باب الحارة 6: أبو عصام يعود بعد دفنه..

09 مارس 2014
عباس النوري
+ الخط -
يعود أبو عصام، بطل "باب الحارة" الذي مات وشُيِّعَ ودُفِنَ سابقا، بشخص الممثل الرئيس عبّاس النوري، بعد خلاف لسنوات مع أسرة المسلسل، وسيشهد الجزء السادس من المسلسل مفاجآت كثيرة أخرى.

الجزء السادس من "باب الحارة" سيشهد مفاجآت لا تخطر على بال. فقد حظِيَ بمخرج جديد هو عزام فوق العادة، إلى جانب عرّاب الأجزاء، بسام الملا، وكاتب جديد (كالعادة) عثمان جحا، وسليمان عبد العزيز. وسيشهد هذا الجزء عودة الفنان عبّاس النوري، في شخصية أبو عصام، التي ماتت وشُيِّعَت ودُفِنَت سابقا. وسيشهد أيضا مشاركة الممثل أيمن زيدان في دور أبو ظافر، فيما يقوم سليم صبري بدور أبو حاتم، بدلا عن وفيق الزعيم.

وثمة مفاجآت أخرى ستأتي في سياق التصوير، كان أوّلها استبعاد الفنانة مرح جبر، بعد تصوير عدد من المشاهد.. ولا مشكلة، فقد حدث ذلك مرّات عدّة في الأجزاء السابقة.

انطلاق تصوير الجزء السادس من مسلسل "باب الحارة" الشامي يبدو أنّه سيحوّله من مجرّد مسلسل إلى ظاهرة حقيقية. وهذا ليس بسبب "الجزء السادس"، فقد شهدت الدراما العربية تجارب درامية امتدت على أجزاء عديدة، مثل "ليالي الحلمية" والفصول الأربعة". ولا بسبب "الدراما الشامية". فقبل "باب الحارة" كان هناك "الخوالي" و"شام شريف" و"ليالي الصالحية" وغيرها.
اللافت في "باب الحارة" هو المضمون أولا، وثانيا إصرار الجهة المنتجة على الاستمرار بإنتاجه، ويمكن أن نضيف ثالثا: جماهيريته.
الصحافة الفنية التي تتولّى مهمة النقد، الغائب إلى حدّ كبير، تحفّظت على المسلسل منذ جزئه الثاني، وهاجمته بشراسة مع جزئه الثالث، بعدما خرق التقاليد والأعراف، الدرامية، والفنية، والمهنية. كما هاجمته النخبة المثقفة بسبب "إجحافه بحقّ المرأة، والمدينة، والتاريخ".

حجّة أنّه "يقدّم حكاية مفترضة" لم يقبلها النقّاد، حتّى الجمهور انتقده، وبتنا نسمع أصواتا من هنا وهناك، تؤيد اتّهام المسلسل بـ"التسطيح والتسخيف". لكنّ الجهة المنتجة أصرّت على الاستمرار بإنتاج أجزاء جديدة مستندة إلى "الجماهيرية" الكبيرة.

لكن لماذا لم يخطر في بال الجهة المنتجة، ولو مرّة، أن تنتج مسلسلا جديدا من النوع ذاته، بل بالممثلين أنفسهم، لكن بعنوان وقصّة مختلفة؟ 

سؤال مشروع قد يُوضَع في خانة "نظرية المؤامرة" لكنّه مشروع ومنطقي.

فقد "تحوّل "باب الحارة" إلى ظاهرة، تماما مثلما تحوّل المغنّي شعبان عبد الرحيم إلى ظاهرة. وإن كان الثاني بدأ حكايته من الإغراق في الشعبي، والشخصي، في حين أنّ "باب الحارة" اكتسب نجاحه الأول من إغراقه في الخرافة، واللامنطقية، إذ إنّه أشبه بحكايات الجدّات، التي يركن إليها الأطفال، وهم يعلمون جيدا أنّه في الحياة الحقيقية لا يوجد ساحر ولا غولة، ولا ثعالب تتكلّم، ولا جدّة يمكن إنقاذها بعد أن يأكلها الذئب. 

دلالات
المساهمون