من أبرز روّاد الـ سقاخانة، بارفيز تانافولي (1937)، وحسين زنديرودي (1937)، وفاراماراز بيلارام (1983 – 1982)، ومسعود عربشاهي (1935) وغيرهم، وقد تأثر العديد من الفنانين بهم في تلك الفترة حتى ظهرت تيارات أحدث ذهبت إلى مزيد من التجريد في حروفياتهم لتقترب أكثر من اللوحة المعاصرة في تكوينها وأسلوبيتها وتقنياتها المستخدمة، كما فعل نظرائهم من الحروفيين العرب.
في هذا السياق، يُفتتح عند السادسة من مساء بعد غدٍ الأربعاء معرض الفنان الإيراني باباك راشفاند (1980) في "غاليري المشرق" في عمّان بعنوان "حروف منقوشة"، ويتواصل حتى السابع عشر من أيار/ مايو.
يضمّ المعرض أعمالاً لا تلتزم بالمعايير وفلسفة الخط في الثقافتين الفارسية أو العربية، حيث تتحوّل الأحرف إلى علامات بصرية متحرّرة في الشكل والنسق ضمن مرجعياتها السابقة، وتخلق مساحات متعدّدة مستفيدة من تقنيات الظلّ والنور لإبرازها في صياغات جديدة.
يتكئ راشفاند على خلفية أكاديمية، حيث مكنّته تخصّصه في "التواصل المرئي" في دراساته العليا للفنون الجميلة، إلى استدخال عناصر متنوّعة من الفنون البصرية والأدائية، حيث يتخلّص الحرف من الاستطالة والمدود ضمن مدوّنة الخط التقليدية، لتتحرّك ضمن فضاء يحاكي الرقص المعاصر من خلال اشتباك الخطوط والحضور الطاغي للون.
تقترب بعض الأعمال من الطباعة وتصميم البوسترات، وتظهر كتلة الأحرف في مساحة محدّدة بارزة في الأسفل أو الأعلى فوق سطح يتخذ غالباً لوناً واحداً، مع تركيز على دلالاتها الشكلية أكثر من منطوقها كلفظ ومعنى، أو ياخذ تكوينها شكلاً عضوياً تكويناً لأجسام حادة بخطوط سوداء تُبرز حركتها وخروجها عنها كأنها تطير أو تسبح أو ترقص بحرية.
يُذكر أن راشفاند أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في بريطانيا وألبانيا وفرنسا وماليزيا الإمارات إضافة إلى إيران، وله عدد من المؤّلفات منها "كتاب تعلّم الخط" (2001)، و"سارماشق: كتالوغ الاجتماع الدولي للخطوط في العالم الإسلامي" (2004).