انخفاض عدد المهاجرين في اليونان وظروف مزرية بمخيم "كاليه"

13 مايو 2016
السلطات الفرنسية تستخدم المخيم في المساومات السياسية (الأناضول)
+ الخط -

على قماش إحدى الخيام المتهالكة في مخيم مدينة "كاليه" المعروف بـ"الغابة" في فرنسا، كُتبت ثلاث كلمات هي "الحرية المساواة الأخوة"، التي تمثل شعار الثورة الفرنسية، وفي حال تساءل المرء عن سبب كتابة هذا الشعار في ذلك المكان، فإن جولة صغيرة في المخيم ستكفيه لمعرفة الإجابة.

المخيم المقام بالقرب من مدينة كاليه على بحر المانش، على بعد 280 كيلومترا، مشهور بأوضاعه السيئة، فيه يقيم اللاجئون والمهاجرون الذين يحاولون عبور المانش إلى بريطانيا، ويشتكي كثير منهم ممَّ أطلقوا عليه "فاشية" الأهالي وتواطؤ الشرطة الفرنسية.

الشابان الإيرانيان حسام وهومار، هربا من بلادهما لأسباب سياسية، ويقيمان منذ 7 أشهر، في كرفانٍ تبرع به أحد المتطوعين البريطانيين.

يقول حسام، المتخرج من إحدى جامعات طهران، إن القاطنين في المخيم يتعرضون لعنف أهالي كاليه نهارا وعنف الشرطة ليلا، ويحكي عمّا حدث معه قبل حوالي 3 أشهر، حيث قطعت مجموعة من الشباب طريقه خلال وجوده في مدينة كاليه، واستولت على هاتفه المحمول ونقوده، ثم أوسعته ضربا ما أدى إلى كسر أنفه، ومفارقته الوعي.

ويشير إلى أن هذه الممارسات أصبحت من الروتين اليومي لمخيم "جانغل"(الغابة)، حتى إن قاطنيه باتوا يخافون من الذهاب إلى مدينة كاليه، ويقول حسام "أهالي كاليه فاشيون، والشرطة تدعمهم، ويكتفون بالمشاهدة عندما يضرب الأهالي اللاجئين، بل قد يقوم رجال الشرطة بتهنئة المعتدين على فعلتهم".

كما يعتبر أن السياسة الفرنسية في المخيم تعتمد على العنف والتجويع، إذ إن اللاجئ الجائع لن يمكنه محاولة عبور بحر المانش إلى بريطانيا، وبالتالي لن يتعب رجال الشرطة الفرنسية في العمل على إيقافه.


بدوره، يرى الإيراني الكردي ساسان (22 عاما)، أن السلطات الفرنسية بإمكانها التخلص من المخيم تماما إذا أرادت، ولكنها لا تفعل ذلك لكي تستخدمه في المساومات السياسية، قائلا إن فرنسا تستخدم المخيم من أجل الحصول على أموال من بريطانيا.

وفي هذا السياق، يعرب عدد من القاطنين في المخيم، عن اعتقادهم أن معظم المتطوعين الذين يأتون إلى المخيم، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، غير جادين، ويأتون إلى المخيم لتمضية أوقات فراغهم وليعيشوا شعور المغامرة، وقليل منهم فقط من يعمل بالفعل لأجل فائدة اللاجئين.

ويعتقد بعض اللاجئين في المخيم، أن عددا من المتطوعين، يعملون لصالح أجهزة مخابرات بعض الدول.

من جهة ثانية، ذكرت وكالة مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي (فرونتكس)، اليوم الجمعة، أن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان انخفض بنسبة 90 في المائة في أبريل/ نيسان الماضي، وذلك في مؤشر على أن اتفاقا بين تركيا واليونان على إعادة من يقومون بالرحلة البحرية بين البلدين يجدي نفعا.

وأضافت أن 2700 شخص وصلوا إلى اليونان قادمين من تركيا في أبريل/ نيسان، ومعظمهم من سورية وباكستان وأفغانستان والعراق. ويمثل هذا العدد انخفاضا بنسبة 90 في المائة مقارنة بمارس/ آذار.

ويقضي الاتفاق مع تركيا بإعادة جميع المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون إلى اليونان بشكل غير مشروع عن طريق البحر ومن بينهم السوريون.

في المقابل، يستقبل الاتحاد الأوروبي آلاف اللاجئين السوريين مباشرة من تركيا ويكافئها بالمزيد من المال وتسريع وتيرة السماح للأتراك بالسفر إلى دوله دون تأشيرة، علاوة على تحقيق تقدم أسرع في محادثات انضمام أنقرة للاتحاد.

وذكرت فرونتكس أن 8370 مهاجرا وصلوا إلى إيطاليا عبر الطريق الأطول والأخطر قادمين من شمال أفريقيا ومعظمهم إريتريون ومصريون ونيجيريون. وقالت إنه لا توجد مؤشرات على تحول مهاجرين لعبور الطريق الذي يمر في منتصف البحر المتوسط بدلا من الطريق إلى اليونان.

وأضافت الوكالة أن عدد الذين وصلوا إلى إيطاليا في أبريل/ نيسان كان أقل 13 في المائة من مثيله في مارس/ آذار، ونصف عدد من وصلوا في أبريل/ نيسان من العام الماضي.

المساهمون