وهذا هو ثاني حادث من نوعه خلال يومين. وكان خمسة مهاجرين قد لقوا حتفهم حينما انقلب مركب صيد كبير أمس الأربعاء.
وفي السياق، أعلن الناطق باسم عملية "صوفيا"، القوة الأوروبية البحرية لمكافحة المهربين، الكابتن أنتونيلو دي رينزي سونينو أن حادث غرق جديد الخميس قبالة سواحل ليبيا أوقع "20 إلى 30 قتيلاً".
وأضاف الضابط أن "طائرة تابعة للكسمبورغ رصدت على 35 ميلاً (56 كلم) من الساحل الليبي مركباً يغرق وحوالى مائة مهاجر، في المياه أو متمسكين بهيكله. وقدر عدد القتلى بما بين 20 و30 شخصاً".
من جهة ثانية، أظهرت آخر مجموعة من البيانات الرسمية تنشر قبل الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أن صافي الهجرة إلى البلاد في 2015 وصل إلى ثاني أعلى مستوى مسجل.
وأثارت أعداد المهاجرين الجدد من الدول الأوروبية إلى بريطانيا معارضة للبقاء في الاتحاد، ووصل صافي الهجرة إلى 333 ألفاً في 2015 وهو ثاني أعلى مستوى لفترة 12 شهراً منذ بدأ التسجيل عام 1975. وصافي الهجرة هو الفارق بين أعداد الوافدين إلى بريطانيا وعدد من يتركونها.
واستغل المدافعون عن التصويت لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد في استفتاء يجرى في 23 يونيو/ حزيران، أعداد المهاجرين فقد ألقوا باللائمة في مستويات الهجرة المرتفعة على قواعد الاتحاد التي تتيح حرية الحركة.
وتعهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عام 2010 بخفض المستوى السنوي لصافي الهجرة إلى أقل من مائة ألف، لكنه لم يتمكن من الوفاء بتعهده وهو أمر يعود في جزء منه إلى أعداد مواطني الاتحاد الأوروبي الذين ينتقلون إلى بريطانيا.
وقال مكتب الإحصاء الوطني، اليوم الخميس، إن صافي الهجرة من الاتحاد يقدر بنحو 184 ألفاً في العام حتى ديسمبر/ كانون الأول بعد أن كان 174 ألفاً في عام 2014.
وفي فبراير/ شباط، تفاوض كاميرون على اتفاقية مع شركائه الأوروبيين لتخفيض الإعانات الاجتماعية التي تصرف للمهاجرين الجدد للاتحاد الأوروبي والتي اعتبر أنها قد تهدئ مخاوف الجماهير من ارتفاع مستوى الهجرة.
غير أن منتقدين يقولون إن هذه الخطوة لن تخفض بأي شكل أعداد الوافدين إلى بريطانيا، الذين تجذبهم الرواتب الأعلى من تلك التي يحصلون عليها في بلادهم، والجاليات الكبيرة للمهاجرين إلى جانب عوامل أخرى.