اهربوا من العراق.. قرّاء الطالع يحذّرون السياسيين

25 سبتمبر 2015
عوامل عديدة تزيد من قلق السياسيين في العراق (AFP/Getty)
+ الخط -
يمرّ كبار السياسيين والقادة الأمنيين في العراق بوضع نفسي سيئ، ناجم عن ارتفاع السخط الشعبي والفشل بالانتصار على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بالإضافة إلى الخوف من قوة المليشيات المسلحة، التي أثبتت أنها صاحبة القوة الأكبر في العراق، فيما زاد رفع الولايات المتحدة وجودها العسكري في العراق من الضغط النفسي لدى كبار القادة العراقيين.

وأكد مقربون من سياسيين بارزين لـ"العربي الجديد"، أن أكثر ما يهتم به السياسيون هو قراءة طالعهم في مواقع إلكترونية مختصة كل يوم، واستشارة من يثقون بتوقعاتهم من قُرّاء الطالع المحليين، ومقابل المعلومة الدقيقة عمّا سيحدث مستقبلاً، يغدق السياسيون على أصحاب القراءات الموثوقة الكثير من المال والهدايا.

وقال كاظم الربيعي، الذي تربطه علاقة قرابة بأحد كبار المنجّمين المعتمدين لدى بعض السياسيين، إن قريبه الذي أصبح ثرياً كبيراً، وتملّك عقارات خارج العراق بفضل اعتماده منجّماً لعدد من الشخصيات السياسية، اضطر أخيراً إلى تحذير "زبائنه السياسيين" بالهرب من العراق.

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن قريبه المنجم أبو حيدر "أجّل تحذيره كثيراً، لحرصه على دوام العطايا والأموال الكبيرة التي يستحصلها من قراءته لطالع المسؤولين، وخوفه من فقدانها في حال هربوا فتنتفي الحاجة إلى مشورته"، لافتاً إلى أن منجمين غيره حذروا من مستقبل سيئ ينتظر المسؤولين في الحكومة العراقية، "وهو ما أجبر أبو حيدر على إطلاق تحذيره".

وأشار الربيعي إلى أن من بين التحذيرات التي أعلنها قريبه المنجّم إسراع زبائنه من السياسيين بإرسال عوائلهم إلى خارج العراق "مؤكداً لهم أن عوائلهم ستتعرّض لتهديدات خطيرة".

وأكّد الصحافي عمار الحياني أنه من خلال تواصله مع الإعلاميين العاملين في مكاتب وزراء وأعضاء في مجلس النواب، تنبّه إلى وجود اهتمام بالغ في متابعة أحد أشهر برامج التنجيم، التي يقدمها منجّم عراقي على إحدى القنوات التلفزيونية.

اقرأ أيضاً: فيديو مسرّب لمسؤول عراقي يساعد الإيرانيين بقتال الجيش العراقي

وكشف الحياني لـ"العربي الجديد"، أنه من خلال تأكيدات زملائه علم بوجود علاقات وطيدة بين "هؤلاء المسؤولين والمنجّم الشهير"، وإن كثر منهم تلقوا تحذيرات منه تفيد بوجود أخطار تهدد مستقبلهم، وفق قوله.

الحياني كشف أيضاً أنه بناءً على تكهنات منجمين، عزز عدد من المسؤولين الحكوميين وكبار المدراء أمنهم وأمن عوائلهم في دول أوروبية، لافتاً إلى أن "القليل من أبناء المسؤولين موجودون في العراق. أغلب عوائل المسؤولين في دول أوروبية، يقيمون ويديرون مشاريعهم فيها".

وأضاف: "مع أول خطر داهم يجده المسؤولون يؤثر على حياتهم ومستقبلهم سيغادرون العراق إلى حيث تقيم عوائلهم، التزاماً منهم بنصائح المنجمين".

بالتوازي مع ما نقله الربيعي والحياني، ذكر النقيب في الجيش العراقي، عادل الميالي، أن كبار القادة العسكريين والأمنيين يعتمدون بشكل كبير على المنجمين، لحماية أنفسهم من الاغتيالات أو الموت في القتال مع "داعش".

وأكّد الميالي لـ"العربي الجديد"، أن عدداً غير قليل من الاجتماعات والزيارات الميدانية لقادة كبار تأجّلت بصورة مفاجئة، ليتأكّد لاحقاً "أن منجماً ما كان وراء ذلك"، بحسب قوله.

النقيب الميالي أضاف أنه استحصل على معلومات تفيد بتحذيرات تلقاها ضباط كبار من منجمين "تنصحهم بعدم المشاركة في كثير من المهمات، واختلاق الأعذار للتنصّل منها".

بالإضافة إلى ما سبق، أكد موظف بمجلس الوزراء العراقي، تحفظ عن ذكر اسمه، أن "الوزراء وكبار المسؤولين يمرون بظرف نفسي سيئ جداً"، مؤكداً في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "زيادة الولايات المتحدة لوجودها العسكري بالأنبار (غرب العراق)، وتعزيز دور أبناء العشائر في تلك المدينة، أمرٌ يرى السياسيون أنه يهدف لخلق كيانات سياسية قوية مدعومة أميركياً تهدد وجودهم في هرم السلطة".

وأشار أيضاً إلى عدد من العوامل التي تزيد قلق السياسيين، أهمها "التشهير بهم علناً من قبل المتظاهرين، واتهامهم بالفساد، وانشغال بعض وسائل الإعلام بفضح ملفات فساد السياسيين".

وتابع: "يُضاف إلى ذلك بروز المليشيات المسلحة التي باتت تهدد جميع السياسيين الذين لا تتوافق رؤاهم مع مصالح الأحزاب التي تدعم هذه المليشيات، كل ذلك أدى إلى رفع حالة القلق التي باتت واضحة في تصرفات السياسيين".

اقرأ أيضاً: موسم الهجرة إلى السخرية في العراق

المساهمون