يحمل الفلسطيني أحمد الخطيب، الذي خرج من بلاده صغيراً، آلاماً رافقته طوال حياته. اللاجئ الذي حُمل طفلاً من بلدة الخالصة إلى لبنان في عام النكبة يبلغ اليوم سبعين عاماً.
لم يخرج مع والديه، فقد قتلا في القصف الصهيوني على البلدة، وحمله أشقاؤه الثلاثة معهم إلى بلدة حبّوش، بالقرب من صيدا، جنوب لبنان، أولاً. وبعد فقدان الأمل بالعودة إلى فلسطين، أخذوه معهم إلى مدينة طرابلس، شمال لبنان، وظلوا هناك حتى عام 1958، ثم عادوا إلى الجنوب، تحديداً مدينة النبطية حيث عاشوا في بيت عمتهم بعد سفر الشقيق الأكبر إلى السعودية. بعد ذلك بفترة انتقلوا إلى العاصمة بيروت بعض الوقت، ثم عادوا مجدداً إلى صيدا.
يقول الخطيب: "قتل شقيقي الأكبر الذي كان يتولى رعايتنا، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، على يد مليشيا يمينية لبنانية. واستشهد شقيقي الآخر في معركة ضد الصهاينة في الجنوب، وقتل شقيقي الثالث أمام متجره، لأبقى من بعدهم وحيداً".
مهنته بيع الكتب والجرائد والمجلات منذ الصغر. يقول: "في أيّام العطلة المدرسية كنت أعمل في مكتبة، وبعد إنهائي الثانوية العامة افتتحت مكتبة صغيرة في سوق الخضار في صيدا عام 1965، سمّيتها مكتبة الناصرة العربية، تيمناً بجمال عبد الناصر".
نجاح عمله في المكتبة دفعه إلى الزواج عام 1974: "سكنت مع زوجتي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة صيدا. ثم انتقلنا للعيش في منطقة التعمير القريبة من المخيم أخيراً بسبب الأوضاع الأمنية. وهو منزل يبلغ إيجاره الشهري 250 دولاراً أميركياً". وعن عائلته يقول: "رزقت بأربع بنات، وولدين. البنات لم يتابعن تعليمهن بعد التاسع. لديّ ابن واحد ما زال يتابع تعليمه، أما الثاني فيعمل في النجارة، لكنّ مدخوله ضئيل".
وعن ذكرياته في المكتبة يقول: "خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان هدم الصهاينة المكتبة مع غيرها من المحال التجارية التي كان يدعمها سابقاً الزعيم معروف سعد (زعيم ناصري لبناني من صيدا قتل عام 1975 وكان مقتله أحد أسباب اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية). سعد كان بالفعل أباً للفقراء قولاً وعملاً".
ومنذ هدم المكتبة، بات بلا محل يؤويه، فبات يبيع الجرائد على الدراجة النارية، إلى أن منعت البلدية استخدام الدراجات (عقب اغتيال 4 قضاة عام 1999). عند ذلك، بدأ في بيع الكتب في الجامعة اللبنانية في المدينة. وبالفعل رحب به الأساتذة، فبات يفترش ناحية من الشارع بكتبه التي أقبل عليها الطلاب، وما زال حتى اليوم.
اقــرأ أيضاً
لم يخرج مع والديه، فقد قتلا في القصف الصهيوني على البلدة، وحمله أشقاؤه الثلاثة معهم إلى بلدة حبّوش، بالقرب من صيدا، جنوب لبنان، أولاً. وبعد فقدان الأمل بالعودة إلى فلسطين، أخذوه معهم إلى مدينة طرابلس، شمال لبنان، وظلوا هناك حتى عام 1958، ثم عادوا إلى الجنوب، تحديداً مدينة النبطية حيث عاشوا في بيت عمتهم بعد سفر الشقيق الأكبر إلى السعودية. بعد ذلك بفترة انتقلوا إلى العاصمة بيروت بعض الوقت، ثم عادوا مجدداً إلى صيدا.
يقول الخطيب: "قتل شقيقي الأكبر الذي كان يتولى رعايتنا، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، على يد مليشيا يمينية لبنانية. واستشهد شقيقي الآخر في معركة ضد الصهاينة في الجنوب، وقتل شقيقي الثالث أمام متجره، لأبقى من بعدهم وحيداً".
مهنته بيع الكتب والجرائد والمجلات منذ الصغر. يقول: "في أيّام العطلة المدرسية كنت أعمل في مكتبة، وبعد إنهائي الثانوية العامة افتتحت مكتبة صغيرة في سوق الخضار في صيدا عام 1965، سمّيتها مكتبة الناصرة العربية، تيمناً بجمال عبد الناصر".
نجاح عمله في المكتبة دفعه إلى الزواج عام 1974: "سكنت مع زوجتي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة صيدا. ثم انتقلنا للعيش في منطقة التعمير القريبة من المخيم أخيراً بسبب الأوضاع الأمنية. وهو منزل يبلغ إيجاره الشهري 250 دولاراً أميركياً". وعن عائلته يقول: "رزقت بأربع بنات، وولدين. البنات لم يتابعن تعليمهن بعد التاسع. لديّ ابن واحد ما زال يتابع تعليمه، أما الثاني فيعمل في النجارة، لكنّ مدخوله ضئيل".
وعن ذكرياته في المكتبة يقول: "خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان هدم الصهاينة المكتبة مع غيرها من المحال التجارية التي كان يدعمها سابقاً الزعيم معروف سعد (زعيم ناصري لبناني من صيدا قتل عام 1975 وكان مقتله أحد أسباب اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية). سعد كان بالفعل أباً للفقراء قولاً وعملاً".
ومنذ هدم المكتبة، بات بلا محل يؤويه، فبات يبيع الجرائد على الدراجة النارية، إلى أن منعت البلدية استخدام الدراجات (عقب اغتيال 4 قضاة عام 1999). عند ذلك، بدأ في بيع الكتب في الجامعة اللبنانية في المدينة. وبالفعل رحب به الأساتذة، فبات يفترش ناحية من الشارع بكتبه التي أقبل عليها الطلاب، وما زال حتى اليوم.