتي ملتان وديره غازي خان بإقليم البنجاب، وذلك تحسباً لعمليات انتقامية قد تقوم بها "طالبان".

من جهته، حذّر وزير الداخلية، شودري نثار، في أعقاب اجتماع لمسؤولي الأمن في إسلام آباد، من مخطط لمسلحي "طالبان"، يهدف إلى تنفيذ هجمات تفجيرية في العاصمة إسلام أباد، والمدن الرئيسية الأخرى.
 

وبموازاة ذلك، ازداد تدفق النازحين داخلياً من مقاطعة وزيرستان نحو مناطق الشمال الغربي ومناطق حدودية أفغانية، هرباً من القتال الدائر بين الجيش وحركة "طالبان".

وقامت الحكومة المحلية بإقليم خيبر بختونخوا، بالتعاون مع الحكومة المركزية بإقامة أربعة معسكرات للنازحين في المدن المجاورة لوزيرستان.
وتشير السلطات الباكستانية إلى أن أكثر من 300 ألف من سكان شمال وزيرستان تم تسجيلهم في مراكز التسجيل ومعسكرات النازحين. بينما فضل عدد كبير منهم مواصلة السفر إلى المدن الأخرى منها بيشاور، وكوهات وكرك، والبقاء مع أقاربهم هناك. وأعلن الجيش صباح اليوم، التخفيف من حظر للتجوال لإعطاء الفرصة للمدنيين لمغادرة المنطقة.
المساهمون