انفصاليو أوكرانيا يستعدّون للانضمام إلى روسيا

18 مايو 2014
إحياء ذكرى ترحيل تتار القرم (سيرغي سوبنسكي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أعلن رئيس حكومة ما يُسمى "جمهورية دونيتسك"، ألكسندر بوروداي، أن "التحضيرات بشأن طلب الانضمام إلى روسيا على وشك الانتهاء"، وفي الوقت الذي شهدت فيه عدة مناطق محيطة بمدينة سلافيانسك اشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين، أحيا تتار القرم الذكرى السبعين لتهجيرهم من شبه جزيرة القرم.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لـ"جمهورية دونيتسك"، اليوم الأحد، أن "بوروداي سيبعث طلب الانضمام إلى وزارة الخارجية الروسية، عقب انتهاء تشكيل الحكومة".

وحول الانتخابات الرئاسية التي ستجريها كييف في 25 مايو/أيار الجاري، أفاد البيان بأن "جمهورية دونيتسك لن تسمح للحكومة الأوكرانية بإجراء الانتخابات على أراضيها".

من جهته، أعلن أحد زعماء الانفصاليين، دينيس بوشيلين، "منع جميع النشاطات على أراضي الإقليم من دون أخذ الموافقات والتنسيق مع سلطاتها، ومن ضمنها انتخابات الرئاسة الأوكرانية".

وانتخب البرلمان في دونيتسك، أمس السبت، بوروداي، رئيساً لوزراء جمهورية دونيتسك.

وكانت منطقتا دونيتسك ولوهانسك، قد أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا، تحت اسم "روسيا الجديدة"، عقب استفتاء جرى الأحد الماضي.

اشتباكات سلافيانسك

ميدانياً، تجددت الاشتباكات في عدة مناطق محيطة بمدينة سلافيانسك في وقت متأخر من ليلة أمس السبت، بين القوات الحكومية التي تحاصر المدينة، وبين الانفصاليين الذين يسيطرون عليها.

ودارت الاشتباكات في مجمع "كاراتشون" الذي يقع على أعلى تلة في المدينة، وفي بلدتي سمانوكا وسلافكورورت، واستُخدمت خلال الاشتباكات الأسلحة الثقيلة ومن بينها قذائف الهاون.

وبينما هاجم الانفصاليون مقراً تتمركز فيه القوات الحكومية في مدينة إزيوم، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن "القوات الحكومية ردت على الهجوم الذي أسفر عن جرح اثنين من جنودها".

وقال وزير الداخلية الأوكراني، أرسين أفاكوف، إن "أحد المهاجمين من الانفصاليين قُتل وأُلقي القبض على آخر بعد إصابته".

في المقابل، أفاد زعيم الانفصاليين المسيطرين على سلافيانسك، فياتشسيلاف بونامارييف، بأن "سبعة جنود حكوميين قتلوا في الاشتباكات، في حين أصيب أحد الانفصاليين بجروح استدعت نقله إلى المستشفى".

وتحاصر القوات الحكومية مدينة سلافيانسك، التي يسيطر عليها الانفصاليون، في إطار عملية (مكافحة الإرهاب)، التي بدأتها في الثاني من مايو/أيار الجاري، وتندلع اشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين من حين لآخر.

تتار القرم

وفي أجواء من التوتر، أحيا تتار القرم، يوم الأحد، الذكرى السبعين لتهجيرهم في عهد الرئيس السوفياتي السابق، جوزيف ستالين، رغم إلغاء التجمع التقليدي الكبير الذي ينظم عادة في سيمفيروبول، عاصمة شبه الجزيرة القرم، التي انضمت في مارس/آذار الماضي إلى روسيا.

وعلى الرغم من إصدار "مجلس تتار القرم" مرسوماً بحظر كل تحرك جماهيري في القرم حتى السادس من يونيو/حزيران، خشية حدوث أعمال استفزازية، إلا أن القرار بإحياء الذكرى اتخذه المجلس في اللحظات الأخيرة.

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، فقد طوقت قوات الأمن المدينة أثناء إحياء الذكرى، وتوقفت آليات مدرعة على كل مفترقات الطرق، فيما تواجدت آليات الشرطة في الشوارع المجاورة لوسط المدينة.

وجرت تجمعات صغيرة في المدينة، وخصوصاً في محطة للقطارات كانت نقطة انطلاق للترحيل وحديقة في سيمفيروبول.

كذلك نُظم تجمع أكبر على بعد كيلومترين من المدينة في بلدة اكمتشيت، شارك فيه ما يصل إلى عشرين ألف شخص بحسب تقديرات "فرانس برس".

وحمل المشاركون أعلام التتار، ولافتات كتب عليها "الذكرى الأبدية لضحايا إبادة شعب تتار القرم".

وبعدما صلّوا على أرواح الموتى، اعتمدوا قراراً يطالب "بحكم ذاتي في الأراضي، وتمثيل رسمي للتتار ضمن سلطات القرم، ووقف التفرقة والقمع سريعاً بحق تتار القرم لأسباب سياسية أو قومية أو دينية".

وطوال الحفل، كانت مروحيتان عسكريتان تحلقان على علو منخفض فوق التجمع.

وقال زعيم "مجلس التتار"، رفعت تشوباروف، "قيل لنا إن حقوقنا ستستعاد"، في إشارة إلى مرسوم وقعه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الآونة الأخيرة في هذا الصدد.

وأضاف "لكننا في الوقت نفسه نواجه مشاكل في تنظيم تظاهرات في ذكرى ضحايا التهجير".

وفي كييف، نظم مئات الأوكرانيين مسيرة لإحياء ذكرى الترحيل الوحشي لأبناء عرقية التتار.

وعاد كثير من التتار في وقت لاحق إلى القرم، وأيدوا بقوة الحكومة الأوكرانية الجديدة، معارضين ضم روسيا لشبه الجزيرة في مارس/آذار الماضي.

بوتين إلى الصين

وفي ظل التهديدات الغربية لروسيا بفرض مزيد من العقوبات بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية، يتوجه بوتين إلى الصين، الثلاثاء المقبل، لتعزيز العلاقات مع الشرق.

وخلال زيارته التي تستمر يومين إلى شنغهاي، سيسعى بوتين، ونظيره الصيني، شي جينبينغ، إلى حسم عدة اتفاقات بين الدولتين، من بينها اتفاق غاز ضخم يعتبر حاسماً لموسكو، خصوصاً عقب الأزمة التي تواجهها موسكو مع أوروبا التي تسعى إلى وقف اعتمادها على الغاز والنفط الروسيين.

وسيشارك الرئيسان في منتدى أمني إقليمي وسيشرفان على تدريبات عسكرية بحرية مشتركة قبالة شنغهاي في بحر الصين الشرقي.

وفرض الغرب عقوبات على شخصيات من الدائرة المحيطة ببوتين، وهدد بتشديدها في حال عرقلت موسكو إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا.

وقال المحلل في مركز "كارنيغي" في موسكو، بيوتر توبيشكانوف، انه "في مواجهة العقوبات الغربية، تحتاج روسيا إلى البرهنة على انها ليست معزولة"، موضحاً أن "هدف زيارة بوتين للصين يتمحور حول التأكيد على وجود لحلفاء روسيا".